معان حقيقية

عزم الرجال

محمد الحداد
محمد الحداد

كان الرئيس أنور السادات أكثر الزعماء العرب دهاءً وكيدًا للعدو الصهيونى واستطاع أن يمحو ذكرى هزيمة الأيام الستة بنصر أكتوبر الساحق الماحق الذى أذل اليهود فحقق النصر  فى ست ساعات أفقدت العدو توازنه.

كما استطاع أن يحرق قلبهم ودمهم بأن جعل الأسرى الصهاينة يعودون وهم يرتدون بيجامات كاستور المحلة لأنه فى الريف المصرى قديمًا كان حلاق الصحة يقوم بإجراء عملية الطهور للأطفال الذكور عندما يتموا عامهم السادس، وبعد إنتهاء العملية بنجاح يرتدى الطفل البيجاما الكاستور، والتى كانت تعد من أفخر أنواع الثياب عند الفلاحين.

وكانت هذه البيجامات رقيقة الملمس حتى لا يتألم الطفل من جرح العملية، وبعد ذلك يزفه أهل القرية مرتديًا «البيجاما الكستور المقلمة» وينشدون لأمه «يا أم المطاهر رشى الملح سبع مرات» كناية عن درء الحسد عن إبنها المطاهر حديثا. ولهذا السبب، أمر الزعيم الراحل محمد أنور السادات بأن يرتدى الأسرى الصهاينة فى حرب 73 البيجامات الكاستور أثناء عودتهم إلى تل أبيب، ليكشف للعالم قيام القوات المسلحة المصرية فى حرب أكتوبر المجيدة بإتمام عملية الطهور للصهاينة بنجاح ساحق لم يسبق له مثيل. ويحضرنى هنا قصيدة رسمنا على القلب وجه الوطن وهى النشيد الرسمي للقوات المسلحة المصرية. كتبه الشاعر المصري فاروق جويدة، ولحّنه كمال الطويل.. ففى مصر عقول وقلوب عاشقة لبلدها ومبدعة فى التعبير عن هذا الحب

رسمنا على القلب وجه الوطنْ
نخيلاً ونيلاً وشعباً أصيلاً
وصناكِ يا مصرُ طولَ الزمنْ
ليبقى شبَابُك جيلاً فجيلا
على كل أرضٍ تركنا علامة
قلاعا من النور تحمى الكرامةْ
عروَبتُنا تفتديك القلوب
ويحميك بالدمْ جيشُ الكنانة
وتنسابُ يا نيلُ حراً طليقاً
لتحكى ضِفَافُكَ معنى النضالْ
وتبقى مدى الدهرِ..  حصناً عريقاً
بصدقِ القلوبِ وعزمِ الرجالْ
رسمنا على القلبِ وجه الوطنْ
نخيلاً ونيلاً وشعباً أصيلاً
وصناكِ يا مصرُ طـولَ الـزمن
ليبقى شـبَابُكِ جـيلاً فجـيلاً
يدُ الله يا مصرُ ترعى سَمَاكِ
وفِى ساحةِ الحقِ يعلو نداكِ
ومادام جيشُكِ يحمى حِمَاكِ
ستمضى إلى النصرِِ دوماً خطاكِ
سلامٌ عليكِ إذا ما دعانا
رسولُ الجهادِ ليومِ الفداءْ
وسالتْ مع النيلِ ِيوماً دِمانا
لنبنى لمصرَ العلا والرخاءْ