عين على الحدث

جرائم المستوطنين

آمال المغربى
آمال المغربى

فى الوقت الذى يتركز فيه اهتمام العالم على حرب الإبادة التى مازالت تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى غزة، تتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، التى تغذيها عقود من الإفلات من العقاب ولامبالاة حلفاء إسرائيل.


ففى الفترة ما بين أكتوبر وأبريل سجلت الأمم المتحدة أكثر من 700 هجوم من قبل مستوطنين يشاركهم جنود إسرائيليين فقد اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالمشاركة فى هجمات المستوطنين العنيفة فى الضفة الغربية، والتى تسببت فى تهجير سكان نحو 20 تجمعا سكانيا، وأزالت سبعة تجمعات سكانية على الأقل بالكامل منذ السابع من أكتوبر الماضي.


وفى تقرير عن الأوضاع فى الضفة الغربية المحتلة، صدر منذ يومين قالت المنظمة، إن المستوطنين الإسرائيليين اعتدوا على الفلسطينيين وعذبوهم وارتكبوا العنف الجنسى ضدهم، وسرقوا ممتلكاتهم ومواشيهم، وهددوا بقتلهم إذا لم يغادروا بشكل دائم، ودمروا منازلهم ومدارسهم تحت غطاء الحرب المستمرة فى غزة.


وقالت المنظمة ان المستوطنين فى حماية قوات إسرائيلية مسلحة هجّروا تجمّعاتٍ فلسطينية بأكملها ودمروا كل منزل فيها بدعم من السلطات الإسرائيلية. وأكدت أن تلك الهجمات أدت إلى التهجير القسرى لجميع سكان خربة زنوتا وخربة الرظيم جنوب الخليل، والقانوب شرق الخليل، وعين الرشاش ووادى السيق شرق رام الله، فى أكتوبر، ونوفمبر، كما قطعوا الطرق بشكل متكرر وداهموا التجمعات الفلسطينية، واحتجزوا السكان واعتدوا عليهم وعذبوهم، وطردوهم من منازلهم وأراضيهم تحت تهديد السلاح أو أجبروهم على المغادرة تحت تهديدهم بالقتل، ومنعوهم من أخذ ممتلكاتهم.. وكشفت المنظمة التى تحدثت إلى 27 شاهدا على الهجمات، واطلعت على فيديوهات صورها السكان، تُظهر مضايقات من قبل رجال يرتدون الزى العسكرى الإسرائيلى ويحملون بنادق حربية «إم 16».


وتصاعدت هجمات المستوطنين على الفلسطينيين عام 2023 إلى أعلى مستوى منذ أن بدأت «الأمم المتحدة» بتسجيلها عام 2006. كان هذا هو الحال حتى قبل الهجمات التى قادتها حماس فى السابع من أكتوبر. وقالت المنظمة، إنه على إثر الحرب الاسرائيلية على غزة، استدعى «الجيش الإسرائيلي» 5500 مستوطن من جنود الاحتياط فى الجيش الإسرائيلي، بينهم ذوو سجلات جنائية فى العنف ضد الفلسطينيين، وعيّنهم فى «ألوية الدفاع الإقليمي» فى الضفة الغربية. ووزعت سلطات الاحتلال سبعة آلاف قطعة سلاح على عناصر هذه الفرقة وقوات أخرى، بما فيها «فرق الأمن المدنية» التى أُنشئت فى المستوطنات، وفقا لصحيفة «هآرتس» ومنظمات حقوقية إسرائيلية. حيث يقوم المستوطنون بارسال منشورات وتهديدات على وسائل التواصل الاجتماعى للفلسطينيين، مثل تحذيرات تقول «اهربوا للأردن وإلا تعرضتم للإبادة»، وأن «يوم الانتقام قادم».
وتسببت الهجمات فى تهجير أكثر من 1200 شخص، بينهم 600 طفل، من التجمعات الريفية. ونتيجة لهذه الهجمات استشهد 17 فلسطينيا على الاقل وأصيب 400 آخرون.