تقوى الله

الفيتو اللعين

جلال السيد
جلال السيد

سنوات طويلة من عمرنا عشناها ونحن مخدوعون ومنبهرون بالولايات المتحدة وبأنها أم الديمقراطيات والحريات وتطبيق القانون الدولى واحترام حقوق الإنسان وكشفت لنا الأيام والتجارب الحقيقية وظهر لنا أننا عشنا أكبر أكذوبة بعد أن ظهر لنا الوجه القبيح لسياسة أمريكا ومبادئها وأنها الأم الحنون لإسرائيل وأنها مسئول عن حمايتها ظالمًا أو مظلومًا وكشفت الأيام مخططاتها ومؤامراتها لتقسيم الدول العربية ومصر ومحاولة التفريق بين شعوبها من أجل أن تتيح لإسرائيل تحقيق حلمها «من النيل إلى الفرات» ولأن اللى اختشوا ماتوا وقفت أمريكا بكل بجاحة بجانب إسرائيل وأمدتها بأحدث الأسلحة فى حربها ومجازرها ضد الشعب الفلسطينى ودمرت مدنه وقتلت أكثر من ٣٤ ألف شهيد أكثرهم من الأطفال والرضع وحينما ثارت معظم الشعوب العادلة ضد هذه المجازر وقفت أمريكا ضدهم فى مجلس الأمن والأمم المتحدة ضد العدالة ووقف الحرب واستخدمت سلاح الفيتو ومازالت المجازر مستمرة..

ومؤخرًا حينما طالب الشعب الفلسطينى بحقه فى أن يكون عضوًا عاملًا فى الأمم المتحدة بعد معاناة ٧٠ عاما من الاحتلال الإسرائيلى ظهرت مؤشرات بتأييد الكثير من الدول والهيئات الدولية منح العضوية للفلسطينيين مثلهم مثل جزر وبلاد صغيرة حصلت على هذا الحق، بسهولة ظهر الديناصور الأمريكى ليحطم الحلم الفلسطينى فاستخدم سلاحه السخيف «الفيتو» ليحطم الأمل الفلسطينى رغم تأييد القرار الفلسطينى من ١٢ دولة وعدد من المؤسسات الدولية.

ورغم كل المواقف الأمريكية المؤيدة لإسرائيل نجد تصريحات كاذبة بأنها مع حل القضية الفلسطينية وإنشاء دولتين فإن العالم كله الآن لا يصدق هذه الأكاذيب وبعد أن تأكد للعالم أن أمريكا حولت الأمم المتحدة ومجلس الأمن لألعوبة فى يدها وأن أى موضوع ليس على هواها تستخدم فورا الفيتو اللعين.. وأصبح تحقيق العدل الدولى والسلام العالمى مرهونًا بموقف أمريكا وموافقتها والفيتو وحده المؤثر فى أى قضية عالمية تطرح على مجلس الأمن.