بين القطيعة وسوء الفهم .. مناوشات «الزعيم» مع نجوم الفن والمثقفين

عادل إمام
عادل إمام

■ كتب: أشرف رمضان

على مدار مشواره الفني الخالد في ذاكرة التاريخ، خاض النجم العربي الأول عادل إمام معارك على كافة المستويات، فهو المتهم بازدراء الأديان تارة، ونشر الفسق والفجور تارة أخرى، هٌوجم من اليساريين والإسلاميين والليبراليين على حد سواء، في المقابل مضى “زعيم الفن” في طريقه الذي يؤمن به، ليكون قِبلة للقوة الناعمة المصرية والعربية.

مسيرة “الزعيم” الحافلة بالمعارك، لم تخل أيضًا من أزمات من الفنانين أنفسهم، وبعض المثقفين وأصحاب المهن الذين اتهموه أنه دائم إهانتهم في جميع أعماله، وعلى الرغم من ذلك يظل عادل إمام “زعيم الغلابة وصوتهم” بلا منازع. 

لا شك أن مسلسل “رأفت الهجان” من أهم الأعمال في تاريخ الدراما المصرية، لكن كواليس العمل كانت مليئة بالأزمات، أهمها الأزمة التي وترت العلاقات بين النجمين عادل إمام ومحمود عبد العزيز، ففي بداية التحضير للعمل المستوحى من بطولات المخابرات الحربية، عرض المخرج يحيى العلمي، والكاتب صالح مرسي، شخصية “رأفت” أو “ديفيد شارل سمحون”، على الفنان عادل إمام، قبل أن يذهب الدور إلى الفنان محمود عبدالعزيز، الأمر الذي تسبب في إحداث فجوة كبيرة بعلاقتهما.

ولعل من أهم الأسباب التي دفعت “الزعيم” للتراجع عن تقديم الدور، نجاحه في تقديم شخصية “جمعة الشوان” في أحداث مسلسل “دموع في عيون وقحة”، عام 1980، ومن هنا فكر صناع العمل في صعوبة تقديم “الزعيم” لدور “يهودي”، فلن يكون مقبولا جماهيريًا، في المقابل كان “الزعيم” متحمسًا للدور، لكنه اعترض على طريقة السرد والحكي لأحداث العمل، والتي بدأت بوفاة رأفت الهجان، مؤكدًا لصناع العمل أن ذلك حرق للتفاصيل، في الوقت نفسه تمسك صناع العمل بفكرتهم وسردهم، بعدها عرض العمل على محمود عبد العزيز الذي تحمس للدور بشدة، ونجح في تقديمه بشكل ملحمي رائع.

كاد لقاء صحفي مع النجم أحمد زكي أن يسبب أزمة كبيرة بينه وعادل إمام ونادية الجندي، هذا اللقاء كشف عن كواليسها الفنان أحمد زكي، في لقاء تليفزيوني سابق مع الإعلامي محمود سعد، وقال، إن إحدى المجلات في ثمانينيات القرن الماضي، نشرت تصريحات منسوبة له ينتقد خلالها عادل إمام ونادية الجندي، وذلك على خلاف الحقيقة، خاصةً أنه يؤمن بأن كل فنان له مجهوده وإبداعاته.

◄ اقرأ أيضًا | دائمًا مع الحق الفلسطيني.. عادل إمام في مواجهة معارك التشويه والاتهام بالتطبيع

وأضاف أحمد زكي: “فوجئت في المجلة بكلمات لم أقلها، ذهبت إلى مقرها غاضبًا، لأنه إذا كانت هذه الكلمات السيئة في حقي لم أكن أهتم على الإطلاق، ومع شدة غضبي وارتفاع نبرات صوتي، وطلبت حضور الصحفي الذي نسب إليّ هذه التصريحات، وأخبرت رئيس التحرير حال كان هناك دليل على ما قلته سواء تسجيلًا أو اتصالاً هاتفيًا عليهم الإتيان بأي منهما”.

تابع قائلا: “تم الاتصال بالصحفي ولكنه لم يحضر، وأنا ما زلت عند غضبي، وقلت لرئيس التحرير يهمني تتصل بالأستاذ عادل إمام حالًا والسيدة نادية الجندي، وبالفعل اتصل هاتفيًا، وكان رد عادل إمام أنه يعي جيدًا أنني لم أقل ذلك، مسكت التليفون وكلمّت عادل، قالي إهدى أنا عارف إن ده مش أسلوبك، وكذلك نادية الجندي، وظلت المجلة تعتذر عما حدث نحو 5 أعداد حتى أُغلقت تمامًا ولم يعد لها وجود”.

كانت الفنانة القديرة ميرفت أمين، المرشحة للبطولة أمام عادل إمام في فيلم “خلي بالك من جيرانك”، لكنها اعتذرت عن الدور، بسبب إصرار صناع العمل على ظهورها مع عادل إمام في مشهد جريء خلال أحداث الفيلم، التفاصيل كشفتها الفنانة لبلبة التي قدمت دور البطولة مع “الزعيم”.

وقالت لبلبة، في تصريحات سابقة عن مشاركتها في فيلم “خلي بالك من جيرانك”، أنها حلت بدلًا من الفنانة ميرفت أمين المرشحة الأولى للدور، بعد اختلافها مع “الزعيم” حول أحد المشاهد التي وصفتها بالجريئة، وكان المشهد سبب الخلاف هو أن تظهر الفنانة ميرفت أمين بملابس غرفة النوم، لكنها رفضت ذلك، بسبب زواجها في ذلك الوقت من الفنان حسين فهمي.

أزمة جديدة كانت بطلتها النجمة الكبيرة نجلاء فتحي، بعدما انتشر تسريب صوتي لها تهاجم فيه عادل إمام، وقالت في المقطع: “يا عادل إمام اللي عملك هو الشعب.. اللي دفع فيك تذكرة ووصلك للملايين هو الشعب”، وتابعت: “40 سنة وأنت بتشرّب الناس اللي أنت عايزه”.

وكشفت مصادر حينها أن التسريب الصوتي، جاء قبل سنوات، إذ كان التسجيل خاصًا بحوار صحفي لمجلة الكواكب، وهو الحوار الذي كانت تتحدث فيه نجلاء فتحي عن رأيها في عدد من الفنانين وموقفهم من ثورة 25 يناير في ذلك التوقيت، الحوار نشر وقتها في المجلة وتداولته بعض المواقع.

لم يقدم عادل إمام عملا فنيا إلا وكان يحمل رسالة إلى المجتمع، البعض كان يفسر هذه الرسالة على أنها إهانة له ولمهنته، لكن المثقفين كان لهم نصيب الأسد من الهجوم عليهم في أعمال “الزعيم”، إذ تميزت العلاقة بينهما بالشد والجذب، فصوب “الزعيم” سهامه الفنية ناحية الطبقة المثقفة، فهو من جسد مواقف ساخرة منهم، وكشف زيف مدعي الثقافة، والشاعر الذي ينسج كلمات لا تمت للشعر بصفة، وأخر يقول كلامًا غير مفهوم لأحد غيره، وهو ما أحدث صدامًا بين المثقفين وعادل إمام، خاصة بعد عرض فيلم “مرجان أحمد مرجان”، الذي همش من خلاله دور بعض المثقفين، الذين يفرضون سيطرتهم على المجتمع.

وسبق وأن هاجم المحامون عادل إمام بسبب فيلم “الأفوكاتو”، إذ قدم شخصية “حسن سبانح” المحامي الفاسد الذي يستغل الثغرات القانونية لتخليص المجرمين، واعتبر البعض أن الفيلم إهانة للمحامين والقضاة على حد سواء، وأقيمت دعاوى قضائية ضد الفيلم.

وتقدم بالفعل أكثر من 150 محاميًا بدعاوى قضائية ضد الفيلم منتقدين تقديم المحامي في شخصية “حسن سبانخ”، وصدر الحكم في هذه القضية بحبس رأفت الميهي ويوسف شاهين موزع الفيلم، وعادل إمام سنة مع الشغل وكفالة 10 آلاف لإيقاف التنفيذ، لكن بعد تدخل عدد كبير من الشخصيات العامة والمسئولين تم وقف الحكم.

لم يسلم عادل إمام من الملاحقات القضائية على مدار مشواره الفني، إذ تقدم مجموعة من المحامين ببلاغات ضده تتهمه بازدراء الدين الإسلامي في مجموعة من أعماله الدرامية عام، وقضت المحكمة وقتها بحبسه 3 أشهر بعد أن أدانته بـ”الإساءة إلى الإسلام” في أكثر من عمل سينمائي ومسرحي.

وقتها انتقد عادل إمام الدعاوى القضائية، قال إن البعض رفعها على أعمال قام بها باعتبارها مسيئة للإسلام، مؤكدا أن كل الأعمال التي لعب بطولتها كانت تعرض على الرقابة ولو كان فيها ما يسيء لكانت الرقابة أوقفتها.

وأوضح في تصريحات سابقة، أن من بين الأعمال التي يعتبرونها مسيئة للإسلام “الإرهابي” و”مرجان أحمد مرجان” ومسرحية “الزعيم”.

وتجددت الاتهامات الموجهة لـ”الزعيم” في العام 2016، بعد 4 سنوات من حكم محكمة مستأنف الهرم ببراءة عادل إمام، من تهمة ازدراء الدين الإسلامي، وشهد عام 2016 حملات موسعة تتهم مسلسله “مأمون وشركاه” بالإساءة للأديان السماوية الثلاثة.

 

 

;