حريات

عبد العظيم وزير

رفعت رشاد
رفعت رشاد

عرفت الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة عن قرب خلال رئاستى تحرير جريدة العاصمة التى تصدرها المحافظة. خلال الترتيب لإصدار الجريدة كنت ألتقى به يوميا.

اكتشفت أنه شخصية راقية على درجة عالية من الثقافة والأخلاق. خلال مناقشاتى معه وجدته عالما بخلفيات الصحافة وكواليس العمل الصحفى باعتباره عضوا سابقا بالمجلس الأعلى للصحافة. كان يحب المناقشات الثقافية ويحفظ الشعر ويتناول الأعمال الأدبية.

كما كان حجة فى القانون وشغل من قبل منصب عميد كلية الحقوق بجامعة المنصورة. كما اكتسب خبرة فى الإدارة المحلية بعد أن عمل محافظا لدمياط قبل أن يتولى مسئولية العاصمة.  

كان وزير من أبسط الشخصيات فى التعامل فهو مهذب للغاية ويتناول الموضوعات بمنطقية وموضوعية. عندما سألته عن رغبته فى شكل الجريدة، أجاب بأنه لا يرغب فى شكل معين وإنما يمكن تخصيص صفحتين لنشر أخبار المحافظة ولك مطلق الحرية فيما تنشر فى بقية الصفحات. كانت الجريدة تصدر فى 16 صفحة بعضها بالألوان ولم يتدخل ولو مرة فى محتوى ما تنشره «العاصمة».

ومن أفضل ما حدث للعاصمة أن كتب عنها الصحفى الكبير الأستاذ محسن محمد وشرفنى بأن أشاد بالمجهود الصحفى للزملاء فى الجريدة مبديا تقديره لبعد الجريدة عن مدح المحافظ «عمال على بطال». 

كان وزير من الشخصيات ذات الوعى الفائق، يدرك ما يدور حوله سواء فى المجال السياسى أو فى الإدارة المحلية ولثقته فى نزاهته السياسية والمالية تصدى لبعض رجال الأعمال ورفض تدخل رئيس الوزراء والأمين العام للحزب وأحد مراكز القوى بالحزب المساند لرجال الأعمال، وقال: لو أننى مخطئ فلتصدروا قرارا بإقالتي، ولو أننى على حق فلن أتنازل عن موقفى فى تطبيق القانون، كما تصدى لحملة شنها عليه مخرج كبير يضع يده على مسرح مخالف للقانون وإجراءات الحماية المدنية ولم يتراجع عن موقفه. 

شرفت بمعرفة الدكتور عبد العظيم وزير وأدعو له بالمغفرة والرحمة.