ذوي الهمم| بطاقة الخدمات المتكاملة.. خدماتها «مش كاملة»!

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تمنح الدولة لذوى الهمم العديد من المزايا التى تساعدهم على المعيشة وحياة دون صعوبات، ومن أبرز هذه الميزات «بطاقة الخدمات المتكاملة» لذوى الهمم والتى تتيح لهم التمتع بعدد من المزايا فى قطاعات مختلفة كالصحة والتعليم والسكن، لكن تحيط بهذه المنظومة مشكلات تعرقل ذوى الهمم سواء فى استخراجها أو فى إمكانية التمتع بمزاياها، كما أن بعض ذوى الهمم يرون أن مزايا البطاقة يمكن تطويرها بما يحقق منفعة أكبر لهم، لا سيما أن معظمها غير مفعّل، بالتالى لا يمكنهم الاستفادة منها على الوجه الأمثل.

◄ ذوو الهمم: نواجه صعوبة في استخراجها وتجديدها

◄ مدير إدارة التأهيل: لدينا مليون و100 ألف بطاقة

توفر بطاقة الخدمات المتكاملة خدمات لذوي الهمم من أصحاب الإعاقات السمعية، وقصار القامة (طولهم أقل من 140 سم)، وأمراض الدم المزمنة، والبتر متعدد الأطراف، والتوحد والشلل الدماغي، والجذام، وصغر أو كبر حجم الرأس، وغيرها. 

وبطاقة الخدمات المتكاملة بمثابة «كارت ذكي» يمكن استخدامه للتحويلات النقدية، كما أنه يمنح حامله مجموعة من المزايا من بينها أحقية التعيين لذوى الهمم ضمن نسبة الـ5% من العاملين بالدولة، وتمنح حاملها إعفاء جمركيًا على الأجهزة التعويضية، وكذلك الإعفاء من الرسوم الجمركية على السيارات، بالإضافة لتمكين حاملها من الدمج بين معاشين، وتساعد ذوي الهمم على الدمج بالمدارس والجامعات وتسهيل الفرص من أجل الحصول على سكن ضمن مشروعات الإسكان الحكومية.

وعلى الرغم من هذه المزايا المتعددة، فإن مشكلات البطاقة مع ذوى الهمم كثيرة، بداية من صعوبة استخراجها وحتى الاستفادة المحدودة من مزاياها، حيث يقول إسلام عصام: «تتبقى أشهر قليلة على تجديد بطاقتى الخاصة بالخدمات المتكاملة، لكننى ما زلت لا أعلم كيف يمكننى تجديدها، لأنه لا يوجد آلية واضحة يمكن اتباعها لتجديد البطاقة».

ويضيف إسلام: «بطاقة الخدمات المتكاملة أصدرت لتمنحنا كذوي همم العديد من المزايا، لكنها في الأصل مزايا لا تتوافق مع طبيعة ما يعانيه ذوو الهمم، فعلى سبيل المثال تمنح البطاقة ميزة الإعفاء الجمركي على الأجهزة التعويضية، لكننا فى الواقع نريد أن يكون هناك تخفيض على أسعار الأجهزة التعويضية ذاتها، لأننا نعانى ارتفاع أسعارها، وكذلك مراكز العلاج الطبيعى التى ترتفع بها أسعار الجلسات أو المستشفيات وارتفاع أسعار الكشف والأدوية، فكل هذه الأمور تحتاج إلى نظرة لوضعها على بطاقة الخدمات المتكاملة لتكون مجدية لنا».

◄ اقرأ أيضًا | جامعة الأقصر تفتتح مركزًا للطلاب ذوي الإعاقة بهدف تحقيق الدمج والمساواة

ويوضح: «رغم منحها ميزة لحاملها للتعيين ضمن نسبة الـ5% للعاملين بالدولة، فإننى حاولت جاهدًا الالتحاق بوظيفة لكن دون جدوى، فأين هى هذه المزايا، ولماذا شخص من ذوى الهمم ولديه قدرات ويريد أن يشعر أنه فرد فعّال فى المجتمع، لا يمكنه أن يجد وظيفة تعينه على متطلبات الحياة؟».

أما دينا سليم، فأوضحت أنها تعانى منذ فترة طويلة من أجل استخراج بطاقة الخدمات المتكاملة، وهى حسب تقرير المجالس الطبية مستحقة، لكن إجراءات الحصول عليها صعبة بداية من الحجز الإلكترونى الذى انتظرت أن يفتح أبوابه مدة طويلة، وبعدها مكان الكشف الذى جاء بعيدًا عن منزلها.

فيما يقول يوسف محمود، إن مدة كارت الخدمات المتكاملة تم تقليصها من 7 إلى 5 سنوات، وبعدها لا بُد من تجديدها مرة أخرى للاستفادة من خدماتها، وهى مدة قصيرة جدًا فى مقابل الإجراءات الروتينية التى نقوم بها والتعب والأرهاق من كثرة التردد على الأوساط الطبية من أجل الحصول على البطاقة.

كما يشكو يوسف من المجالس الطبية والنظرة إلى الإعاقات غير الواضحة بالنسبة إليهم على أنها غير مستحقة، رغم أن أصحابهم يندرجون تحت مستحقى البطاقة، فهو كشخص يعانى مرضًا مناعيًا قد يفقد معه الحركة والبصر على المدى البعيد، إلا أنه فى البداية لم تتم الموافقة على استحقاقه للبطاقة، مما جعله يدخل فى دائرة أخرى طويلة على حد تعبيره، حيث التظلم ودق جميع الأبواب من جديد والانتظار فترة طويلة حتى جاء الرد النهائى بالقبول.

هبة هجرس، عضوة المجلس القومي للإعاقة، أكدت أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، يعطى اهتمامًا خاصًا بملف ذوى الهمم، وكارت الخدمات المتكاملة من الأمور التى تصب فى صالح ذوى الهمم، لكنه يحتاج لمزيد من التنظيم لتقديم أفضل خدمة ومساعدة ذوى الهمم فى الحصول عليها من دون أى عناء، والخدمات دائمًا تبدأ من العنصر البشرى الذى لا بُد من تأهيله وتدريبه وتنظيمه بشكل يجعل إنجاز المهام سريعًا ومرتبًا، بالتالى سيخرج الأمر عن نطاق الروتين ويكون فى الاستطاعة إصدار البطاقات لأكبر عدد من مستحقيها من ذوى الهمم.

وأكدت أن مواقع التسجيل أيضًا تحتاج إلى تطوير، حيث يعانى ذوو الهمم من التسجيل على الموقع الخاص بوزارة الصحة حتى يفتح الموقع أبوابه لتلقى الطلب، ما يتسبب فى أخذ وقت طويل لحين الحصول على البطاقة، وهى مشكلة لا تتناسب مع أهمية البطاقة بالنسبة لفئة ليست قليلة بالمجتمع.

من جانبه، يقول خليل محمد، مدير عام إدارة التأهيل بوزارة التضامن الاجتماعي: «يتم العمل بصفة مستمرة على تطوير منظومة بطاقات الخدمات المتكاملة لخدمة أكبر عدد من ذوى الهمم، وهناك اعتقاد بأولوية الخدمة للإعاقات الشديدة أو بالغة الشدة، ولكن البطاقة تقدم خدماتها لجميع الإعاقات المحددة دون تمييز وبالعمل على تسهيل الإجراءات»، لافتًا إلى أنه تقدّم للحصول على كارت بطاقة الخدمات 2 مليون و430 ألف مواطن، ولدينا بالفعل مليون و100 ألف بطاقة خدمات متكاملة حاليًا، وتم زيادة عدد بطاقات الخدمات المتكاملة من 650 ألف بطاقة إلى مليون و750 ألفًا.