نقطة فوق حرف ساخن

اليوم المشهود

عمرو الخياط
عمرو الخياط

اليوم هو اليوم المشهود على عرفات دعوة للقربى والاقتراب والتقرب الى رب السماء أتى  الحجيج  من كل فج عميق للصعود الى عرفات ،ولقدسية هذا اليوم قال المصطفى عليه افضل الصلوات  إن الله يباهى بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادى جاءونى شُعْثًا غُبْرًا.

جاء الحجاج  من كل بقاع الأرض بأذن من المولى عز وجل واستجابة لأذان الدعوة الإبراهيمية، فى ثياب الزهد البيضاء حيث تلتقى الجموع الخاشعه قلوبهم عامرة بالايمان وموحدة بالمولى عز وجل.

قبل الصعود إلى عرفات طاف الحجيج حول الكعبة ودعواتهم لا تتوقف ورجاؤهم بالمغفرة والرحمة والطاعة موصول محمولين على بساط الرحمة تغمرهم نفحات السماء فيستوى لديهم الظل والحرور .

وفى رحلة الصعود لعرفة تتوقف القلوب عندما تجرى الألسنة ملبين بإعلان الاعتراف الكامل بالتوحيد "ان الحمد والنعمة لك والملك"، هنا نداء مباشر على ملك الملوك واعتراف معلن بعظيم نعمه وواسع رحمته.

هذا اليوم الذى  يعتق الله فيه عبيدة من النار ويباهى الله سبحانه وتعالى الملائكة ويشهدهم  بغفرانه لذنوبهم ومستجيبا لدعواتهم أنه يوم أقسم الله به،و يوم مغفرة الذنوب والمباهاة بأهل الموقف توبة وانابة لمن ناداه المولى للحج ويسر بمشيئته الرحلة المقدسة والوقوف بعرفة وهو الركن الاعظم للحج ، لاَ إلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك. تلبية لا تنقطع  فى رحلة قوامها معانى التوحيد الشاملة، وبراهين الإخلاص الظاهرة.

رحلة تبدأ بدعوة إلهية تصل الى قلوب المدعوين اليها، فيأتون متوسلين الى مولاهم، معترفين بالذنب متيقنين فى الغفران طامعين فى تدفق أنعمه.
رحلة تنتهى بالنفوس التى تطهرت وزكاها مولاها فاختارها  لزيارة بيته المشرف، فعادت الى أوطانها لتبدأ حياة جديدة بمنحة الهية من خزائن الرحمة والمغفرة.

فى هذا اليوم العظيم اعظم أيام السنة ندعوك ياملك السماوات والأرض ان تغفر لنا جميعا وان تنقينا من خطايانا.

اللهم إنى أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم، اللهم إنى أسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبدك ونبيك، اللهم إنى أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لسائر المسلمين خيراً.