أصل الحكاية | «قصر السكاكيني».. جوهرة تاريخية في قلب حي الظاهر بغمرة

قصر السكاكيني
قصر السكاكيني
في قلب القاهرة، وتحديداً في حي الظاهر بغمرة، يقف قصر السكاكيني شامخاً كأنه خارج من إحدى أفلام هوليوود المرعبة.
بُني هذا القصر في أواخر القرن التاسع عشر على يد رجل الأعمال السوري حبيب السكاكيني، وهو يعتبر تحفة معمارية فريدة تجمع بين العديد من الأنماط الهندسية والزخرفية،  ويجذب القصر الأنظار ليس فقط لجماله المعماري، ولكن أيضاً للأساطير والقصص التي تحيط به، مما يجعله وجهة مثيرة للاهتمام لعشاق التاريخ والغموض.
 
يقع أحد جواهر المدينة في حي الظاهر القديم في قلب القاهرة: قصر السكاكيني باشا، الذي تعلو أبراجه الظلية فوق الساحة التي تحمل اسم المالك الأول للقصر.
ش
 
تم بناء قصر السكاكيني عام 1897 على يد كبير عائلة السكاكيني السورية، جبرائيل حبيب السكاكيني باشا، الذي عاش في الفترة من 1841 إلى 1923.
وقد وصل أولاً إلى مصر للعمل مع شركة قناة السويس في بورسعيد، لكنه انتقل بعد ذلك إلى القاهرة، حيث بنى هذا الصرح الجميل الذي نتمتع به حتى اليوم.

 
تم تشييد القصر على طراز الروكوكو الفرنسي الفخم، الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، وهو مزين بمنحوتات متقنة لشابات وأطفال، كما أن أسقفه مطلية بمناظر نموذجية للطراز الذي ينتمي إليه.

 

 
داخل القصر، تجد تمثالاً نصفياً من الرخام للراحل السكاكيني باشا، بالإضافة إلى آثار فريدة مثل تمثال "درة التاج" الشهير لفتاة صغيرة، وبقايا تمثال تمساح مثير للإعجاب.
 

تاريخ القصر ومالكه

 

جبرائيل حبيب السكاكيني باشا كان شخصية بارزة في المجتمع المصري خلال فترة نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وُلد في دمشق بسوريا، وهاجر إلى مصر في شبابه للعمل. وسرعان ما أصبح واحداً من أبرز المقاولين في مصر، ولعب دوراً مهماً في تطوير العديد من البنى التحتية الهامة، بما في ذلك قناة السويس ومرافق أخرى في بورسعيد.

 
بعد نجاحه في بورسعيد، انتقل السكاكيني إلى القاهرة حيث أسس لنفسه مكانة مرموقة في المجتمع. وكان له دورًا كبيرًا في بناء العديد من المباني التاريخية، بما في ذلك مقبرة الروم الكاثوليك القديمة وبطريركية الروم الكاثوليك في القاهرة.
 

الحي المحيط بالقصر 

مع مرور الزمن، أصبحت المنطقة المحيطة بالقصر تُعرف باسم حي السكاكيني، واكتسبت شهرة لكونها موطناً للعديد من الشخصيات البارزة، من بين هؤلاء الشخصيات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي نشأ في هذا الحي.
 

القصر كمتحف طبي

في السنوات الأخيرة، كان القصر يضم مجموعة من القطع الأثرية الطبية التاريخية، مما أضفى عليه بعداً إضافياً كوجهة سياحية وتعليمية، ومن المتوقع أن يُعاد افتتاح القصر للجمهور هذا العام، مما سيسمح للزوار باستكشاف تاريخه الغني والاستمتاع بجمال تصميمه الفريد.

قصر السكاكيني لا يمثل فقط تحفة معمارية، بل هو أيضاً شاهد حي على تاريخ القاهرة وتطورها خلال القرون الماضية، وملاذ لعشاق الفن والتاريخ والعمارة.