سطور جريئة

ظاهرة طلاب الغش الجماعى

رفعت فياض
رفعت فياض

 كانت صدمتى شديدة من البيان الرسمى الذى أعلنته وزارة التربية والتعليم عن حجم ماتم رفضه من طلبات لأولياء أمور طلاب فى الثانوية العامة هذا العام يطلبون فيها التحويل المؤقت  إلى لجان معينة بالصعيد اشتهرت بظاهرة الغش الجماعى حيث يذهب هؤلاء الطلاب إليها  للحصول على أعلى الدرجات التى لا يستحقونها لأنها ليست بمجهودهم، ويلتحقون بأفضل الكليات خاصة ما يطلق عليها كليات القمة من طب وطب أسنان وصيدلة وغيرها وهم غير مؤهلين للدراسة بها، وهو ما أدى إلى ظهور نتائج صادمة فى العام الماضى لنسب النجاح بكليات الطب وطب الأسنان وغيرها بجامعات جنوب الوادى وسوهاج وأسيوط وهى التى يتم القبول بها طبقا للتوزيع الجغرافى لمكان حصول الطالب على الثانوية العامة .

وقد أعلنت وقتها من جانبى فور إعلان هذه النتائج بهذه الصورة شكرى وتقديرى لقيادات هذه الجامعات التى رفضت أن تجمل هذه النتائج كما يفعل الكثيرون فى جامعات وأصرت قيادات جامعات الصعيد على إعلان النتائج بهذه الصورة لتأكدهم من سبب حدوثها وأن الغالبية العظمى من هؤلاء الراسبين هم من أبناء ما يطلق عليها « لجان أبناء الأكابر « فى الثانوية العامة التى تفشت فيها ظاهرة الغش الجماعى وكانت نتائج كلية طب الأسنان جامعة جنوب الوادى على سبيل المثال ولأول مرة فى تاريخها رسوب 80% من طلاب الفرقة الأولى ولم تزد نسبة النجاح على 20،8% وفى كلية الطب بنفس الجامعة كانت نسبة النجاح 30% ورسوب 70% من الطلاب حيث كان المقيدون بالفرقة الأولى 512 طالب وطالبة لم ينجح منهم سوى 146 طالبا وطالبة ، ولم تكن طب سوهاج أحسن حالا من ذلك سواء فى العام الماضى أو نتيجة الترم الأول هذا العام والتى وصلت نسبة الرسوب فيها إلى 56% .

ومع أن د.رضا حجازى وزير التربية والتعليم كان قد قرر من العام الماضى وقف الامتحانات فى أى من اللجان التى أشير إليها أنها من لجان الغش الجماعى، كما قرر أن أى تحويلات من جانب الطلاب لأى لجان امتحانات ثانوية عامة فى نفس العام لا تتم إلا بعد العرض عليه شخصيا وقام بتشكيل لجنة مركزية بالوزارة للبت فى مثل هذه الطلبات ودراسة مدى صحتها وموضوعيتها ومنطقيتها من عدمه، إلا أننى فوجئت هذا العام بمن يتقدم من أولياء الأمور لهذه اللجنة للتحويل المفاجئ للجان أخرى للثانوية العامة فى محافظات آخرى غير المحافظات والمدارس المقيد بها هؤلاء الطلاب حيث وصل عددهم  إلى 12 ألفا و375 طالبا وطالبة.

وقد يكون لبعضهم الحق فى التحويل بسبب انتقال مقر إقامة الأسرة أو عمل ولى الأمر لكننى فوجئت منذ أيام بأن ما وجدته الوزارة أنه ينطبق عليه حق التحويل من خلال الأوراق الثبوتية لايزيد عن 4 آلاف و824 طالبا وطالبة أى أن ما يقرب من 7500 طلب لم تنطبق عليهم الشروط وكان تحويلهم فقط من أجل الانتقال للجان الغش الجماعى التى تتغير كل عام من مكان لمكان بعد وقف الامتحانات فى اللجان السابقة التى اشتهرت بالغش الجماعى.

ومع شكرى وتحياتى سواء لوزير التربية والتعليم الذى تصدى لذلك بهذه الصورة أو لرؤساء جامعات الصعيد الذين رفضوا إنجاح طلاب لا يستحقون حتى دخول باب هذه الكليات التى التحقوا بها بالغش والتدليس ـ إلا أننى حزين على إستمرار هذه الظاهرة بهذا العدد من جانب أولياء أمور ما زالوا مصرين على تكريس ظاهرة الغش فى نفوس أبنائهم الذين سيكونون من أخطر ما يمكن بعد ذلك على المجتمع فور تخرجهم بعد أن سرى فى دمائهم قناعة بأن الغش أقرب وسيلة للنجاح!! وهذا ما يجب أن نستمر فى محاربته جميعا ومحاربة كل من يتبناه حفاظا على الأمن القومى للدولة فى المقام الأول.