كنوز| «كونت» بلجيكي يحتفي بالفن المصري

«كونت» بلجيكي يحتفي بالفن المصري
«كونت» بلجيكي يحتفي بالفن المصري

قبل نحو 74 عامًا جاء إلى مصر كونت بلجيكي يُدعى فيليب دارسكوت، ورغم أن الفنانين التشكيليين الأجانب كانوا يأتون إلى مصر لبيع لوحاتهم وتحقيق مكاسب مادية كبيرة، فإن هذا الكونت جاء لسبب آخر وهو إلقاء الضوء على الرسامين والنحاتين المصريين.. التفاصيل في تقرير نشرته “آخرساعة” عام 1950، ونعيد نشره بتصرف في السطور التالية:

ما أكثر معارض الفنانين الأجانب التي تشهدها مصر سنويًا، وما أكثر الفنانين الأجانب الذين تفتح لهم مصر ذراعيها وتحتضنهم، ثم يغادرونها بألوف الجنيهات، وما أكثر ما تدفعه مصر للمعارض الأجنبية تشجيعًا للفن، ثم ما أكثر الذين يدفعون ألفا وألفين وثلاثة آلاف جنيه فى لوحة لفنان يجىء من الخارج، ونحن الذين نسلط الأضواء على الفنانين الأجانب الذين يزورون مصر، وندفع لهم الألوف، نقف أمام الفنان المصرى مكتوفى اليدين.. وما أكثر الذين لا يعترفون بالفنان المصري، وما أكثر الذين يحاولون منع الأضواء عن الفنان المصري..

وليس هناك أعجب من أن يأتي واحد من بلجيكا، ليبحث عن الفنان المصرى والفن المصرى ويسلط هو الأضواء على عدد من الشبان، يعتقد أن بين أناملهم وعلى أطراف ريشاتهم يكمن الفن المصرى الصميم، فقد جاء الكونت فيليب دارسكوت من بلجيكا، ليبحث عن الفن الحديث فى مصر، الرسم والنحت.

◄ اقرأ أيضًا | حكايات| بالرسم المضيئ.. لوحات محمد سعد إبن «البحيرة» تُبهر السوشيال ميديا

وقد مضى على الكونت البلجيكي في مصر سبعة أشهر، لم يمر منها يوم واحد دون أن يعيش منه ساعات طوالا مع أحد الفنانين الشبان.. هذا الكونت الذي حصل على الليسانس فى تاريخ الفن واشتهر فى أوروبا كلها وعِّين عضوًا في أربع هيئات كبرى فنية فى بلجيكا، لا شك أدرى من الذين يدفعون في لوحة جاءت من الخارج ألفا وألفين وثلاثة آلاف جنيه، وتوطدت بين الكونت والفنانين المصريين الشبان صداقة متينة.

ويقول الكونت دارسكوت إن بين الرسامين الشبان الذين يقل عمر الواحد منهم عن الثلاثين عامًا، منْ استطاع أن يكوِّن لنفسه فنًا مستقلًا لأول مرة فى تاريخ فن الرسم فى مصر عن المدارس الأوروبية، فنًا مصريًا خالصًا، وكتب دارسكوت أن نقطة التحوّل فى الفن المصرى بدأت فى عام 1907 عندما أنشئ معهد الفنون الجميلة، ثم ظهر أستاذا الجيل الرسام محمود سعيد والمثال محمود مختار، وكانا قنطرة للأجيال اللاحقة.

(«آخرساعة» 4 أكتوبر 1950)