واشنطن بوست: حدة الصدام بين إسرائيل وإيران تهدأ بينما تظل أزمة غزة قائمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه بحلول نهاية الأسبوع، بدأت الأمور تهدأ قليلا .. فبعد اشتباك نشب بين إيران وإسرائيل بطريقة تبعث على القلق وغير مسبوقة خلال الأسبوع السابق ردا على غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في سوريا، أطلقت طهران مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ من الأراضي الإيرانية يوم السبت الماضي باتجاه أهداف في إسرائيل، وتم تحييد الهجوم في الغالب من جانب إسرائيل وحلفائها، غير أن مثل هذا الهجوم جعل إسرائيل تشعر بأن يتعين عليها للانتقام.

وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم إنه يبدو أن الرد جاء في الساعات الأولى من يوم الجمعة، لكنه تأخر بعد أن نصح العديد من المسؤولين والدبلوماسيين الغربيين إسرائيل بضبط النفس، وأشارت التقارير إلى غارات إسرائيلية محدودة محتملة بالقرب من منشأة نووية بارزة في منطقة أصفهان بوسط إيران ويبدو أن الهجوم تم اعتباره بمثابة تحذير لإيران بشأن المدى الذي يمكن لإسرائيل الوصول إليه ومعرفتها بالأصول الحساسة للنظام في إيران والمواقع العسكرية.

ونسبت الصحيفة إلى إيال هولاتا مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، قوله لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "على إيران أن تفهم أنها عندما تعمل ضدنا، فلدينا القدرة على الضرب في أي وقت ويمكننا أن نحدث أضرارا جسيمة.. لدينا قوة جوية ذات قدرة عالية والولايات المتحدة تقف إلى جانبنا".

◄ اقرأ أيضًا | «التحالف الوطني» يطلق قافلة المساعدات السابعة لدعم الفلسطينيين في غزة

من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن أهمية الحادث في مقابلة مع شبكة إن بي سي نيوز، قائلا إنها "لم تكن ضربة" و"كانت أشبه بالألعاب التي يلعب بها أطفالنا - وليست طائرات بدون طيار" كما وافق أيضا على إنكار إسرائيل، مشددا على أنه ليس من الواضح أن هناك "صلة" بين الضربة وإسرائيل ورأى أن إيران لن يكون لديها "أي ردود فعل جديدة" ما لم يكن هناك أي إجراء إسرائيلي آخر.

ورأت الصحيفة أن هذه أخبار جيدة إذ تنتج حرب الظل الطويلة الأمد بين البلدين الكثير من السيناريوهات بسبب سوء التقدير من أي من الجانبين، ورأى الخبراء أن الأسبوع الماضي ربما يكون أحد أكثر اللحظات خطورة حتى الآن. 

أما عن الأوضاع في غزة.. فقد أشارت واشنطن بوست، إلى أن هناك سببا أقل يدعو للتفاؤل عندما يتعلق الأمر بغزة، وهي المنطقة المحاصرة الواقعة في مرمى إسرائيل والتي تعد موقعا لواحدة من أكثر الكوارث الإنسانية المربكة في العالم إذ ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين خلال أكثر من ستة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس إلى أكثر من 34 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة في غزة التي تقول إن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور إنه من "المصداقية" التقييم بأن هناك مجاعة منتشرة بالفعل في مناطق غزة، لا سيما في شمال القطاع في حين قالت إسرائيل وواشنطن إن تدفقات المساعدات الإنسانية تحسنت في الأيام الأخيرة في حين تمضي إدارة بايدن قدما في جهودها لإنشاء رصيف بحري على ساحل غزة بحيث يمكن لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى جلب الإمدادات الغذائية عبر البحر لكن الجماعات الإنسانية قالت إنه لم يتغير الكثير على أرض الواقع وأن أزمة الجوع المترامية الأطراف لا تزال مستمرة.

ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن الحرب مازالت مستمرة أيضا، وقال مسؤولون محليون أمس الأحد إن الغارات الإسرائيلية على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة -التي يقطنها أكثر من مليون فلسطيني نزحوا بسبب الصراع- أسفرت عن مقتل 22 شخصا بينهم 18 طفلا خلال الليل وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن هجوم بري بعيد المدى على رفح، على الرغم من اعتراضات العديد من حلفاء إسرائيل، بما في ذلك إدارة بايدن.

ويرغب نتنياهو في إعطاء الأولوية للقضاء على كتائب حماس هناك، بغض النظر عن الصخب الداخلي المتزايد المطالبة بالتوصل إلى اتفاق من شأنه تحرير المحتجزين الإسرائيليين المتبقين في أسر حماس، بينما يخشى منتقدو إسرائيل من أن يفضي مثل هذا الهجوم إلى وضع مئات الآلاف من المدنيين في مرمى النيران، ودفع العديد من سكان غزة إلى الخروج من القطاع وزيادة انتكاسة الجولات المتقطعة من الدبلوماسية ذات الصلة بالصراع.