الرئيس يشهد افتتاح عدد من المشروعات التنموية فى جنوب الوادى

السيسي يوجه باستخدام أحدث الوسائل العلمية لزيادة إنتاجية المحاصيل

الرئيس السيسي خلال افتتاح مشروعات تنموية جديدة في جنوب الوادي
الرئيس السيسي خلال افتتاح مشروعات تنموية جديدة في جنوب الوادي

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، افتتاح عدد من المشروعات التنموية بجنوب الوادي ومن بينها مشروعات زراعية وبدء حصاد موسم القمح بالإضافة إلى افتتاح عدد من مشروعات الطرق والكباري الجديدة فى توشكى ومحافظات الصعيد وذلك عبر الفيديو كونفرانس من مركز المنارة للمؤتمرات الدولية بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار المسئولين.

ووجه الرئيس السيسي بضرورة استخدام أحدث الوسائل العلمية لزيادة إنتاجية الأراضي الزراعية من كل المحاصيل الاستراتيجية وعلى رأسها محصول القمح وبأقل حجم من المياه، كما وجه الرئيس السيسى بضرورة التوسع في استخدام نظم الري الحديثة في الزراعة في محافظات الصعيد والوجه البحري واستخدام أقل حجم من المياه سواء المخصصة للزراعة أو المياه المعالجة من الصرف الزراعي.

وأشاد الرئيس السيسي بتجربة شركة مودرن فارمنج للاستثمار الزراعى إحدى شركات القطاع الخاص التى قامت بحصاد حوالى 25 أردبا من القمح من الفدان بأحد المشروعات المستصلحة الجديدة التي تستثمر بها، فى حين تحصد الدولة من مشروعاتها للقمح ما بين 18 إلى 20 أردبا للفدان بنفس كمية المياه والأرض والتكلفة المالية.

وأضاف السيسى: حق ربنا علينا نطلع بأقل كمية مياه، أكبر حجم من الإنتاج الزراعى لمشروعاتنا الزراعية باستخدام كل الوسائل العلمية الحديثة فى هذا المجال.. خاصة فى ظل زيادة سكانية تشهدها مصر، حيث بلغت حوالى 25 مليون مواطن منذ عام 2011 وحتى الآن.. هل يا ترى الإنتاج الزراعى زاد بما يعادل زيادة السكان خلال تلك الفترة.

ووجه الرئيس السيسى وزارة الزراعة بدراسة التجربة التى نجحت فيها شركة مودرن فارمنج للاستثمار الزراعى فيما يخص زراعة القمح لدراسة استخدامها فى مشروعات الدولة الزراعية.

كما وجه الرئيس السيسى الدعوة للمستثمرين وشركات القطاع الخاص العاملة فى مجال الزراعة لإدارة المشروعات الجديدة التى تنتهى منها الدولة، كما شدد الرئيس السيسى على ضرورة الاستفادة القصوى من حجم المياه الموجودة لدينا كدولة والمخصصة للزراعة وألا ننتظر حتى تحدث أى أزمة أو مشكلة فى المياه حتى نتخذ إجراءات فى هذا المجال.

وقال السيسى: هنساعد كدولة كل مستثمر مستعد للاستثمار والتعاون معنا فى المشروعات الزراعية الجديدة للاستفادة من كل إيد وكل خبرات وطاقة عمل وجهد مخلص على أرض مصر لنتجاوز معًا أى تحد أو أزمة.

وطالب الرئيس السيسى، الوزراء والمسئولين بالتحدث إلى المواطنين فى وسائل الإعلام المختلفة عن حجم التحديات وشرح كل التفاصيل الخاصة بالقضايا والأزمات التى تواجه الدولة وبصفة خاصة مشكلة الكهرباء والخبز وأسعار المواد البترولية وغيرها من القضايا المهمة التى تمس حياة المواطنين اليومية لكى يعرف المواطن حجم الدعم الذى تتحمله الدولة فى الموازنة العامة لتلك السلع والخدمات.

وأضاف الرئيس السيسى: الدول تدار بالجدية والمسئولية والفهم.. ولو الناس فهمت هتبقى مع الدولة فى قراراتها.. لازم نحط إيدينا فى إيد بعض ونعرف التحديات الموجودة علشان نقدر نجابها مع بعض.

وتابع السيسى: فيما يخص مشكلة انقطاع الكهرباء.. ممكن الكهرباء تشتغل 24 ساعة طبعًا ونستطيع... ولكن الوقود اللازم لتشغيل المحطات تكلفته المالية كبيرة فى ظل حجم الوقود المقدم من وزارة البترول بسبب الدعم الذى تقدمه الدولة لأسعار الوقود للمواطن.

وأشار الرئيس السيسى إلى أهمية أن يبدأ المزارعون بالمحافظات بالتعاون بين وزارتى الزراعة والرى والمحافظات باستخدام أحدث وسائل الميكنة الزراعية والوسائل العلمية الجديدة لاستغلال كميات المياه الصالحة للزراعة على أفضل صورة مثل التجربة التى قامت بها شركة مودرن فارمنج للاستثمار الزراعى فى مشروع «وادى الشيخ» بإنتاجية 25 أردبا للفدان الواحد وهى من أعلى الإنتاجيات فى مصر.

كما طالب الرئيس من رئيس مجلس إدارة شركة مودرن فارمنج للاستثمار الزراعى المهندس محمد جمال غريب بأن تقوم الشركة بدراسة الاستثمار الزراعى فى بعض الأراضى الموجودة فى بنى سويف والمنيا و450 ألف فدان فى سيناء، معربًا عن أمله أن نحتفل خلال الفترة المقبلة ببدء الإنتاج الزراعى من تلك المناطق.

وقال الرئيس السيسى إن تكلفة المشروعات الزراعية الجديدة كبيرة بالمقارنة بالأراضى القديمة فى الدلتا وغيرها من المحافظات بسبب قيام الدولة بالانتهاء من كل المشروعات المرتبطة باستصلاح الأراضى جميعها بالتوازى مثل الكهرباء والطرق والمصارف وغيرها من البنية التحتية بخلاف ما كان يحدث قديماً.

وشدد السيسى على أهمية قيام وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية بدراسة تجربة شركة مودرن فارمنج للاستثمار الزراعى التى نجحت فى زيادة كميات القمح من الفدان بدون زيادة مساحة الأرض أو كميات المياه أو طاقة العمل وذلك فى مشروعات مستقبل مصر وغيرها من الأراضى الجديدة التى يتم زراعتها.

وأضاف السيسى: المستثمر لديه طرق للإدارة والعمل وبيكون أشطر من الدولة وده شىء كويس وكل المستثمرين مدعوين للتواجد معنا فى تلك المشروعات الجديدة سواء الإدارة للمشروع والاستفادة من كمية المياه المتاحة.

وأشار الرئيس السيسى إلى أهمية التوسع فى زراعة النباتات والمحاصيل الزراعية التى تعتمد على كميات قليلة من المياه مثل التين الشوكى والجوجوبا والتى تمت بمزايا اقتصادية كبيرة، مضيفاً: التين الشوكى يمكن زراعته بأقل كمية مياه وأطلع أكبر إنتاج لمحاصيل زراعية ويحتاج كميات شحيحة من المياه ويزرع فى المناطق الصحراوية وظروف معينة لدينا ويمكن الاستفادة منه فى الأعلاف والزراعة والعصائر بعد ذلك وبعض الصناعات التكميلية الخاصة بتلك المحاصيل وهدفنا عدم فقد أى مياه.

كما أوضح الرئيس السيسى أنه لابد أن نبدأ فى دراسة الاستفادة من كميات المياه المخصصة لزراعة مئات الآلاف من أفدنة القصب فى محافظات الصعيد، قائلاً : لدينا حوالى 300 إلى 350 ألف فدان بيتم زراعتها قصب فى الصعيد.. لابد بنفس كمية المياه أو نصفها يمكن زراعة بنجر السكر ولابد أن نراجع كمية المياه المستخدمة وزيادة مساحات الأراضى التى يتم زراعتها بنفس كمية المياه، لافتاً إلى أنه تحدث حول ذلك الموضوع منذ عدة سنوات، متسائلاً: بقول للمحافظات التى تزرع القصب هل غيرتوا طرق الزراعة.. إحنا مستنيين إيه.. لما يحصل مشكلة فى المياه.. أنا مش بخوف الناس من حاجة، مش بنتعامل مع الموضوع على أنه أزمة قد تكون محتملة.. لابد أن نشتغل عليها طالما أزمة محتملة.. الزراعة والرى والمحافظات مع مزارعى القصب لابد أن نرشد كميات المياه التى يتم استخدامها وزراعة الأراضى بعض المحاصيل الأخرى بجانب زراعة القصب للاستفادة من كميات المياه المستخدمة.

وأضاف السيسى: محطات تحلية المياه من الصرف الزراعى لإعادة استخدام المياه أكثر من مرة تكلفتها مليارات الجنيهات وكذلك تكلفة تشغيلها..لازم فى الإعلام والمسلسلات نتحدث عن القضايا التى تهم المواطنين وتتحول إلى أفكار ونقنع الناس بيها وعلى سبيل المثال موضوع زراعة الـ350 ألف فدان قصب فى الصعيد وغيرها من الموضوعات الأخرى بالإضافة إلى الأراضى التى يتم ريها بالغمر بدون أساليب الرى الحديثة... لابد أن نضع كل النظم التى تساعد فى استخدام أقل حجم من المياه فى الإنتاج الزراعى فى مصر.

وتابع السيسى: نبات الجوجوبا يمكن استخدام مياه الصرف الصحى فى زراعته وهو ما يكون له استخدامات فى إنتاج الوقود الحيوى وعوائده الاقتصادية مناسبة ومفيدة لمصر والعالم، ووجه السيسى بدراسة استخدام مياه الصرف الصحى فى زراعة عدد من الأفدنة لتلك النباتات، كما يجب استخدام كل النظم الزراعية التى تستخدم أقل كميات من المياه.

وأضاف الرئيس السيسى: هو أنا لازم أستنى لما تيجى الأزمة الخاصة بالمياه علشان نتحرك.. يعنى مشروعات البنية الأساسية اللى عملتها الدولة خلال السنوات الماضية كانت ضرورية لحل مشاكل ستواجهنا فى المستقبل ودفعنا فيها أرقاما ضخمة جداً لو كان اتعملت من 20 سنة كانت التكلفة هتبقى أقل من دلوقتى.

كما تحدث الرئيس السيسى عن المقترح الذى عرضه رئيس شركة مودرن فارمنج باستخدام حوالى 20 % من الذرة فى إنتاج رغيف الخبز، قائلاً : مش بيغير كتير فى المواصفات سواء طعم وشكل ولكن فى النهاية حوالى 20 % من القمح المخصص لإنتاج الخبز الدولة وفرتها بالعملة الصعبة، مضيفاً: الدولة تستخدم حوالى 18 مليون طن قمح لإنتاج الخبز والمكرونة وبعض المنتجات الأخرى، حوالى من 10 إلى 12 مليون طن للخبز يعنى 2 مليون طن يتم استيرادها بالعملة الصعبة ويمكن باستخدام حوالى 20 % من الذرة فى صناعة الخبز أن نوفر 2 مليون طن قمح تكلفتها حوالى 600 مليون دولار.

وقال الرئيس السيسى إن تكلفة الدعم الذى تتحمله الدولة فى إنتاج رغيف الخبز حوالى 130 مليار جنيه سنوياً فى حين أن السعر الحقيقى للرغيف على الدولة تبلغ 125 قرشاً، وطالب الرئيس السيسى وزراء البترول والتموين والكهرباء والمالية بالحديث مع المواطنين عبر وسائل الإعلام عن حقيقة وتفاصيل المشكلات والتحديات التى تواجهنا.. قائلا ليه مش بتتكلموا مع الناس ولا هو عيب ولا حرام.. قولوا الحكاية للناس.

وحول مشكلة انقطاع الكهرباء أشار الرئيس السيسى إلى أن تكلفة الكهرباء الفعلية على الدولة تمثل 3 أضعاف التكلفة التى يتحملها المواطن ويمكن حل مشكلة الكهرباء الحالية فى حالة بيع الخدمة للمواطن بسعرها الحقيقى أى زيادة الكهرباء مرتين وثلاثة على المواطن وهو ما لا تقوم به الدولة للحفاظ على المواطن البسيط.

وأضاف السيسى: الكهرباء مديونة لوزارة البترول والشركات ليها فلوس عندنا.. والكلام ده مش بسبب اللحظة الحالية، مشيرًا إلى أنه يجب تناول التحديات التى تواجه الدولة فى الإعلام والصحافة بشكل موضوعى ويفهم المواطن طبيعة التحديات.. مضيفًا: أنا لا ألمح إلى زيادة أسعار ولا حاجة.. ولكن أن بتكلم عن قدرات الدولة فيها 106 ملايين مواطن و9 ملايين ضيف.

وأوضح السيسى أن وقود السيارات بيتم دعمه سنويًا بحوالى 170 مليار جنيه من الدولة، وقدم السيسى الشكر لجميع القائمين على المشروعات التى تم افتتاحها فى جنوب الوادى معربًا عن أمنياته أن نحتفل قريبًا ببدء إنتاج الزراعة فى سيناء وغيرها من المشروعات التى تعمل عليها الدولة حالياً.

وقال السيسى إن الاستثمارات التى ضختها الدولة فى مجال الزراعة كبيرة خلال السنوات الأخيرة وهذا مجال من بين مجالات حيوية مثل الصحة والتعليم والصناعة وغيرها، مصر دولة قوامها 106 ملايين نسمة ولتحقيق طفرة جيدة لابد أن تكون هناك جهود كبيرة نبذلها وتكلفة مالية كبيرة.