يوم الأرض 2024 | كهوف مصر.. لوحات فنية تروج لأنشطة السياحة البيئية

كهوف مصر
كهوف مصر

في كل عام، يجتمع الملايين من الناس من كافة أرجاء العالم للاحتفال بـ«يوم الأرض».

ما هو يوم الأرض ومتى موعده؟

يوم الأرض هو حدث عالمي يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية حماية البيئة، ويُقام كل عام في الـ22 من أبريل.

بدأت الاحتفالات بيوم الأرض منذ عام 1970، وأطلق هذا اليوم السيناتور الأمريكي المدافع عن البيئة جايلورد نيلسون وطالب الدراسات العليا في جامعة هارفارد دينيس هايز، بعدما شاهدا الضرر البيئي الناجم عن تسرب النفط في سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا الأميركية عام 1969، ما زاد مخاوفهما بشأن الأضرار البيئة في الولايات المتحدة.

كانت الفكرة من يوم الأرض هي جعله وسيلة لإشراك الشعب بقضايا البيئة، ودفع تلك القضايا إلى الأجندة الوطنية.

وبالتزامن مع احتفال العالم بـ«يوم الأرض» تسلط «بوابة أخبار اليوم» الضوء على أبرز أنشطة السياحة البيئية في مصر وفي مقدمتها استكشاف الكهوف والتي تعد من العناصر الهامة لجذب السياح الأجانب.

كهوف مصر.. قبلة محبي السياحة الجيولوجية والمغامرات

بين كهف «الجارة» بأشكاله التي تشبه شلالات المياه المتجمدة، وكهف «وادي سنور» الذي يعد أحد الكهوف النادرة عالمياً، إلى كهف «الوحوش» الذي تجد على جدرانه بصمات محفورة تشبه أيدي الأطفال وأخرى مخيفة جعلت المستكشفين يطلقون عليه هذا الاسم، تستقطب مصر المهتمين بالسياحة الجيولوجية ومحبي المغامرات والتحدي.

اقرأ أيضا: حكايات| كهف سنور.. حين اختبأ «السادات» بجوار كنز نادر

كهف الجارة

في صحراء مصر الغربية، وبالقرب من درب قديم للقوافل يربط واحة الفرافرة في الصحراء الغربية بأسيوط، يوجد هذا الكهف الذي يعد تحفة طبيعية في قلب الصحراء.

يقع كهف الجارة على بعد 240 كلم جنوب شرقي الفرافرة في منطقة جبلية وعرة، ورغم بُعد المسافة التي يحتاجها الزائر للوصول إليه، فإن المغامرة تستحق بذل المجهود من أجل مشاهدة أحد كنوز مصر الساحرة، خصوصا أنها مغامرة تشمل زيارة الصحراء البيضاء والسوداء، وجبل الكريستال والواحات البحرية. فعادة ما تنظم الشركات السياحية رحلة واحدة شاملة لجميع هذه الأماكن.

اقرأ أيضا: حكايات| كهف الجارة.. مشاهد «خرافية» في باطن صحراء أسيوط الغربية 

الوصول لكهف الجارة يتم بسيارات الدفع الرباعي الخاصة بالسفاري من خلال بحر الرمال الأعظم.. ويكون دخول الكهف عن طريق فتحة ضيقة تستدعي الإنحناء قبل الوصول إلى بهو الكهف.

 داخل كهف الجارة تقف وجهاً لوجه أمام أشكال مثيرة تشبه شلالات المياه المتجمدة هي نتيجة لملايين الأمتار المكعبة من المياه التي تسربت من بين الرمال إلى باطن الأرض، وتشكلت من الرواسب الأرضية وخام الكريستال وتمثل الساحة الأساسية للكهف في مجملها مسطحاً من 30 متراً، بارتفاع من خمسة إلى ستة أمتار.

اكتشاف الكهف بحد ذاته قصة مثيرة، حيث اكتشفه الألماني «جيرهارد رولفز» عام 1873، خلال رحلة في صحراء الفرافرة متجها إلى واحة الكفرة الليبية أثناء الرحلة هبت عاصفة رملية شديدة، الأمر الذي اضطره للاحتماء منها في الكهف بمحض الصدفة.. بداية لم يلق هذا الاكتشاف الاهتمام الكافي، لكن في عام 1989 أعاد المستكشف الألماني «كارلو بيرغمان» اكتشافه.

كهف وادي سنور

رغم أن محافظة بني سويف - التي تعد إحدى محافظات إقليم شمال الصعيد - لا تصنف ضمن المدن السياحية المشهورة في مصر، فإنها تحوي واحداً من أهم المزارات السياحية، ألا هو كهف وادي سنور، الذي يقع شرق مدينة بني سويف، ويبعد عن القاهرة بما يقرب من 200 كيلومتر.

تم اكتشاف كهف وادي سنور هو الآخر بالصدفة البحتة عام 1992. عن طريق عمال المحاجر في المنطقة. كانوا يبحثون عن رخام «الألباستر»، أحد أجود أنواع الرخام في العالم، ليكتشف علماء الجيولوجيا أن الكهف يعود إلى العصر الأيوسيني الأوسط، أي منذ نحو 40 مليون سنة. ويعتقد أنه تكون نتيجة تفاعلات كيميائية مع المياه الجوفية نتج عنها تكلسات رائعة الجمال. وهو الآن أحد الكهوف النادرة عالمياً، لا يُشبهه سوى كهف في ولاية فيرجينيا.

يتم الوصول إليه عن طريق سيارات الدفع الرباعي، ويمتد نحو 700 متر في باطن الأرض بعمق 15 متراً، ويصل ارتفاعه لنحو 15 متراً.

كهف السباحين

يقع كهف السباحين في محافظة الوادي الجديد، وعند دخوله سوف تُدهشك رسومات رائعة تغطي جدرانه لمجموعة من السباحين.

ويعود الفضل في شهرته إلى فيلم «المريض الإنجليزي» الذي صدر عام 1996 رغم أنه اُكتشف عام 1933 على يد المستكشف المجرى «الكونت لاسزلو ألماسي».

 يحتوي الكهف على رسومات لأشخاص يسبحون نُقشت على الصخور منذ أكثر من 10 آلاف عام، واعتبر ألماسي أن تلك اللوحات تصور الحياة اليومية في المنطقة قبل تغير المناخ الذي أدى إلى تغير جذري في البيئة.

كهف الوحوش

على بعد نحو 10 كيلومترات من كهف السباحين، يبرز كهف الوحوش الذي يستقطب المهتمين بالسياحة الجيولوجية.

أطلق عليه المستكشفون على الكهف لقب كهف الوحوش عندما تم العثور عليه في عام 2002، ووجدوا جدرانه محفورة برسومات غريبة، يرجح العلماء أن تكون للسحالي، رغم شبهها بأيادي الأطفال، وصور أخرى توضح أجساما بشرية راقصة، وحيوانات بلا رؤوس.

ويؤكد المستكشفون أن هذه التفاصيل تشير إلى أن تاريخ الكهف يرجع إلى 8 آلاف عام على الأقل.