تعقيبًا على الدكتور زاهى..

خبير: المياه تحت سطحية المواقع الأثرية تحتاج إلى رؤية علمية قبل التمويل 

المياه تحت سطحية بمنطقة الأهرامات
المياه تحت سطحية بمنطقة الأهرامات

أكد الدكتور زاهى حواس عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق أن الحلول الجذرية لمشكلة المياه تحت السطحية التي تؤرق أغلب المواقع الأثرية خاصة منطقة الأهرامات والقاهرة التاريخية من وجهة نظره يتمثل في الحصول على أموال من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)‏ وهي وكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة الفيدرالية مسؤولة في المقام الأول عن إدارة المساعدات الخارجية المقدمة للمدنيين تمكننا من إعادة صيانة المشروعات التي تمت من قبل خاصة في منطقه الأهرامات وأيضًا القاهرة التاريخية.

وأشار في حواره لـ"بوابة أخبار اليوم" إلى أن البيوت والمعابد والمناطق الأثرية عائمة على المياه مؤكدًا أنه مشروع قومي صعب جدًا تنفيذه.

اقرأ أيضا: زاهي حواس: نبحث عن «هرم الملك حوني» في سقارة وقد نعثر عليه قريباً | خاص

وفي ضوء ذلك عقّب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية على ما صرح به الدكتور زاهى حواس كحلول جذرية لمشكلة المياه تحت السطحية كنا نتوقع من شخصية عالمية تولت مسئولية الآثار عدة سنوات رؤية علمية أشمل من ذلك فكلنا يعلم أن مواقعنا الأثرية عائمة على المياه ولكن ما الحل من وجهة نظر أكبر علماء الآثار فى العالم.

وأضاف الدكتور ريحان أن خطورة هذه المياه أدت إلى إدراج دير مار مينا غرب الإسكندرية، والواقع على مساحة 1000 متر، على قائمة التراث المهدد بالخطر في 2010، وذلك بسبب ارتفاع مستوى المياه تحت سطحية، وأنفقت الدولة نحو 50 مليون جنيه في إطار خطة متكاملة لإنقاذ دير مارمينا حتى تم رفعه من القائمة بعد 12 عامًا من إدراجه.

ومن هذا المنطلق، لجأت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور ريحان إلى متخصصين فى ترميم وصيانة الآثار وطرحت عليهم كيفية العلاج الجذرى للمياه تحت السطحية.

وأشار الخبراء إلى أن سبب ظهور المياه تحت سحطية فى منطقة الأهرامات بين وقت إلى آخر، إمّا هو تجمع نتيجة لهطول أمطار غزيرة في المكان ثم تسربت إلي باطن الأرض لأنها تربة رملية لاتحتفظ بالماء أو لارتفاع المياه تحت سطحية، وفي هذه الحالة حتي لو اختفت المياه فهذا لايعني عدم وجودها فهي مازالت موجودة علي بعد سنتيمترات قليلة من سطح الأرض، وللتأكد من ذلك يجب إجراء جسات للتربة في محيط للتأكد من عدم ارتفاع منسوب المياه تحت سطحية

وأكد أنه يجب القيام بإجراء جسات في أقل مناسيب الهضبة ارتفاعًا "منطقة نزلة السمان محيط أبول الهول"، وعدد من الجسات في اتجاه التجمعات السكنية لحدائق الأهرام، والمنطقة المجاورة للمتحف الجديد والتي تجاورها أسفل الهضبة منطقة فيصل وجه الأهرامات لكشف مدى تأثير زحف الكتلة السكنية بشكل عشوائى من جميع جوانب الأهرامات ولم يتبق سوي الجهة الجنوبية.

وأشار إلى الجسات ليست نوع من الترف العلمي بل ضرورة لابد أن تتم للوقوف علي تأثير زحف الكتلة السكنية علي هضبة الهرم لأن المياه تحت سطحية ليس لها أي علاقة باستواء سطح الأرض فهي تتحرك في باطن الأرض أسفل سطح الأرض بحرية في الاتجاهات الخالية من الصخور ثم تتصاعد الي السطح بواسطة الخاصة الشعرية في عكس الجاذبية الأرضية وتستمر في الصعود حتي تقابل أي جسم حجري أو منشأة حجرية فتستمر رحلتها.

وأضاف أن رحلة هذه المياه تنتهي بواسطة البخر فقط ولاشيء يوقف صعودها سوي بالوضع الطبيعي للتوازن البيولوجي الطبيعي للمخلوقات بدورة المياه في الأرض وهي عملية البخر، ومن ثم رأى الخبراء القيام بعمل تلك الجسات بصفة دورية من خلال حفر آبار في مناطق متباعدة من الهضبة وملاحظة ظهور أو اختفاء المياه فيها بصفة دورية.

وأشار الخبراء إلى ظهور المياه تحت سحطية فى الحفائر فى المنطقة الواقعة إلى الجنوب من تمثال أبوالهول بالقرب من هرم خنتكاوس ولأن القائمين على أعمال التنقيب فوجئوا بارتفاع منسوب المياه تحت سطحية فى موقع التنقيب، فبدلًا من صرف هذه المياه وضخها فى نظام الصرف الصحي أو حتى عبر مواسير إلى ترعة المنصورية، قاموا باستخدام اللوادر بعمل بحيرة كبيرة وبدأوا فى نقل المياه فيها دون مراعاة لخطورة هذه المياه على سلامة تمثال أبوالهول حيث ستؤدي مياه هذه البحيرة إلى ارتفاع منسوب المياه أسفل تمثال أبوالهول ومعبد الوادي للملك خفرع.

كما أن إنشاء بحيرة بهذا الشكل سيدمر معبد الوادي والطريق الصاعد للملك منكاورع، وكشف الأمريكي جورج ريزنر عن هذا المعبد وكشف فيه عن تماثيله الرائعة الموجودة فى المتحف المصري، وبعض منها فى أمريكا، ونظرًا لأن شبسسكاف ابن منكاورع أكمل بناء هذا المعبد بالطوب اللبن، فقد قام ريزنر بإعادة ردم هذا المعبد حفاظًا عليه، وبالطبع ستدمر هذه المياه المعبد إلى جانب هذا وهو الأخطر أن تلك البحيرة غيرت من الطبيعة الجغرافية والطبوغرافية لمنطقة الهرم وستؤدي الى نمو النباتات والحسائش والبوص والذى ستؤثر بالسلب على منطقة الهرم وعلى سلامة الهضبة المشكلة من الحجر الجيري.

وبخصوص مشروع الجانب الأمريكى التى تحدّث عنه الدكتور زاهى حواس وطالب باستكماله هو مشروع تم تنفيذه بالتعاون مع الجانب الأمريكي ويتكون من طلمبات ضخ عبر مواسير لتصب فى ترعة المنصورية  ولم يتم ربط تلك المياه بنظام مواسير المشروع، وانتقد الخبراء هذا المشروع  وأن ما تقوم به إحدى الشركات من سحب للمياه يتم بعربات الكسح للمياه حوالي من 12 لـ 15 عربة وهذا مؤشر خطير جدًا.

ويوضح الخبراء أن التربة حول تمثال أبو الهول ملحية لها أضرار شديدة ربما تؤدي إلى انهيار أبو الهول، ونتيجة توقف المشروع نمت نباتات البوص أمام معبد الوادي وارتفاع منسوب المياه وبالتالى فهى أخطاء متراكمة تتم بدون منهجية علمية والمشكلة ليست فى التمويل ولكن فى الرؤية لتنفيذ مشاريع تقدم حلولًا فعلية على غرار ما تم فى دير مارمينا.

كما قدم الخبراء رؤية لسحب المياه المتسلقة إلى جسم أبو الهول حيث أدت هذه المياه إلى التآكل في الرقبة وكل عام يزداد بمعدل ما بين 1.5 إلى 2 سم تآكل وهذا مؤشر خطر من. المياه تحت السطحية المتسلقه إلى الجسم.

ويمكن معالجة هذه المياه بجهاز يقوم بتكثيف بخار الماء حول جسم أبو الهول مع عمل شبكات آبار ارتكازية لسحب المياه تحت السطحية وطرحها خارج المنطقة

شارك فى الإجابة على أسئلة حملة الدفاع عن الحضارة المصرية خبير الترميم حمدى يوسف والنحات العالمى مجدى الحريجي.