كلام على الهواء

وماذا بعد؟!

أحمد شلبى
أحمد شلبى

بعد الإجازة القصيرة التى أخذتها غزة ونام أهاليها ليلة واحدة أثناء انشغال إسرائيل بالاستعداد للرد الإيرانى بعد حادث ضرب القنصلية الإيرانية فى سوريا وقتل عدد من قادة الحرس الثورى.. عادت الأمور كما هى وصارت المجازر تكمل مسيرة ما سبقها وعادت نغمة إخلاء رفح من سكانها إلى الجنوب ووسط غزة حتى الأهالى الذين عادوا إلى شمال غزة على أطلال منازلهم التى دمرت لم يسلموا من إطلاق النيران عليهم وأعلنت إسرائيل أيضا أنها لن تتخلى عن ضرب رفح حتى تقضى على قادة حماس ضاربة عرض الحائط بمساعى الهدنة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع.. وإذا نظرنا إلى أساليب الغرب فى التلويح بحقوق الإنسان لهدم الدول نجدها عند إسرائيل تظهرها بأنها الطرف المعتدى عليه رغم المجازر اليومية وتشريد الأهالى واستخدام سلاح الجوع لإبادة شعب ومنع الشاحنات وأحيانا الاستيلاء على المعونات التى يتم اسقاطها بالجو وكأن الإنسانية ضمير غائب فى فلسطين وأنهم يستحقون ما تفعله بهم إسرائيل. إنهم حلفاء إسرائيل حتى عند ضربة الانتقام الإيرانية تصدت أمريكا وبريطانيا وفرنسا لصد الهجمات الصاروخية والمسيرات وأسقطتها فى سوريا والعراق والأردن معلنة أنها مع إسرائيل قلباً وقالباً هجوماً ودفاعاً حتى أن خسائر إسرائيل مادية فقط وستعوضها أمريكا بـ 26 مليار دولار إضافية وذلك بمناسبة الانتخابات الأمريكية التى يلعب فيها اللوبى الصهيونى دوراً موثراً فى اختيار الرئيس.


رغم ما يحدث فإننى أتساءل أين دور محكمة العدل الدولية.. هل تم تجاهل وعدم متابعة ما أصدرته من توصيات وقرارات غير ملزمة بوقف إطلاق النار بترك الحبل على الغارب حتى تحدد إسرائيل الميعاد وهل حققت فى سلاح الجوع والمهانة التى يلاقيها السكان من قتل وتشريد وضرب البنية الصحية حتى يموت الفلسطينيون بالمرض والجوع بعدما أوصت إسرائيل بتحقيق وتقديم صورة إنسانية للحفاظ على حياة النساء والأطفال والشيوخ وتوفير بيئة صحية وغذائية للحفاظ على حياتهم وفق المقررات الدولية أثناء الحروب.. أين المحكمة من تقارير الحياة فى غزة أم كان حبراً على ورق وتحصيل حاصل.. لقد مر أكثر من شهر على توصيات المحكمة ولم يتم إصدار أو محاسبة إسرائيل على عدم الالتزام بما جاء فى توصيات المحكمة.. إننا أمام صورة مهزوزة للعدالة والإنسانية.  أما بعد.. فماذا سيحدث فى غزة؟!