هالة القوصي: «شرق 12» أعاد «خام السينما» إلى الحياة

هالة القوصي
هالة القوصي

 حوار: أحمد السيد 

تجربة جديدة للمخرجة هالة القوصي من خلال فيلمها «شرق ١٢» الذى ينافس فى مهرجان كان الآن، وكانت أول عروضه عصر أمس، وهو الفيلم الروائى الطويل الثانى بعد «زهرة الصبار» 2017، ويأتى بعد مرور 8 سنوات من تجربتها الأولى، وهى رحلة طويلة مليئة بالتعب والجهد كللت فى النهاية باختيار فيلمها الثاني بمهرجان كان، التقينا هالة القوصي تحدثت عن الفيلم، والمعاناة التي تعرضت لها حتى وصل الفيلم إلى كان.

كيف تم اختيار فيلم «شرق 12» ضمن مسابقة «أسبوعى المخرجين» بمهرجان كان السينمائي؟
- تقدمت بالفيلم للمشاركة فى مهرجان كان ضمن 1950 فيلما، وكانت المفاجأة وقوع الاختيار على فيلمى، وكان لهذا الأمر وقع خاص بالنسبة لى، فحلم أى سينمائى أن يشارك بفيلمه فى مهرجانات عالمية، وينافس بقوة مع أهم الأفلام التى تشارك فى هذا المهرجان من العالم كله.       

وما هي فكرة فيلم «شرق 12»؟
- بعد الانتهاء من فيلمى الأول «زهرة الصبار» أى منذ 8 سنوات، كنت مستقرة على الإطار الفانتازى والكوميديا السوداء، خاصة أن هذا النوع من الأفلام يتيح للمخرج مساحة كبيرة أن يخلق عالما مختلفا خاصا به، ومليئا بالإبهار ويعتمد بشكل كبير على الخيال، ومر الفيلم بكثير من المراحل قبل أن يرى النور أهمها مرحلة التمويل التى استنفدت وقتا طويلا أيضا ما يقارب من 4 سنوات، وبعدها اختيار الأبطال والفنيين الذين يشاركون فى عمل يعتمد على ميزانية قليلة.

ما سبب اختيار الأبيض والأسود لتدور فيه أحداث الفيلم؟
- أرى أن الأبيض والأسود عنصر مكمل للإطار الفانتازى، عندما تشاهد هذا العالم الخيالى بالأبيض والأسود يزيد من قدرة التماهى مع هذا العالم، ويعطى أيضا إحساسا بالتركيز أكبر على القصة بعيدا عن الشكل، وهو ما أرغب فى توصيله للجمهور المشاهد للفيلم.

ماذا عن أصعب المشاهد التي واجهتك أثناء تصوير العمل؟
- أصعب المشاهد التى كانت تعتمد على المجاميع، هناك عدد من الممثلين فى الأدوار الثانوية أو ما يسمى بالمجاميع كان أمرا صعبا خاصة أنه لم يكن لى خبرة سابقة فى توجيه المجاميع، خاصة أن تصوير الفيلم على خام سينما بمعنى أن فرص تكرار أو إعادة تصوير المشاهد تكاد تكون معدومة، بسبب التكلفة الباهظة، فضلا عن أن هناك عددا كبيرا من المشاهد التى تم تصويرها فى النهار وهو ما يعنى تحديد ساعات العمل، وكان مطلوبا أن يتم توجيه هذه المجاميع داخل البحر وهو أمر متعب وصعب.

كيف تغلبت على أزمة التصوير على خام السينما وما السبب فى ذلك؟
- التصوير على خام السينما أمر صعب، لأنه خامة مكلفة ولا تحتمل الخطأ المتكرر أثناء التصوير، وكان يتطلب ذلك عقد كثير من جلسات العمل حتى لا نهدر كثيرا من الخام، وخاصة أن صناع السينما المصرية لم ينتجوا منذ 11 عاما أفلاما بخام السينما، كما أن معظم فريق العمل لا يعرفون ما هو خام السينما، وعندما توجهت إلى معمل مدينة السينما لتحميض الفيلم كان مغلقا طوال هذه الفترة الطويلة، وتسبب ذلك فى مجهود أكبر لإعادة فتحه، وساعدنى فى التغلب على هذا الأمر عبد السلام موسى مدير التصوير، والذى يشاركنى فى إنتاج الفيلم، وعاونى أيضا دكتور مجدى عبد الرحمن أستاذ الكيمياء فى معهد السينما، وكل هذه الأمور الصعبة واجهتها مع فريق العمل وحاولنا إعادة إحياء شيء كان مندثرا.