سباق الذكاء الاصطناعي في أفريقيا.. الصين وأمريكا يتباريان على الهيمنة التكنولوجية

القارة الأفريقية تحولًا استراتيجيًا جديدًا في مجالات الذكاء الاصطناعي
القارة الأفريقية تحولًا استراتيجيًا جديدًا في مجالات الذكاء الاصطناعي

تشهد القارة الأفريقية تحولًا استراتيجيًا جديدًا في مجالات الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت ساحة تنافس شرسة بين الولايات المتحدة والصين. وتركز هذه المنافسة على استغلال إمكانيات هائلة للقارة في تحقيق تأثيرات تحولية في مختلف القطاعات، لاسيما الرعاية الصحية والزراعة والتعليم. 

ويتطلب هذا التحول الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية التكنولوجية، حيث ستكون القارة الأفريقية على طريق تحقيق التطورات الهامة بهذه المجالات.

واشنطن وبكين.. تنافس القوى العالمية في أفريقيا

وفي ظل هذه الأوضاع، تلعب واشنطن وبكين دورًا حيويًا في دعم وتمويل هذه المبادرات الجديدة، حيث ستتسابق الدولتان لتقديم الخبرات التكنولوجية والاستثمارات اللازمة لدعم التطورات الذكية في القارة الأفريقية.

وتمثل أفريقيا مشهدًا مثيرًا للتنافس بين القوى العالمية، حيث قدمت الحكومة الأمريكية مساعدات كبيرة للدول الأفريقية، بينما اختارت الصين نهجًا مختلفًا يركز على الاستثمار في البنية التحتية.

المساعدات الأمريكية والاستثمار الصيني.. «من يُسيطر»؟

وفقًا لـ "إذاعة صوت أمريكا"، تسعى شركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية والصينية إلى الاستفادة من بيانات قيمة تُستخدم لبناء أنظمة يمكن بيعها مرة أخرى.

وتأتي هذه الاستثمارات التي ركزت عليها بكين عادةً على شكل قروض، وتفضل الدول الأفريقية هذا النهج أيضًا نظرًا لتوافقه مع الفلسفة الصينية وعدم ارتباطها الكامل بمفهوم الديمقراطية الأمريكية، بحسب شبكة "العربية" الإخبارية.

«جوجل وIBM» في أفريقيا

وعلى سبيل المثال، افتتحت شركة جوجل العملاقة أول مختبر لها في مجال الذكاء الاصطناعي في غانا، في حين تمتلك شركة IBM مناطق بحثية في كينيا وجنوب أفريقيا.

اقرأ أيضاً| إيطاليا تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة

من جانبها، اهتمت الصين بتطوير الذكاء الاصطناعي في أفريقيا على مدى أكثر من عقد من الزمن، وخصوصًا في تحسين البنية التحتية للإنترنت والاتصالات في القارة الأفريقية، من خلال مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصيني، شي جين بينج.

لماذا تمتلك أمريكا «ميزة» في سباق الذكاء الاصطناعي؟

وتعتبر البيانات المادة الخام الأساسية للتطوير والتحسين في مجال المنافسة الشرسة بالذكاء الاصطناعي، حيث إنه كلما زادت كمية هذه البيانات، كلما زادت دقة وتشابه نماذج الذكاء الاصطناعي، وبالتالي، تتنافس كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين على جمع هذه البيانات، ولكن هناك ميزة أمريكية على الصين..

إذ أن أكثر من 50% من البيانات المتاحة على الإنترنت مكتوبة باللغة الإنجليزية، بينما تقل نسبة البيانات المتاحة باللغة الصينية إلى أقل من 2%، الأمر الذي يؤثر في توافر البيانات المطلوبة التي يمكن استخدامها لتطوير وتدريب نماذج أكثر فعالية في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يمنح الشركات الأمريكية ميزة كبيرة في هذا المجال.