وداعًا.. ربة المنزل التي حصدت «نوبل»

أليس مونرو
أليس مونرو

قبل أن تغادرنا قالت الأديبة الكندية الراحلة «أليس مونرو»: «بدأت بكتابة الأقاصيص لأن الحياة لم تترك لى وقتًا للرواية، كانت حياة «أليس» العائلية بين أطفالها، لا تكفل لها الوقت، لكنها كانت تقتنص لحظات من حياة الناس، كما تقتنص لحظات من حياتها لتترك أثرًا فى كتابة القصة القصيرة، وتُوِّج ذلك بحصولها على جائزة نوبل فى الآداب عام 2013، ليكون خبر وفاتها الأسبوع الماضى عن عمر ناهز 92 عامًا حدثًا جللًا فى الثقافة العالمية، فقد وصفت الأديبة المولودة فى «أونتاريو» بأنها قدمت «القصة القصيرة بأسلوب «نيويوركر» الكلاسيكي، ووضعتها فى أرقى أشكال الأدب، من خلال الاهتمام التفصيلى بالأشخاص الذين عاشوا فى مدينتها الكندية الصغيرة، وقد أشارت صديقتها الأقرب الأديبة «مارجريت أتوود» إلى صعود «أليس» إلى «قداسة أدبية عالمية» عام 2008، وبذلك فهى وفقًا لـ«لجارديان»، واحدة من أفضل المبدعين فى الخمسين عامًا الماضية.

كما أشارت «أتوود»، إلى أن اللغز الكبير الذى كان يكتنف «أليس مونرو»، هو الشعور السائد بأنه مهما ارتقت سمعتها، إلا أنها لم تكن تحظى بالترسيخ على نطاق واسع بما فيه الكفاية حتى حصولها على جائزة «مان بوكر» الدولية عام 2009، بالإضافة إلى فوزها مرتين بجائزة «غيلر»، أبرز الجوائز الأدبية فى كندا، ويشير نفس التقرير إلى أن قراءة قصة «أليس» تشبه مشاهدة عازف «بيانو» موهوب يؤدى بمفرده على المسرح، حيث يختبئ الروائيون وراء بقية «الأوركسترا»، كل حركة وكل ملاحظة معروضة، ومع ذلك، فمن المستحيل معرفة كيف تفعل ذلك، كان النقاد يُشبِّهونها بـ«تشيخوف» التى تخصنا.

اقرأ أيضًا| هل اختفت الأجيال الأدبية؟| تحقيق

نشـأت «أليس مونرو» فى كنف والد عنيف كان يعمل مزارعًا، فى حين أنَّ أمَّها التى كانت مُدرِّسَة توفيت باكرًا، لإصابتها بمرض «باركنسون»، وفى عام 2009، أعلنت «أليس» أنها خضعت لعملية جراحية لتغيير شرايين القلب، وعولجت من «السرطان»، بعدما حازت فى السنة نفسها جائزة مان بوكر» العالمية العريقة، والخطوط العريضة لسيرة «أليس مونرو» الذاتية، سوف تكون معروفة لقُرائها من خلال قصصها: مزرعة الثعالب الخاصة بوالدها؛ ومرض والدتها الطويل (جرى تشخيص إصابتها بمرض «باركنسون» عندما كانت «أليس» فى العاشرة من عمرها)؛ الطفولة الكتابية المُنعزلة؛ المنحة الدراسية لجامعة «ويسترن أونتاريو»؛ زواجها المبكر عندما كانت فى العشرين من عمرها من «جيم مونرو»؛ الأمومة المبكرة؛ الزواج الثانى والعودة إلى أونتاريو، سيكون تظليلها العاطفى مألوفًا أيضًا، ندمها على عدم العودة إلى رعاية والدتها؛ طموحها وقلقها، ذنبها أنها قضت الكثير من الوقت فى الكتابة كأم.. بعد سنوات من الإحباط، بدأت «أليس» الكتابة بجدية لأول مرة بعد أن أرسلها زوجها الأول إلى مكتبة «مونرو»، التى أنشأها فى «فيكتوريا» فى «كولومبيا» البريطانية، وأصبحت معلمًا أدبيًا كنديًا، بينما كان يعد العشاء لبناتهما، عندما كان الأطفال صغارًا، كانت تكتب كلما وأينما استطاعت.