أصل الحكاية| «تل حبوة» بشمال سيناء.. الشاهد الاستراتيجي الأبرز عبر العصور

تل حبوة
تل حبوة

تل حبوة في شمال سيناء، يشكل موقعًا أثريًا يحمل في طياته قصة غنية من تاريخ مصر القديم، خاصة ويمتد تاريخ هذا الموقع الاستراتيجي عبر العصور المختلفة، حيث شهد تحولات وأحداث تاريخية مهمة تعكس أهميته الاستراتيجية والثقافية. 

وفي السطور  التالية، تسرد لكم "بوابة أخبار اليوم"، تاريخ تل حبوة، وأهميته الاستراتيجية عبر العصور المختلفة.

تل حبوة هو موقع أثري يقع في شمال سيناء في مصر، ويعود تاريخه إلى فترات مختلفة من التاريخ المصري القديم، بدءًا من العصور القديمة حتى العصور الإسلامية.

ويُعتقد أنه كان موقعًا استراتيجيًا مهمًا خلال فترة حكم الفراعنة، وقد كان يستخدم كقاعدة عسكرية ومستوطنة، وتم العثور على آثار تاريخية مثل الآثار الرومانية والبيزنطية والإسلامية في هذا الموقع، مما يشير إلى أهمية تل حبوة عبر العصور المختلفة.

تل حبوة والأهمية الاستراتيجية عبر العصور المختلفة

تاريخ تل حبوة في شمال سيناء، يمتد عبر العصور المختلفة، وكان له أهمية استراتيجية كبيرة خلال تلك الفترات في العصور القديمة، كان يستخدم كموقع استراتيجي للمراقبة والدفاع، وقد تم اكتشاف آثار متعددة تشير إلى وجود مستوطنات قديمة ومعابد في الموقع.

وأثناء فترة الحكم الروماني، تحول تل حبوة إلى مركز إداري وعسكري مهم، وتم بناء قلعة رومانية على القمة للمساهمة في السيطرة على المنطقة المحيطة به.

وفي العصور الإسلامية، استمرت أهمية تل حبوة كموقع استراتيجي، وشهدت بناء قلعة إسلامية على القمة لحماية المنطقة وتأمين الطرق التجارية.

وبشكل عام، يُعتبر تل حبوة موقعًا تاريخيًا غنيًا بالآثار والتحف الهامة التي تشهد على أهميته الاستراتيجية عبر العصور المختلفة، ويعكس الدور الحيوي الذي لعبه في تأمين وحماية المنطقة المحيطة به، واستمرار البحث والكشف عن بقايا مبنى يُستخدم ككل (حبوة ٢) كجبانة في العصور القديمة يُسلط الضوء على أهمية الموقع كمكان دفن مهم خلال الفترة من الأسرة 21 إلى الأسرة 25. وجود مجموعة متنوعة من الأمفورات المحلية الصنع تعكس الطقوس الجنائزية والعادات في تلك الحقبة الزمنية.

وبالنسبة لنتائج البعثة خلال المواسم السابقة، فإن اكتشاف دفنات داخل مقابر تعود للعصور الحديثة من عصر الدولة الحديثة يوفر نقطة نظر جديدة حول التطورات الاجتماعية والثقافية في تلك الفترة، وتأريخ هذه المقابر والدفنات إلى الأسرة السادسة والعشرين يعزز الفهم الأعمق للحضارات المصرية القديمة.

أما كشف البعثة عن مبانٍ هامة في ثلاث طبقات متعاقبة تعود جميعها إلى الأسرة السادسة والعشرين، فهو يعكس النشاط المستمر في المنطقة خلال تلك الفترة الزمنية، واكتشاف وودائع أساس تعود إلى أحد تلك المباني يوفر معلومات مهمة حول هياكل المباني والتصاميم المعمارية في تلك الفترة، والعثور على نموذج صغير من الفاينس يحمل اسم الملك أحمس الثاني يسلط الضوء على العلاقات السياسية والثقافية في العصور القديمة ويعزز فهمنا لتاريخ مصر القديم.

في عيد تحرير سيناء .. اكتشاف بقايا مبنى مُشيد من الطوب اللبن

ويعد هذا إنجاز مهم للبعثة الأثرية المصرية في موقع آثار تل حبوة!، وهو اكتشاف بقايا مبنى مشيد من الطوب اللبن الذي يعتبر إضافة قيمة للتاريخ والآثار المصرية، حيث يمثل هذا المبنى أحد الاستراحات أو القصور الملكية في العصور القديمة، ويشير إلى الثراء الثقافي والتاريخي للمنطقة.

وتظهر هذه الاكتشافات أهمية الاستمرار في أعمال الحفائر الأثرية والبحث العلمي في المناطق الأثرية، حيث يمكن لهذه الاكتشافات أن تساهم في فهم أعمق لتاريخ مصر القديم وثقافتها.

- تفاصيل الكشف الاثري بمنطقة آثار شمال سيناء 

نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع آثار تل حبوة (ثارو) بمنطقة آثار شمال سيناء في الكشف عن بقايا مبنى مشيد من الطوب اللبن يمثل أحد الاستراحات أو القصور الملكية الواقعة بنطاق البوابة الشرقية لمصر، وذلك أثناء أعمال الحفائر الأثرية ضمن مشروع تنمية سيناء.

وقد أثبتت الدراسات العلمية المبدئية التي تمت على اللقى الأثرية التي تم اكتشافها داخل المبني، أن هذا المبني يرجع إلى عهد الملك تحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشر من عصر الدولة الحديثة، وأنه من المرجح أن هذا المبنى كان قد استخدم كاستراحة ملكية بسبب التخطيط المعماري للمبنى وندرة كسرات الفخار داخله.

هذا وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على أهمية هذا الكشف حيث أنه يكشف النقاب عن  المزيد من المعلومات الهامة عن تاريخ مصر العسكري خلال عصر الدولة الحديثة لاسيما في سيناء.

ومن جانبه قال د. هشام حسين مدير عام آثار سيناء والمشرف على البعثة الأثرية، أن المبنى المكتشف مكون من صالتين مستطيلتين متتاليتين، ملحق بهما عدداً من الغرف، وقال: "توجد البوابة الرئيسية للمبنى في جهة الشمال في المنتصف وتؤدي إلى صالة أولى مستطيلة الشكل يتوسطها ثلاث قواعد أعمدة من الحجر الجيري، وتتصل الصالة الأولى بصالة أخرى أصغر مستطيلة الشكل لها مدخلين، الأول في جهة الشرق والثاني في جهة الغرب وهما أقل عرضاً من المدخل الرئيسي للمبنى، ويتوسط الصالة قاعدتي أعمدة من الحجر الجيري قطر كلاً منهما متر، كما تم الكشف عن الأعتاب الحجرية الخاصة بالمداخل الرئيسية لتلك الصالة، وتؤدي الصالة الثانية إلى غرفتين منفصلتين تقع الأولى تجاه الشرق والثانية تجاه الغرب وتتصلان بالصالة الثانية عن طريق مدخلين في مقابل مداخل الصالة الثانية تقريبا".

وأضاف، أن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن الأعتاب الحجرية الخاصة بمداخل الغرف، بالإضافة الى مجموعة من الغرف الصغير والملحقة بالمبنى من الخارج في اتجاه الشرق.

وأفاد رمضان حلمي مدير منطقة آثار شمال سيناء ورئيس البعثة، أنه تم تأريخ المبنى بناءاً على تسلسل الطبقات والفخار المكتشف خارج المبنى، بالإضافة إلى العثور على جعران يحمل اسم الملك تحتمس الثالث، حيث من المرجح أن تكون الاستراحة استخدمت في فترة تواجد الملك تحتمس بالمكان خلال قيامه بأحد حملاته الحربية لتوسيع الإمبراطورية المصرية في اتجاه الشرق، مضيفا أن المبني تم تحصينه في مرحلة لاحقة بسور محيط له بوابة رئيسية تقع تجاه الشرق.

الجدير بالذكر أنه خلال عصر الانتقال الثالث بداية من الأسرة 21 وحتى الأسرة 25 استخدم هذا المكان ككل (حبوة ٢) كجبانة حيث تم الكشف عن مجموعة مختلفة الأشكال من الأمفورات محلية الصنع في تسلسل طبقي مختلف استخدمت لدفن الأطفال تؤرخ بداية من عصر الأسرة 21 وحتى الأسرة 25 تقريبا،

أما عن عمل البعثة خلال مواسم الحفائر السابقة بالموقع، فقد نجحت في الكشف عن دفنات داخل مقابر شيدت من بقايا أكتاف أبواب وكتل حجرية منقوشة بمناظر وخراطيش ملكية من عصر الدولة الحديثة وتم تأريخ تلك المقابر والدفنات بعصر الأسرة السادسة والعشرون ولكن بعد أعمال الموسم الحالي اتضح أن جميع الدفنات المكتشفة خلال الموسم الحالي والمواسم السابقة تؤرخ بعصر الانتقال الثالث.

كما تم الكشف عن عدد من المباني الهامة في ثلاث طبقات متعاقبة تؤرخ جميعها بعصر الأسرة السادسة والعشرون، وودائع أساس تخص أحد تلك المباني (اخر الطبقات الأثرية بالموقع) وتشمل نموذج صغير الحجم للوحة من الفاينس تحمل اسم الملك أحمس الثاني والذي كان يعرف باسم أمازيس وهو من ملوك نهاية الأسرة ال 26.

وهناك العديد من المواقع الأثرية ذات الأهمية التاريخية في شمال سيناء.. وإليك بعض المواقع البارزة:

1. تل حبوة

 تم ذكره سابقًا، ويعتبر تل حبوة موقعًا أثريًا هامًا يعود تاريخه إلى العصور القديمة، ويشهد على الحضارات المتعاقبة في المنطقة.

2. تل الخضرة

يعتبر تل الخضرة موقعًا أثريًا هامًا يعود تاريخه إلى العصور القديمة، حيث تم العثور على آثار تشمل معابد ومقابر ومستوطنات قديمة.

3. مدينة فارسان

تعتبر مدينة فارسان موقعًا أثريًا يعود تاريخه إلى العصور القديمة، وهي تضم معابد ومقابر ومستوطنات تشهد على الحضارات القديمة في المنطقة.

4. منطقة رفح الأثرية

تشتهر منطقة رفح بوجود آثار قديمة تعود للعصور المصرية القديمة، بما في ذلك آثار معابد ومقابر وآثار أخرى مهمة.

وكانت هذه بعض المواقع الأثرية البارزة في شمال سيناء، وتشهد على التاريخ العريق للمنطقة والحضارات التي ازدهرت فيها عبر العصور.