«الخروجة» حسب الترند والبراند| العيد فسحة

العيد فسحة
العيد فسحة

لا يمكن تخيل العيد بدون فسحة حلوة، خروجة فى حديقة، قعدة فى كافيه، فرجة على فيلم، أكلة لذيذة فى مطعم، وفى المقابل هناك أشكال وأنواع أخرى من الخروجات قد تحقق لنا نفس المتعة، لكننا نسقطها من حساباتنا، مما يجعلنا جميعاً نذهب لنفس الأماكن فى نفس الوقت، مما يتسبب فى زحام شديد يصنع حالة من التوتر تفسد المتعة.

يقول د. أحمد عبد الله أستاذ علم النفس إن أشكال الفسحة التى اعتاد عليها المصريون إما أنها غير موجودة فى الخطة، أو مكلفة، ومن أشكال الترفيه غير المتواجدة على قائمة الترفيه رغم أنها متوافرة وغير مكلفة بالمرة، زيارة المتاحف فهناك عدد كبير تفتحه الدولة مجانا للزيارة أو بتذكرة رمزية، وهى زيارة لطيفة ومكان هادئ ومكيف ولا يوجد به زحام، ومن الممكن حضور معارض الفنون التشكيلية على سبيل المثال.

أو قصر السينما الذى يعرض أفلاما بالمجان، وأيضا قامت إدارة القصر بتجهيز قاعة كبيرة على الرووف بتذاكر رمزية أقل سعرا بكثير من السينمات العادية، وهناك أيضا مسارح الدولة التى تعرض الروايات بتذاكر مخفضة، لكن المصريين يفضلون الفسحة المكلفة، وزيارة الحدائق.

اقرأ أيضا| طرق لإسعاد أطفالك في عيد الأضحى المبارك

رغم الزحام الشديد، ودخول السينمات الخاصة مهما كانت نوعية الأفلام المعروضة فيها، أو الزحام الشديد عليها فى أيام العيد إضافة إلى أن الفسحة لديهم مرتبطة بتناول الطعام خارج المنزل، مما يحتاج للكثير من النقود، مما يجعل رب الأسرة يضغط نفسه ماديا لفترة حتى يكون قادرا على تحقيقه، وصعوبة التنقل والحركة، فالفسح لدى المصريين إما انها أماكن مكلفة أو أماكن غير موجودة على خريطة تفكيرهم بالمرة ولا مصنفة فى عقولهم على أنها أماكن ترفيه.

ويؤكد: «هناك أنواع للاستمتاع، فالبعض يميل للاستمتاع العقلى بفهم شيء ما أو فهم موضوع مختلف، وهناك استمتاع وجدانى وهو خاص بالمشاعر وهو ما تحاول الفنون أن تتحرك فى مساحته، وهناك نوع حسى والأكل جزء منه فعندما يحصر الإنسان نفسه فى مساحة الاستمتاع الحسى، ويتمحور الترفيه حول الطعام فقط فهو نوع من التضييق على النفس».

ويضيف: ينجذب المصريون كثيرا لفكرة البراند والترند، فعندما ينتشر مقطع فيديو على السوشيال ميديا يعظم من شأن مطعم ما أو مقهى سنجد أمامه زحاما غير عادى لفترة طويلة بغض النظر عن الجودة، بالإضافة إلى فكرة عدم اختيار التوقيت الصحيح فغالبا ما يحب المصريون الزحام ويذهبون بأعداد هائلة لنفس المكان فى نفس الوقت».

وعلى النقيض ترى د. عزة حجازى أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس أن الحكم على أن فسحة المصريين غير منطقية ظالم إلى حد ما، فعلى سبيل المثال نحن نذهب لمشاهدة فيلم فى السينما رغم التكدس أمام قاعات العرض لأن هذا الزحام يؤكد أنه فيلم جيد.

ولا يمكننا أن ننتظر حتى انتهاء إجازة العيد لأن تلك هى أيام راحة العائلة كلها، وكل فرد فى الأسرة سيعود لأداء مهام عمله بعد العيد مباشرة ولن يكون هناك فرصة أخرى تجتمع فيها العائلة كلها مرة أخرى، فالإجازة تعنى الخروج والمرح والانبساط، سواء فى زحام أو لا، وقد يكون هناك زحام على السينما أو الحدائق العامة أو المولات وغيرها.

وهو أمر طبيعى فى كل دول العالم فمثلا فى فرنسا سنجد أن شارع الشانزليزيه وهو الأشهر هناك مزدحماً للغاية فى أيام العطلات الرسمية وعطلة نهاية الأسبوع نظرا لوجود مطاعم ومحلات الأيس كريم والمسارح والملاهى وكل شيء، والإمارات أيضا فى بعض المناطق التى تحتوى على مولات للتسوق ومطاعم ومقاهى للجلوس سنجدها مزدحمة للغاية، فالعالم كله يزدحم فى الإجازات وليس مصر فقط».

وتضيف: «أنا على سبيل المثال من الممكن أن أصطحب أبنائى وأحفادى لمشاهدة فيلم السرب فى السينما، أو لزيارة قصر البارون، والأمر لا يمكن حصره فى أننا نحب الزحام ولكن العالم كله فى أيام الإجازات يعانى من التكدسات، فالزحام مقترن بالإجازات والأعياد وملء أوقات الفراغ، فليس من المنطقى أن يذهب شخص لمشاهدة فيلم فى السينما ليلا فى منتصف الأسبوع وهو سيذهب لعمله فى اليوم التالي».

وترى أن المصريين بالتأكيد قادرون على الاستمتاع بأوقات فراغهم وإجازاتهم وقادرين على استغلال إجازاتهم بشكل جيد بكل فئات المجتمع، خاصة مع التطور وتوافر الكثير من الأماكن التى يرغب الأطفال والشباب فى زيارتها.

ووافقها الرأى استشارى الطب النفسى د.جمال فرويز فى أن المصريين يستغلون أيام إجازاتهم، ولكن الأمر يختلف بين فئات المجتمع، حيث يرى أن هناك بعض الأشخاص ينتظرون طوال العام حتى يحصلوا على فسحة لطيفة فى إجازة العيد، فهم لا يمتلكون وقتا غير تلك الإجازة فقط طوال العام، ويدخرون من نقودهم فترة طويلة من أجل «فسحة العيد»، ولذلك أنصح باقى المواطنين القادرين على زيارة السينمات والحدائق العامة والملاهى والمولات وأماكن التجمعات وغيرها فى أى وقت من العام بعدم التواجد وإفساح المجال لغيرهم ممن يحتاجون لتفريغ طاقة العام كله والاستمتاع قليلا فى هذه الفترة الزمنية القصيرة وألا يفسدوا عليهم عطلتهم.

ويوضح: «من حق كل شخص أن يستمتع بإجازته فى المكان الذى يشعر فيه بالسعادة، والأمر نسبى ومختلف، فالسعادة تختلف من شخص لآخر هناك من يجدها فى فيلم سينما، ومن يشعر بها فى المسرح، وآخر فى السيرك، وغيره فى الملاهى، ومنهم من يفضل التجمعات العائلية، أو السفر ونزول البحر خاصة فى ظل الموجة الحارة التى نعيشها حالياً وهكذا».