«عملك مردود إليك».. رسالة حازم المستكاوي في وداعه للعالم

«عملك مردود إليك»..رسالة حازم المستكاوى فى وداعه للعالم
«عملك مردود إليك»..رسالة حازم المستكاوى فى وداعه للعالم

من أين يبدأ الحديث عن حازم المستكاوي، سؤال طرحته على نفسي وعلى بعض ممن عرفوه وعلى زوجته ورفيقة دربه الفنانة نهى ناجي، بحثا عن جوهر رحلة الفنان حازم المستكاوي إنسانيا وفنيا، لاسيما وهو أحد أهم فناني مصر المعاصرين.. حديث يبدأ من حيث أراد هو أن يبدأ بل وأن ينتهي.. من تلك العبارة التي تركها في وداع عالمنا والتي خلدها بأخر أعماله الفنية «عملك مردود إليك» الذي كان حريصا كل الحرص على أن ينهيه قبل وفاته، وكان يستجمع كل قوته وكأنه يسابق الوقت لينهيه كما تقول نهى، مضيفة «أن يودع إنسان العالم بمقولة قوية جدا»  كعمل أخير هو أمر استثنائي.

وفي تلك اللحظات التي تنتهي فيها رحلة الإنسان على الأرض، حين يتحرر من قيد الجسد، بإمكانك أن تستشعر قوة طاقته الروحية فيما تركه من أثر، ليس ماديا فحسب، فقد كان رحمه الله واحد من أهم النحاتين المصريين المعاصرين،  بل كذلك وجدانيا وإنسانيا، تقرأها في كلمات الرثاء وإحساس الألم لفقده بين أصدقائه وتلامذته ومن عرفوه. 

حازم المستكاوي مواليد بني سويف في 1965، حصل على بكالوريوس كلية الفنون والتربية قسم تربية فنية تخصص نحت وتصميم جامعة المنيا 1986، وعبر رحلته الفنية انتقل بأعماله من الخامات التقليدية المعتادة للنحت والتي تتسم بصلابتها وقوتها في المعتاد كالحجر والبرونز وغيرها  إلى خامة جديدة وهي الكرتون والورق المعاد تدويره والغراء ومواد أخرى، الأمر الذي تحدث عنه من قبل قائلا: «أحب أن يبدو العمل صلبا جدا رغم أنه في الأصل خفيف جدا وسهل الحمل والطي».

وقد قدم حازم خلال رحلته الفنية منجزا إبداعيا متفردا جمع فيه بين أسس التصميم والنحت والعمارة  التي اتضحت في بنائية أعماله المحكمة، وكذلك الخط العربي، ليعتمد في أعماله على المفاهيم الهندسية الصارمة والاختزال، دون أن يشغله الشكل عن المضمون فقد عالج من خلال أعماله كثير من القضايا الفكرية والفلسفية والسياسية، فخرجت أعماله محملة بالأفكار العميقة التي خاطبت أفكار مثل اللانهائية والشفافية والآخر الذي قد يعني المرأة في مقابل الرجل.

أو الذات في مواجهة الآخر. كما طرح أسئلة حول الشمال والجنوب والشرق والغرب وبحث في المساحة بينهما، وناقش نسبية وجهات النظر حسب المكان الذي ينظر منه الإنسان لقضية ما. 



ومن أعماله المهمة على سبيل المثال لا الحصر «أنا هو الآخر»، «هو وهي»، «أبيض وأسود»،  «المتاهة»، «الشطرنج» ومجموعة الألعاب، إضافة إلى الحروفيات التي قدمها في أكثر من مجموعة وبأكثر من شكل. كل تلك الأعمال وغيرها وصل إليها حازم بعد دراسة عميقة ليؤسس لنفسه ولأعماله هوية بصرية جمع فيها بين مفردات الحضارة الإسلامية والفن المصري القديم وصولا لفلسفات الفن المعاصر.

ثمة ما يؤكد أن أكثر ما شكل تجربة المستكاوي هو روحه القوية، التي تتجاوز حدود المادية وصولا لجوهر الأشياء،  تلك القوة الباطنية التي جعلته واعيا ومدركا لاختياراته منذ البداية وحتى اللحظات الأخيرة، حتى في رحلته الإنسانية وفي اتصاله بمن حوله وهو ما أكدت عليه الفنانة نهى ناجي التي حدثتنا عن لحظاته الأخيرة قائلة: كان مصرا على أن يودع المقربين منه، وكأن روحه حلقت بسلام خارج الجسد بعد حصوله على وعد منهم أنهم سيكونون بخير، ليرحل يوم الجمعة الموافق 5 من إبريل الجاري للعام ٢٠٢٤.



وتلك الطاقة التي تلمسها في عطاءه المستمر، في رغبته لنقل معارفه لطلابه، في إيمانه الشديد بعمله وتفانيه فيه، في زهده في الأشياء المادية، فلم يكن «يريد» ولم يكن يرغب في شيء إلا ما يكفي احتياجاته الأساسية، كان يدرك معنى الاستغناء، لأن إدراكه لذاته كان يجعله مدركا تماما لاحتياجاته الحقيقة.

حيث تقول نهى «كان أكثر ما ميز حازم هو صدقه الشديد، واتساقه لأقصى درجه مع نفسه وتصالحه معها، لم يكن لديه صراعات وارتباكات داخلية، كان مستقرا، آرائه راسخة، لكنه مرن كل المرونة في التعلم وفي تقبل الجديد، كنت أشعر أنه يعرف نفسه جيدا مدركا لكينونته الظاهرية والباطنية، متلمسا لجذوره الحضارية والإنسانية، ولذا كان متواضعا للغاية على الرغم من الصرامة التي كان البعض ممن لا يعرفونه عن قرب يصفونه بها، إلا أنه كان أكثر من عرفت تواضعا ومحبة».



ربما هذا تحديدا ما أكد عليه الفنان سامح إسماعيل قائلا: «كان منتجه الفني إنسانيا لأبعد الحدود.. تماما مثل شخصه النبيل، وأنا أعتبر نفسي محظوظا بأنني عاصرت وتصادقت مع الفنان النحات المصري المعاصر حازم المستكاوي، فقد التقيت به لأول مرة في مهرجان الفنون الإسلامية بالشارقة ٢٠١٣، حيث تشاركنا معا في هذه الفعالية الفنية، وبدأ حوار بصري وفلسفي بيننا حول مفاهيم الفلسفة الجمالية للحرف العربي ومفردات الفن الإسلامي التي شكلت جانبا مهما من تجربته الفنية، ولأول مرة أعايش تجربة فنان يحيا للفن ورسالته القيمة».

ويضيف إسماعيل: «القريب من حازم كان يدرك أن كل تفاصيله الشخصية والحياتية تتطابق ومنجزه الإبداعي بمنتهى الصدق. حازم يبدو لك كمعماري.. دقيق في مواعيده، دقيق في ألفاظه ومصطلحاته وتعبيراته. يهتم بالتفاصيل ويغوص في جوهر الأشكال ويبحث بنهم عن ما ورائيات الشكل فلسفة ومضمونا، يسقط على مفرداته من الخط العربي من الكوفي الهندسي أو المربع كما يطلق عليه كل ما يحتويه النص الذي اختاره من دلالات، متأولا في أعماله ومعالجاته خامات معادة التدوير.. صديقة للبيئة.. لا تفنى ولكن تستحدث من عدم.



حازم كان صانعا ماهرا لأدواته الفنية، ينسج من قصاصات الورق المكتوب في معالجة إنسانية لإعادة تدوير كل ما يمكن من بعث روح جديدة بعد انتهاء وظيفته الأساسية.. في إتقان محكم وصبر حكيم».

ويواصل إسماعيل قراءته لشخصية المستكاوي الإبداعية والإنسانية: «اشتبك حازم مع الحروفية العربية من مقام الكوفي التربيعي. متأملا في دلالة النص وجوهر الشكل معا واستطاع ببراعة ودقة جراح أن يعيد مفاهيم الطرح البصري بمقدرة وبلغة بصرية غارقة في الحداثة والمعاصرة، محافظا على روح التراث دون مغالاة أو مراهقات بصرية استهلاكية.

حازم أنتج خاماته، ووصل لمعالجات لحفظ مجسماته من فعل الزمن، وأبدع في خلق مفهوم تفكيكي وتجميعي بارع لنقل وشحن مجسماته وكأنه يخلق فنا آخر على فنه. وكان عقلية رياضية بحته تغوص في كل عمل فني يختاره ليمارس معه وعليه قوانينه الخاصة».

ويصل إسماعيل إلى أنه: «بالرغم من قصر حياته نوعا ما إلا أنه ترك إنتاجا متميزا يعد علامة فارقة في جيله من التشكيليين المصريين والعرب، فهو فنان أجاد مشروعه الفني وأبدع فيه دون الوقوع في فخ التكرار، ولا نزق التجارب الخارج عن سياق ما يؤمن به، يبحث في منجم التراث بعين قناص وسحر عراب وفقه حكيم.. وعدل قاض».

إن تميز حازم المستكاوي جاء من خلال عدة نقاط ، نتلمسها كما يقول الفنان علي سعيد من خلال اختياراته الفارقة على مستوى الخامة التي وظفها وطرق المعالجة وكذلك الأفكار، كما أن استخدامه لموتيفات الخط العربي وعناصر الفن الإسلامي وتشكيلها تشكيلا معاصرا بالكرتون والورق المعاد تدويره وغيرها من الخامات، كل هذا وضعه في منطقة لم يسبقه إليها أحد.

كما أن طريقة تفكيره الهندسية المنمقة في إخراج أعماله الفنية ذات البعد المفاهيمي. جعله أيضاً واحد من أهم أبناء جيله ممن يجيدون التنظير والتفكير في المشاريع الفنية.

ما جعلني أستعين بخبراته أثناء عملي كمدير لمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية في وضع برنامج للفنون المعاصرة يهدف لنشر مفهوم الفن المعاصر بالإسكندرية، وقد بدأنا في وضع البرنامج بالفعل وعقدنا جلسات متعددة، إلا أن المشروع لم يُكتب له الخروج للنور». 

وربما كان أحد أسرار تفرد حازم المستكاوي وانطلاقه للعالمية يتمثل في انتمائه العميق للجذور، تجذرا ينم عن وعي وفهم عميق للحضارة، ولذا كان دائما ما يرفض مفهوم «الأصالة والمعاصرة» ويرى فيه فكرة مستهلكة وإنما يجد فيما يفعله امتدادا طبيعي لأجداده، فبإمكانه أن يتكلم لغتهم، ويحلل الأمور بنفس نظرة أجداده ليصل لنتائج جديدة تخصه، ذلك الانتماء الحقيقي الواعي للجذور هو الذي فتح له آفاق رحبة باحتكاكه بالفنون المعاصرة حين احتك بها، الأمر الذي أكد عليه الفنان سامح إسماعيل قائلا: «استفاد الفنان حازم المستكاوي استفادة بالغة من فترة معيشته في بداية حياته الفنية في أوروبا الغربية وتحديدا في النمسا.. وتأثر بقوة بمدرسة الباوهاوس في فلسفتها... فضلا عن معاني وقيم الإتقان والدقة والصدق». 

ولم  يكن هناك مجال للصدفة في أعمال حازم المستكاوي حسبما تذكر نهى ناجي، فكل شيء كان يأتي نتيجة دراسة وتحليل، وليست انطباعات سريعة أو صدفة، وهو ما كنا نراه من خلال رسوماته واسكتشاته، وقبلها عبر تحضيره لأي عمل، حيث كان يختبر الخامة أكثر من مرة حتى يطمئن تماما قبل أن يبدأ في تنفيذ عمله النهائي.

وربما يمكن فهم طبيعة تجربة الفنان حازم المستكاوي من خلال تلك التعريفات التي وقعت يدي عليها  بين أوراقه في الأستديو الخاص به والمتمثلة في تحليله لخمسة مفاهيم أساسية شكلت جوهر تجربته التشكيلية وهي: النظرية. التكوين والبناء. الفراغ والخامة واللون. حيث يقول عن «النظرية» : «إن العمل الفني يتحرك بين الفن والتصميم والعمارة ما يحيله إلى ما نطلق عليه Specific Object   يقوم على الحد الأدنى الذي يختزل الشكل الفني إلى أقل قدر ممكن من العناصر دون السعي وراء الفكرة المترسخة في العقول أسيرة مخزون الاستجابات القديمة التي تقوم على ضرورة أن يكون العمل الفني جميلا يثير اللذة والمتعة في الحواس والوجدان من خلال تمثيله للطبيعة أو تشبهه بالمخزون البصري، بل على العكس فالعمل الفني لا يمثل هنا إلا ذاته بعد إلغاء مبدأ أن يكون للعمل الفني شيء يجسده، فلا يتبقى إلا فكرة العمل والتي يتم إظهارها وحلها بأقل قدر من المعلومات فما تراه هو ما تراه ولا يمثل شيئا آخر».

أما في التكوين والبناء فيذكر أن  الهندسية الصارمة تقوم على استخدام أبسط المفاهيم الهندسية والتي تعتمد عليها الوحدات المكونة للعمل الفني كالمربع والمكعب كموديول، والذي يعتمد على وحدة واحدة متكررة بالحذف وبالإضافة وبنفس القدر في خط مستقيم تحيل العمل إلى وحدة متكاملة أو ما يمكن أن نطلق عليه النحت التراكي Stack sculpture   وكل ما يمكن أن يذكرنا بالعضوية يختفي ولا وجود له أمام هذا البناء الذي لا مرجعية له في الطبيعة ولا يتمثل العضوية في الإنشاء، المربع والمكعب يمثل النقيض النقي للنحت القائم على التجسيد العضوي.

أما الفراغ فهو الفن اللاتمثيلي «Non Representative»  في حالته ثلاثية الأبعاد يعتمد بشكل أساسي على البناء الهندسي واختزال التكوين إلى شيء «Object»  غير وهمي، فهو لا يمثل إلا ذاته في الفراغ المحيط، كما أن الفراغ الداخلي للعمل يعد جزء لا يتجزأ من العمل ككل مع تحرير العمل من القاعدة وإطلاقه في الفراغ العام.

ويأتي اختيار الخامة كأحد أهم القوى الدافعة للعمل الفني، وهنا في هذه الحالة هو الكرتون المضغوط والمصنع والذي يساهم بقدر كبير في دعم الهندسة الصارمة، فهو من الخامات شديدة البساطة كونه ينتمي إلى الخامات البسيطة وخفيفة الوزن وسهلة الحركة وقابلة للتبديل والتحريك، فالخامة الأساسية والتي تعتمد عليها الأعمال هي الورق المقوي «الكرتون» والورق المدار تصنيعيا والمنفذ يدويا ويعتمد على الإنشاء والتركيب ويحمل رغم صرامة التكوينات القدرة اليدوية.

وفي اختيار اللون يذكر المستكاوي أن اختزال التكوين النحتي واختزال الخامة يتبعه اختزال اللون مما يساهم في تأكيد البعد الثالث للسطح، فاللون المحايد لا يمثل ولا يتمثل، بل يفتح المجال أمام البناء والتكوين ليؤكد احتلاله للفراغ المحيط وتحكمه في الفراغ الداخلى، كذلك اللون الصريح الأساسي الذي لا يتحمل ولا يحمل سوى ذاته.

وعلى دقة حازم وتفكيره المنظم الذي يتضح في منهجيته ومنتجه الفني، فإن للروحانية مكانا كبيرا في رحلته، وهي روحانية تنبع من الباطن، ففي توظيفه للحروفية والهندسة ثمة روحانية وتصوف نابعة من اكتشاف ما تقود إليه الأشياء. من تلك القوة الغامضة في الأشكال الهندسية، فالطالما اهتم مثلا بالرقم تسعة.. حيث يقول: «هذا الرقم مهم جدا في أعمالي حيث يعبر عن المالانهاية» وفكرة اللانهائية هي نفس فكرة الخط والدائرة..أو كما ذكرت من قبل د.ماجدة سعد الدين عن أعمال المستكاوي: إن تكرار الوحدات في نسق هندسي يبعث على الصفاء لكشف ما وراء الأشياء. مضيفة إن: المستكاوي استطاع  تحويل الورق المقوى إلى منظومة من قيم جمالية وإيحاءات روحانية بما تبعثه من فكر ورؤى كما في «سنابل القمح» والنخيل.. وتلك المستقيمات التي توحي بحرف الألف رمز البدايات.. رمز المطلق والتي تتراص في إيقاع هندسي موسيقي يهفو إلى السكينة كما يضفي ظلالا ونورا. 

وحازم ليس نحاتا بارعا فحسب بل هو كذلك رسام ماهر لكنه دائما ما كان يرفض التصنيف النوعي كالرسم والنحت والتصوير حيث يتجه العالم اليوم إلى إسقاط الحواجز بين تصنيفات الأعمال الفنية فهو إما عمل فني أو غير ذلك، مشيرا إلى أن فكر الفنان يتضح من خلال تأمل تجربته الفنية ككل.. ولا تخرج أعمال المستكاوي سواء في النحت أو الرسم عن الأشكال والحلول الهندسية والتي تسير في خط ممتد لا ينقطع، بداية من المصري القديم حتى اليوم، مضافا إليها تفاصيل أخرى مثل التكرار وكسر النمط. 

كذلك كان حازم محركا ثقافيا، متعدد الخبرات، فقد شغل سابقا منصب مدير وقيم عام متحف الفن المصري الحديث، وكان عضوا في بينالي القاهرة الدولي، وعضو جماعة الكتاب والفنانين، كما نشرت له العديد من المقالات في الصحف والمجلات والتي لم تتوقف عند مجال الفن التشكيلي وإشكالياته فحسب، بل تمتد للعديد من الموضوعات والقضايا المختلفة، أذكر ما كتبه حول تخطيط الميادين والثقافة البصرية، وكذلك موضوعه «انقذوا مترو مصر الجديدة» ويتسم حازم بالدقة ويقدس التوثيق وكان منظما لأقصى درجة، إذ يضم الاستديو الخاص به مجلدات موثقة بالتواريخ لكل ما كتبه في بما في ذلك الموضوعات التي لم تنشر وكتالوجات معارضه، بخلاف «أجندات» تضم دراساته ما قبل تنفيذ العمل، وعينات تم اختبارها جيدا قبل تنفيذ العمل وغير ذلك.

والحقيقة أنه من الصعب حصر منتج المستكاوي الفني لتعدده، فقد أقام العديد من المعارض الشخصية وشارك في كثير من الفعاليات الفنية الجماعية، وكان من الفنانين أصحاب الحضور في كثير من المعارض والبيناليات والملتقيات الدولية في مصر وخارجها كان أخرها بينالى داكار للفنون الأفريقية 2018، بينالى القاهرة الدولى الثالث عشر يونيو 2019، وحاز خلال مشواره على عدد من الجوائز والتكريمات من بينها الجائزة الكبرى ( بينالى آسيا للفنون الدولى الثالث عشر ) داكا - بنجلاديش 2008، والجائزة الأولى لتصميم حديقة مدخل مدينة الشروق (LANDSCAPE ) القاهرة 1997.

وله مقتنيات خاصة لدى العديد من الأفراد فى مصر، سويسرا، النمسا، ألمانيا ونيوزيلاندا، فضلاً عن عديد من المقتنيات الرسمية داخل مصر وفي عدد من الدول والمؤسسات. ومن بين معارضه الخاصة نذكر (ألف بيه) بمؤسسة الفن جميل بالسركال أفنيو بدبي، معرض ( شُكُول) بمتحف الشارقة للفنون بالإمارات في  2012 ، معرض «مساحات خطية» بكلية العمارة والفنون والتصميم بالجامعة الأميركية بالشارقة ، معرض (مودولوس ) بقاعة أوكسيد للفنون - وينترتور - سويسرا 2009، ومعرض (حول مساحات) بجاليرى كريم فرنسيس بمصر في 2010 ، ومعرض «تجاور تضاد»  Juxtaposition  بقاعة آرت توكس بالزمالك في 2015، ومعرض Groovy Modulus   بجاليري بيكاسو إيست بالتجمع في 2021، وغيرها من المعارض الفردية.

الحقيقة أن الكلام عن الفنان حازم المستكاوي ممتد بامتداد تجربته وتفردها وتنوع منتجه الفني وقوة روحه المحلقة، إذ تحتاج كل مرحلة وكل تجربة إلى دراسة تحليلية مفصلة، ولكنني حين فكرت أن أتوقف قليلا تذكرت ذلك الحوار البديع الذي أجرته معه زوجته الفنانة نهى ناجي خارج حدود الزمن والمكان والذي أختتمه بالسؤال حول ما الذي يريده بالفعل وبإجابته  «الغلبة للإبداع في المطلق مش بس في الفن.. ساعتها العالم كله حيكون راضي».