أخر الأخبار

وكر لأبشع الجرائم| «إبليس» يُدير «الدارك ويب»

الدارك ويب
الدارك ويب

محمد‭ ‬عطية

لا تتعدى معلومات الكثير عن شبكة الإنترنت ومواقع ومنصات قليلة مثل جوجل، يوتيوب، فيس بوك، تيك توك، وآخرهم إكس أو «تويتر سابقًا»، لكن على مدار الأيام القليلة الماضية ظهرت لنا مصطلحات قد تكون جديدة على البعض، وهي الإنترنت العميق أو كما يسمى بـ «الديب ويب» أو الإنترنت المظلم أو كما يسمى «الدارك ويب»، خصوصًا بعد حادث طفل شبرا الذي أصبح حديث الشارع المصري، مما جعل البعض يتساءل عن ما هو الإنترنت المظلم أو العميق وما الفرق بينه وشبكة الإنترنت العادية التى نستخدمها، خصوصًا بعدما علموا أن ما يظهر لنا من محتوى الإنترنت بشكل عام عن طريق محركات البحث المعروفة يمثل حوالي 4% فقط من محتوى الإنترنت الحقيقى، وأن هناك شبكات أخرى مخفية قد يتمكن مستخدميها من فعل أى شيء يريدونه عليها دون رقابة أو ملاحقة قانونية أو أمنية، تفاصيل أكثر إثارة عن الصفقات غير القانونية على الانترنت المظلم أو العميق، والكشف عن كيفية استخدامه من قبل الجماعات الارهابية في عملياتها المتطرفة، سوف نعرفها من خلال سطور هذا التحقيق..

شبكة «الديب ويب» أو «الدارك ويب» شبكة كبيرة ورهيبة في عالم الجريمة فبداخلها ستجد عالم السلاح والدعارة وتجارة الاعضاء والاغتصاب والاغتيالات والتعذيب وتجارة الرقيق والمخدرات والتحريض والعنف من قبل الجماعات الإرهابية والإتجاربالآثار المنهوبة، بل ووصل الأمر للقتل بالأجر، لكن الكارثة الحقيقية أن بمجرد دخولك للعالم المظلم فهذا يعني أن الدخول إليه لا رجعة فيه فالخروج منه يعنى موتك.

المظلم أو العميق

في حقيقة الأمر الإنترنت الذي نستخدمه بشكل يومي هو أول درجات الإنترنت، أو كما يسمى بالإنترنت السطحي، وأنه لا يمثل سوى 4 % فقط من الإنترنت بشكل عام، إلا أن هناك أكثر من طبقة أخرى يتم عبرها تناول جميع محتويات الشبكة العالمية، فهناك الطبقة العميقة أو كما يطلق عليها «الديب ويب» والتي تمثل حوالي 96 % من محتوى الانترنت وتضم جميع صفحات الويب المخفية من محركات البحث العامة التي نستخدمها يوميًا ويخفي أصحاب مواقع الويب مواقعهم لحماية المعلومات غير المخصصة للعرض العام، مثل البريد الإلكتروني والحسابات المصرفية وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة والسجلات الصحية الإلكترونية.

فاستخدام «الديب ويب» لمشاركة المعلومات بشكل سرى دون التعرف على هوية وموقع المرسل، ولهذا ينشط عليه المبلغون أو من لا يرغبون في أن تتعقب أطراف ثالثة سلوكهم أو مصالحهم، أما الطبقة الأخيرة والأكثر خطورة هي الطبقة المظلمة أو كما يطلق عليها «الدارك ويب» فهي جزء من الطبقة العميقة لكنها تشكل مجموعة سرية جدًا من الملفات والصور والفيديوهات، وبل يتم تداولها في بيئة ومجموعة معينة وذلك لوجود إجراءات أمنية عالية المستوى بها، وهذه الطبقة تضم تجار المخدرات وتجار البشر والهاكرز وتجار الأعضاء وآكلي لحوم البشر، القتلة المأجورين حتى تجد تنظيمات الجريمة والإرهاب.

«الديب ويبdeep wep» : أو «الويب العميق» أو «الويب الخفي» قد بدأت فكرة الدارك ويب في التطور خلال التسعينيات، وقد أصبحت واقعًا ماثلًا في العقد الأخير، فهي عبارة عن مجموعة من المواقع الموجودة على شبكة الإنترنت لا يتم أرشفتها في جوجل ولن تجدها في نتائج البحث لأنها غير معروفة، بل به العديد من البيانات المسربة والسجلات وتعرض أولاً عليه ويتضمن بيانات حساسة لبعض كبار الشخصيات بجانب أنها مواقع مشفرة ومخفية، فتلك الصفحات لها شكل خاص، لذا لن تجد أن النظم المعروفة في الإنترنت العادي، مثل الـ.com، والhttp، والـ.net، كما أن صفحاتها يتيمة أي أنه لا يوجد بها روابط لصفحة في صفحة أخرى، وصفحات ذات الوصول المحدود، وهي المانع الحقيقي لمحركات البحث العادية من الوصول إلى المحتوى الخاص بالموقع، ويصعب تتبعها والتجسس عليها وبالتالي على مستخدميها، بالإضافة إلى أنها مواقع ويب تحتوي على عناوين IP مخفية وقد تتطلب برنامجًا محددًا للوصول إليها، ولكى تتدخل الى «الديب ويب» عليك استخدم متصفحات من نوعية خاصة.

خاص بالمحترفين

أما «الدارك ويب dark wep» أو «الويب المظلم او الإنترنت المظلم» : فهو جزء من «الديب ويب» وهو الجزء الأعمق فلا يصل إليه إلا المحترفون، الذين لطالما تدربوا على فك الشغرات والرموز الصعبة والمعقدة، يدخلون إليه عن طريق برامج التشفير، حتى يحقق الوالج الشرط الوحيد للدخول، وهو تشفير الهوية حتى لا يستطيع أن يصل للمستخدم أي شخص أو جهة، كما أن الشخص لايستطيع الدخول وحده إلى «الدرك ويب» بل يحتاج لمصدر ثقة وهو أحد أفراد المجموعات الموجودين داخله بالفعل، يرسل أحدهم دعوة لمن يريد الولوج إلى العالم المظلم، لانها تحتوي على أنشطة غير قانونية قد تشمل تجارة المخدرات أو السلاح أو الإتجار بالبشر وغيرها من الجرائم البشعة، أما العملة المستخدمة على «الديب ويب أو الدارك ويب» فهى العملات الرقمية واشهرها«البيتكوين» فهي أكثرها انتشارًا واستخدامًا في جميع المعاملات التي تجري على شبكة الإنترنت المظلم بالاخص، وذلك للحفاظ على سرية التعاملات ويقدر سعر البيتكوين الواحد الآن حوالي 64 ألف دولار.

وحسب موقع Serious Factsزاد نشاط «الدارك ويب» بنسبة عالية في السنوات الماضية، كما أنه يتصل عليه أكثر من 2.5 مليون مستخدم نشط بشبكات الإنترنت المظلم كل يوم، قفزت القيمة الإجمالية لعملة البيتكوين التي يتم تداولها على شبكة الويب المظلمة، بلغت الإيرادات السنوية المقدرة الناتجة عن الجرائم الإلكترونية في عام 2019 قيمه 1.5 تريليون دولار أمريكي، حوالى 60٪ من المعلومات المتوفرة على شبكة الويب المظلمة قد تضر بالمؤسسات.

طلاسم شيطانية

تتنوع المحتويات داخل «الدارك ويب» ما بين بيع أسلحة تبدأ من الخناجر والسكاكين وتصل حتى الرشاشات والقنابل، كما يوجد تجارة للعبيد الذين يتم خطفهم من بلادهم وعرضهم بالصور والمعلومات مثل الوزن والطول، ايضا يوجد قسم لتجارة الأعضاء وهنا تتواصل مع أصحاب القسم أو الموقع ليعطوك ميعادا ومكانا تذهب إليه وبعد ذهابك يتم سحب عينة من دمك حتى يتأكدوا من الفصيلة، ويوفرون العضو المناسب لك، كما يوجد قسم للقتلة والسفاحين المأجورين ويكتب فيها أسعارهم التي يتلقوها مقابل إتمام ما طلب منهم، كما يوجد قسم للاغتصاب سواء لسيدات أو أطفال أو حتى رجال، بالإضافة إلى قسم تجارة المخدرات بكل أنواعها، وحفلات لعبدة الشيطان، ويوجد فيديوهات خاصة بطلاسم لجلب الشيطان، وكان الأكثر إثارة هو قسم حفلات القتل والتي تعرف بالغرف الحمراء والتي على غرارها ضحية طفل شبرا، كما يوجد بيع مساحات من جسد شخص لوشم كلمة يريدها المشتري نظير مبلغ يتفق عليه مسبقًا، وقد يختلف السعر وفقًا لموقع الوشم في الجسم وعدد الكلمات، كما يوجد خدمة تناول بعض الأشخاص أطعمة غريبة مقابل مبلغ من المال مثل تناول الحشرات والقمامة وفضلات الحيوانات وتسجيل ذلك في عرض فيديو وإرسالها إلى المشتري.

غرف دموية

الحكايات داخل «الدارك ويب» يصعب تصديقها قد تشعر لثواني أنها مجرد رواية أو فيلم رعب، قد تشك في تصديقها بالرغم من حقيقتها فالجريمة هناك غير محدودة ومن يمارسها يعتبرون من المرضى النفسيين أو فاقدي الإنسانية، فهناك ترى كل ما هو مفزع، وخاصة في فيديوهات «الريد رومRED ROM»، والتي تعني الغرفة الحمراء أو الغرفة الدموية، فداخل الغرفة الحمراء لن تصدق ما تراه بعينك فهي غرفة ملونة بالأحمر بها العديد من أسلحة التعذيب يتم عمل حفلات تعذيب بها سواء كانت فرادى أو جماعية، ويتفننون في تعذيب الاشخاص بشكل مباشر حسب شهوتهم حتى موت الضحية من كثرة التعذيب ودون الشعور بأي ذنب وحسب طلب المتفرجين والراغبين في مشاهدة هذا العرض الدموي، بل أقل ثمن لمشاهدة العرض هو»واحد بتكوين» أي ما يعادل حوالي 64 ألف دولار لمدة ساعة، وهذا الرقم متغير حسب مقاطع الفيديو وهناك من يدفع أضعاف هذا المبلغ للحصول على عضوية VIPوالتي تحق لمالكها اختيار قتل الضحية بالطريقة التي يرغبها فقد يصل سعر العضوية إلى حوالي 30 بتكوين أو أكثر وهؤلاء هم الأشخاص المتعطشون للدماء وفاقدي الإنسانية .

عقاب الخائن

يعاقب «الدارك ويب» الخائن بطرق كثيرة مختلفة فعلى سبيل المثال إذا كان خطأه غير مقصود فقد يكتفي بفولت عالي من الكهرباء لجهازه الذي يستخدمه وعليه معلومات عن «الدارك ويب» ليحترق بالكامل، أما إذا كان خائن تسبب في مشاكل كبيرة لبعض المستخدمين، فيكون مصيره «الجمجمة السوداء» وهي تعني موت الخائن بأبشع الطرق الممكنة فبعضهم ماتوا مثل الطرق التي قد تراها في فيديوهات «الدارك ويب».

جماعات إرهابية

في حقيقة الأمر التواصل بين التنظيمات الإرهابية مثل داعش والجماعات الإرهابية بشكل عام لن يتم عبر حسابات التيلجرام وتويتر وفيسبوك التي ببساطة شديدة قد يتم اختراقها وتحديد مواقعهم، بل استخدموا شبكة «الدارك ويب» لتجنيد الشباب ونشر الدعاية المتطرفة والتخطيط للهجمات والعمليات الإرهابية العنيفة، وللبعد عن أعين الاستخبارات وسيطرة الحكومات ومن أجل التواصل بسرية تامة، بالإضافة إلى جمع التبرعات المالية لتمويل هذه التنظيمات كمثال «بيتكوين وصدقة الجهاد» .

الأكثر ظلامًا

بدأ الحديث المهندس أحمد السخاوي خبير أمن المعلومات قائلاً : الفرق بين الديب ويب والدارك ويب، الدارك ويب هو النسخة الأكثر ظلامًا من الديب ويب، كما أن الدخول إلى هذه المواقع قد يتسبب في أذى لك أولاً ثم لجهازك الخاص بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يتم تمرير بعض الروابط إليك دون أن تشعر وتستطيع هذه الروابط التجسس علي بياناتك الشخصية.

ليضيف: احذر عمليات الدفع الإلكتروني فهي بنسبة كبيرة سوف تتعرض إلى سرقة معلوماتك لأنه لايوجد موثوقية لمعايير استخدام نطاقات التشفير لعمليات الدفع، بالإضافة إلى عدم وجود أي جهة تضمن لك بروتوكول رسمي لحماية معلوماتك الخاصة فمعايير هذه المواقع تختلف عن مواقع الإنترنت العادية، فمعايير هذه المواقع لايوجد بها شهادات أمان ولا شهادات ssI الخاصة بتشفير Https الموجودة قبل أى عنوان موقع إلكترونى، ليختم حديثة : قائلًا: الدارك ويب به العديد من المواقع مثل مواقع لتجارة الأعضاء البشرية، مواقع صناعة السلاح، والقرصنة، المواد الإباحية غير القانونية، التصيد والاحتيال، وأي مصطلحات سمعتوها لازم تتكلموا فيها مع ولادكم ولابد ان تبنوا الثقة معهم وحماية ورقابة هواتف الأبناء لان هذا العمر يتصف بدافع كبير للفضول، ولابد متابعة الشات مع أصدقائهم.

العقوبة

ومن جهته يقول إسلام محمد المحامي؛ أولاً الطفل المحرض على الجريمة لا تتجاوز عقوبته الـ 15 عامًا، لأنه هو الحد الأقصى للعقوبات وفقًا لقانون الطفل رقم 1 لسنة 1994، أما المتهم منفذ الجريمة فيواجه عقوبة الإعدام وذلك طبقًا لنص الماده 230 والمادة 231 من قانون العقوبات وهي التي تعاقب على جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

وبالحديث عن «الدارك ويب والديب ويب» نفسه فقد تم إنشاؤهما لنشاط إجرامي وتحتوي على مواد غير مشروعة، بل وتعرض عليها أرقام بطاقات ائتمانية وأنواع مختلفة من المخدرات والأسلحة والأموال المزورة وحسابات إلكترونية مختلفة تم اختراقها، بالإضافة إلى إمكانية اختراق الأجهزة الشخصية وإعلانات أخرى للدخول على الحسابات البنكية المختلفة، وبالنظر لنص قانون الجريمة الإلكترونية رقم 175 لسنة 2018 والذي يواجه تلك الممارسات الإلكترونية، فإنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر والغرامة التى لا تقل عن ثلاثين ألف جنيه ولا تجاوز خمسين ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من استخدم الشبكة المعلوماتية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات، فى الوصول بدون وجه حق إلى أرقام أو بيانات أو بطاقات البنوك والخدمات أو غيرها من أدوات الدفع الإلكترونية فإن قصد من ذلك استخدامها فى الحصول على أموال الغير أو ما تتيحه من خدمات، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كما أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تجاوز 300 ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين كل من تعمد استعمال برنامج معلوماتى أو تقنية معلوماتية فى معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى مناف للأداب العامة أو لاظهارها بطريقة من شانها المساس باعتباره أو شرفه، ويعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 250 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من اعترض بدون وجه حق أية معلومات أو بيانات أو كل ماهو متداول عن طريق شبكة معلوماتية أو أحد أجهزة الحاسب الآلى وما فى حكمها، وبالحبس مدة لا تقل عن شهر، وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين كل من أتلف أو عطل أو أبطأ أو اخترق بريدًا إلكترونيًا أو موقعًا أو حسابًا خاصًا بأحد الناس، فإذا وقعت الجريمة على بريد إلكترونى أو موقع أو حساب خاص بأحد الأشخاص الاعتبارية الخاصة، تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تجاوز 200 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.

أفكار شاذة

أما الدكتور على عبدالراضي استشاري العلاج والتاهيل النفسي وعلاج الإدمان فيؤكد قائلا؛في حقيقة الامر إن أخطر شيء على الانسان هو نفسه من حيث طبيعته وأفكاره المضلة والشاذة والتي تنتج عنها الرغبة في الثراء السريع ووقت الفراغ وهذا ما امامنا اليوم فمثلا طفل 15 سنة لديه فراغ كبير ورغبة في الثراء السريع استغلال شخص آخر يبعد عنه مسافات ومئات الكيلومترات عن طريق التواصل الاجتماعي ثم خطط لعملية قتل وتمثيل بجثة الطفل فهذا الطفل لديه وقت فراغ ولم يكن هناك أي رقابة من والديه فالاشخاص الذين يعيشون بالخارج يكونون اكثر تفكيرًا من ناحية المال وهذا يجعلهم منشغلين عن رقابة اولادهم، مما يجعل اولادهم يلجأون الى الإنترنت والهاكرز وعالم المافيا والجريمة المنظمة فلديهم اعتقاد أنه عندما يقومون بعمل فيديو التمثيل بجثة طفل او اغتصاب طفل أو تعذبيه أو خطفه قد يجلب لهم المال، وهناك أشخاص لديهم الكثير من المال يصابون بحالة تسمى باضطرابات الشخصية فيتحول إلى شخص سيكوباتي أو مضاد للمجتمع وهي فكرة مرتبطة بالسادية، ونرى ذلك يقيامهم بتقطيع جثة أو قتل شخص أيا كان عمره أو يشاهد فريقين يتسارعون حتى الموت، فنحن الآن أمام شخص ألقى بكل القوانين العرفية والقانونية والاسلامية والدينية والسماوية عرض الحائط للدرجة التي يصل فيها الى التمثيل بجثة طفل بداية من الترويع بالخطف ثم قتله ثم انتهاك حرمة الجثة، فكل هذا يرجع الى وقت الفراغ وانشغال الآباء والامهات عن اولادهم ومتابعتهم .

اما فكرة «الدرك ويب» فهي ملاذ للكثير من الاشخاص المتطرفين نفسيًا وجسديًا بمعنى أن هؤلاء لديهم حالة من الكره للمجتمع ويريدون تدميره فكل هذا يسمي بالسيكوباتي فالكثير من الجماعات المتطرفة وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية ثم الجماعات الوهابية ترى وجودهم على شبكة «الدارك ويب» هي المتعة بالنسبة لهم للتحريض على العنف والقتل والاغتصاب وتشويه صورة المجتمعات وصورة مصر وكل هذا يكون ممول من الخارج ومن الممكن أن يكون طبيبًا او مهندسًا، فالمهنة لا تشفع له فالكثير ايضَا من المطلقات في الفترة الاخيرة اتجهن «للدارك ويب» لكي يقمن بالتحريض على الاعمال المتطرفة ويجدن فيها المتعة والإيقاع بأزواجهن لعمل المخاطر والفتن فالانسان المسالم هو اكثر عرضه لهذه الموضوعات فـ «الدارك ويب» اصبح خطيرا ومتعة للكثيرين ممن لديهم اضطرابات نفسية وسيكوباتية ومن لدية افكار عدائية من أي فرد وأفكار عدم السلام النفسي.

الدارك ويب هو عبارة عن تبادل لتجارة المخدرات والاسلحة ولكن الموضوع أصبح اكثر خطورة وتعلق بالانسان فهو لم يقتصر على فئة معينة بل وصل إلى الاطفال والتحريض على القتل عن بعد فلابد من توظيف أجهزة أمنية تختص بالهاكرز والتتبع لتحقيق الأمان والسلام داخل المجتمع المصري ومع افراد المجتمع المصري بشكل سريع وقوي وتنفيذه على وجه السرعة فالقوانين شرعت للحفاظ على سلامة الانسان ووزارة الداخلية لا تألو جهدًا في مطاردة كل  من يخالف القانون.

«الداراك ويب» هو لتنفيذ أمر عدائي وهذا يدل على أن من قام بتوظيف هذه المهارة في القتل أو الاعمال الإجرامية من أجل الثراء السريع أو تحقيق رغباته النفسية في قتل طفل والتمثيل بجثته فهذا يدل على أن لديه اعتلال نفسي سواء كان هذا الطفل أو القاتل الذي اخذ الاوردر ونفذ القتل داخل مصر فالاثنين لديهما مرض نفسي فالطفل الذي عمره 15 سنة قد اعتاد مشاهدة هذه الفيديوهات فعند التحقيق مع هذا الطفل لا بد الاخذ في الاعتبار أن الطفل قد تعرض لمشاهدة هذه النوعية من الجريمة على «الدارك ويب» لم نتخيلها من حجم قتال أو تحرش أو اغتصاب فكل ما شاهده هو حقيقة ومن الممكن ايضًا أن يكون تعرض لتهريب مخدرات أو سلاح، فهذا الطفل كان قادر على تجنيد شخص آخر من دولة اخرى وينفذ حالة قتل فهذا يعد من إحدى العصابات الكبيرة، ومن الممكن أن يكون عضو منها فعندما يكون لديك محتوى في «الدارك ويب» وتقوم ببعيه لابد وأن يكون لديه اخضاع في مكان آخر فلا يمكن لشخص أن ينشر فيديوهات على «الدارك ويب» إلا ويكون عضو في مكان آخر وتبادل معه معلومات وقام بالشراء منهم ولو حتى لم يكن لديه اي معرفة سابقة ولكن اسمه تم تسجيله على «الدارك ويب» فهذا الطفل من الواضح أنه تعامل مع أشخاص كبيرة وخطيرة في عالم الجريمة خارج مصر ولديهم تنظيم إرهابي فمن الاشياء التي يفعلها التنظيم الإرهابي كداعش والإخوان والأفكار المتطرفة انهم متواجدين على «الدارك ويب» لتغذية عناصر الاستفادة بها ويستطيع أن ياخذ فيديو ما ويقوم بالإساءة المعادية للدولة فلم نكن نستبعد أن هذا الطفل قد ينتمي إلى منظمة تعادي دولتنا أو تدعم افكارًا متطرفة أو أفكارًا إرهابية فلابد وأن يتم التحقيق معه ويتم معرفة انتماء الاب والام لانه من الممكن أن يكون هناك في العائلة من ينتمي لتنظيم متطرف دينيًا ومع هذه الافكار يولد لديه حقد وكراهية للمجتمع المصري فيقوم بالقتل، فنحن لدينا حاليًا سفاح «الدارك ويب» فمجرد شعور الانسان ورغبته وتنفيذه يحتاج الى دافعين المال وكراهية الانسان لنفسه وهز المجتمع وهذا يجعله يتجه الى هذه الموضوعات فلابد من كل اب وام سواء داخل او خارج  مصر مراقبة أبنائه فرض وليس اختيار وان يتقرب منهم فالحياة ليست كلها مال فقط فكل من لديه افكار عدوانية لابد من التفكير في الغد فهو ملك لأجيال اخرى وليس ملك وحدك فالتوريث للعداوة تجاه المجتمع قد يقع الايذاء النفسي عليك فلا بد من نشر الحب التسامح والإنسانية.

متعة التعذيب

أما الشخص - والكلام على لسان د.على عبد الراضي - الذي يدفع المال لمشاهدة اعمال العنف في الدارك ويب والتمثيل بالجثث أو الاغتصاب حتى لو كان هذا في صورة افلام تتناول فكرة المجتمع دفع مال مقابل مشاهدة تعذيب الآخر فهناك شخصية تسمى السادية فهذه الشخصية تتلذذ بتعذيب الآخرين حتى لو كان على هيئة صور فيديوهات او مشاهدات فهذا يخلق لديه نوعا من المتعة في تعذيب الآخر وتتطور هذه المرحلة معه من مجرد تعذيب حيوانات أو كائنات حية الى تعذيب إنسان وقد يصل معه إلى حد الإثارة الجنسية ومراودة لأفكار المازوخية فالشخص الذي يدفع لمثل هذه الفيديوهات قد يكون لديه ميول لتلقي العنف والاستمتاع بالمهانة والذلة والضرب ولكنه قد يكون على علم بأن هذه الافعال قد تودي بحياته كمثل الاشخاص الذين يشاهدون الافلام الإباحية قد يحصل له نوع من الإثارة لذلك من لديه الافكار المازوخية وهي عكس السادية هو الشخص الذي يستمتع بالإهانة والضرب ويمثل بجثته أو يقطع اعضاءه ويكون على علم أن هذا قد يترك له اثرًا وتشوها جسديا ومن الممكن أن يؤدي الى الوفاة فليجأ إلى مشاهدة تلك الفيديوهات أو يدفع مبلغا من المال لكي تحدث في شخص آخر فالسادية هي درجة عالية من إسقاط العذاب والالم عن الآخر ولكن بعض الاشخاص الذين يسمون بالمازوخية ويقبلون بالإهانة يكون لديهم المظلومية ويعيشون دور الضحية وهذا يجعلهم يرون هذه الافعال وكذلك الشخص الذي لديه ميول السادية يكون لديه السيطرة على الآخرين وأذية الآخرين وهذا يجعلهم يشاهدون افلام الرعب والقتال او المصارعة الحره لكي يرضي لديه رغبة السيطرة او سماع اغاني المهرجانات التي يرى فيها إهانة لآخر والسيطرة على الآخر من خلال اللغة أو اللهجة التي يستمتع بها فهؤلاء الاشخاص متواجدون ولم يكن لديهم تفكير لو للحظة أن هذه الافعال من الممكن أن تكبر ولو اتيحت له الفرصة قد يرتكب جريمة أو جناية لمجرد الشعور داخله وليس التعبير بها او معالجتها معالجة صحيحة، فالشخص الذي يمارس افعال العنف والتمثيل والخطف والتعذيب مقابل المال فهذا يرجع الى الميول العدائية داخله، فالسيكوباتي يكون لديه خوف من المساءلة القانونية، لذلك لا يقوم بأي فعل من ذلك بدون دافع قوي كالمال وهذا من وجهة نظر السيكوباتي فيكون من الطبيعي والعادي له هو قتل شخص أو خطفه مقابل 5 ملايين، وللأسف بعد ذلك الامر يتطور لديه في عالم الجريمة وارتكاب مخالفات قانونية، فتتوغل معه رغبات في الانتقام من المجتمع ويسمي بالشخص السيكوباتي المعادي للمجتمع وكل هذا يجعله يستمد كل قوته في قتل واغتصاب وتمثيل بالآخر ويعادي المجتمع بأفكاره، وهذا الشخص قد يجتمع معه مرض نفسي وهو معادته للمجتمع ومرض شخصي هو الرغبة في جمع الاموال وعقليًا لديه القدرة على الحكم والتواصل والتفاوض مع الآخرين لكي يتم التنفيذ على ما اتفق عليه فمن الواضح أنه عاقل ولديه القدرة على الحكم والفصل لكن رغبته في الثراء السريع جعلته يرتكب هذه الافعال من القتل والاغتصاب والتمثيل بجثث الاطفال.

أساليب تربية حديثة

لتختم الحديث الدكتورة امل شمس استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس قائلة : في حقيقة الأمر جريمة شبرا جريمة بشعة وهذا يجعلنا نذهب لأساليب التربية الحديثة والنزاع ما بين فضاء الاسرة والفضاء التربوي الذي يؤكد على القيم الايجابية والدينية والاخلاقية وفضاء المكسب والإتجار بالقيم الانسانية وبالتحديد كلامي هنا عن «الدارك ويب» وهنا يدور حول الاشخاص الذين يمارسون افعالا ضد الطبيعة الانسانية والبشرية فكل المجتمعات اصبحت مستهدفة من المجتمعات الأخرى بالسوفت باور بإفساد جيلها عن طريق ادمان المخدرات الإلكترونية أو المواقع الإباحية او الاشياء غير العقلية وغير الانسانية بحيث يتم تربية هذا الطفل على انه سادي وعدواني وسيئ الاخلاق فهذه تعتبر كارثة واستهداف للدول عن طريق المنتفعين فمثلها كمثل تجارة السلاح والمخدرات وبنفس القوة ويمكن أن تكون اكثر لان الطفل يظهر انه طبيعي ويمارس حياته بشكل طبيعي، ولكنه كان يمارس عمله الخاص عندما يغلق باب الغرفة ويجلس على «الدارك ويب» ويصبح شخصًا آخر عاشق للدماء ومشاهد العنف ويعمل على تجنيد اشخاص آخرين وليس هذا فقط إنما كان يقوم بالابتزاز فهذه عقلية تدبر للجريمة وتمارس فعل العدوان والعنف ومن ثم ممارسة الابتزاز فهذه تعتبر كارثة تهدم القيم في المجتمع العربي لأن عند التعامل مع الإنترنت هو لا يتعامل فقط مع اشخاص بعينهم ولكن مع دول العالم وهذا يعتبر مثل القمار الإلكتروني والمخدرات والسلاح وهكذا «الدارك ويب» فكل هذا مفسدات للجيل مش لشخص فقط لانه يمكن أن يستغل اكثر من شخص فأصبحت مدرسة لتصدير العنف وتعليمه وتدوير هذا العنف بشكل مستمر وهذا تهديد جيل بأكمله. 

وهنا لدينا ملاحظة لا يجب أن تغيب عن أعيننا وهي أن الهاتف المحمول مسجل باسم والده فقط واقر الاب بهذا وهذا يعني عدم ترك هذه الأجهزة للأولاد ولابد من المتابعة والرقابة لانه طبقا لنظرية التعلم الاجتماعي تتم عن طريق الملاحظة والتقليد فمثلا هناك طفل طبيعي حرضه شخص آخر على الدخول الى موقع ما ولكن ضميره يمنعه من الاسترسال فيه على عكس آخر وهنا يجب على الآباء والامهات متابعة انشطة اولادهم وخاصة مع الشبكة الخبيثة التي تحمل الشر سواء في نقل الخبرات أو التعلم، فلابد من تنشئة الطفل على الفضيلة والضمير للصح والخطأ لابد وأن تكون هناك مسافة بين الاب وابنه لكي يشعر الابن بالامان ومصاحبة الاب له ولكن في هذه الحالة الاب لم يكن لديه خبره في التكنولوجيا واستخدم الابن هاتفه المحمول، فالتربية ليست إنفاق اموال فقط وانما متابعة وقيم وقدوة وسلوكيات.

الثقة الغادرة

وعلى الجانب الآخر والكلام على لسان د.أمل شمس - الضحية لابد من توجيه النصيحة لأي شخص يجب ألا يعطى الامان للآخرين فمن يدعى أنه صديقك قد يكون سببا في هلاكك أو قتلك مقابل مبالغ مادية فلابد من النصيحة فكم من صديق تبع صاحبه في تعاطي المخدرات أو مشاهدة المواقع الإباحية فهؤلاء المجرمون لابد من عقابهم بجزاءات رادعة لكي يكونوا عبرة لغيرهم ولابد وأن يجرم الاب ايضا على قدر إهماله والشاب القائم على هذا العمل مجرم بكل المقاييس وحتى لو كان الذي جرده طفلا صغيرا ولكن هو بالغ وعاقل وعلى معرفة بالصح والخطأ والضحية كان خاضع وعلى ثقة كاملة بصديقه فنصيحة لكل الاطفال لا تثقوا إلا للاب والام حتى لا يكون المصير نفس مصير هذا الطفل الذي راح ضحية صدقه لصديقه. وفى سياق متصل، أشارت دراسة أجرتها جامعة بورتسموث بالمملكة المتحدة تأتي في مرتبة الأولى بحوالي حوالي 80٪ من حركة مرور على شبكة الدارك ويب لاستغلال الأطفال في المواد الإباحية ثم المرتبة الثانية استغلال النساء ثم تأتي عمليات التعذيب للأشخاص وبيع السلاح والأعضاء في المرتبات التالية.

اقرأ  أيضا : بعد واقعة طفل شبرا.. نصائح لحماية الأطفال من «الدارك ويب»


 

;