أفكار متقاطعة

نظرية العقربان والأنبوب

سليمان قناوى
سليمان قناوى

من المحزن أن العدو الصهيونى يعتمد فى تعامله مع العرب والمسلمين على مبدأ «إذا ضربت فأوجع» وتعتمد إيران فى سياستها مع إسرائيل نظرية «العقربان والأنبوب» أى أنه لو احتجزعقربين فى أنبوب واحد، فإن كل واحد منهما يعلم أنه إذا لدغ الآخر، فإن الملدوغ قبل أن يلقى حتفه، سيرد بلدغ غريمه، فيهلك الاثنان.

لذلك جاءت ضربة التهويش الإيرانية فشنك للأسف. فلو كانت إيران تريد بالفعل معاقبة إسرائيل على ضرب قنصليتها بدمشق، لبدأت بقصف تل أبيب بالصواريخ الباليستية أولا لأنها ستصل لأهدافها بسرعة كبيرة عكس المسيرات التى لا تزيد سرعتها عن 185 كيلومتراً فى الساعة والتى وصلت إسرائيل بعد ست ساعات (المسافة من إيران لأهدافها الإسرائيلية تتراوح بين 1500 و2200 كيلو متر) مما أتاح الفرصة لمعرفة إحداثيات واتجاهات المسيرات وتفعيل القبة الحديدية، كما أنه أتاح أيضا للدفاعات الجوية لأمريكا وبريطانيا وفرنسا رصدها وتدميرها قبل وصولها لإسرائيل.

وحين تابعت الأنباء الأولية عن انطلاق المسيرات المفخخة من إيران صوب إسرائيل ثم بعدها الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، منيت نفسى أن ساعة الانتقام لشهداء غزة من النساء والأطفال قد حانت رغم أن صواريخ العيد التهويشية لم تضع ذلك فى اعتبارها، لكن سرعان ما تبين أن كل ذلك لم يكن أكثر من مجرد تحرش فقط بالكيان الصهيونى دون إيذائه. وعلى منصات التواصل الاجتماعى انفجرت عبوات السخرية من الضربة الإيرانية فمن قائل «يا لهوى، ده انتم بتضربوا أجسامكم فى عاشوراء أكتر من كده» وقال آخرون «منكم لله سهرتونا ع الفاضى».

وبعيدا عن السخرية يرى البعض أنه لو كانت طهران تريد  بالفعل عقاب إسرائيل لأطلقت مسيراتها وصواريخها من دمشق القريبة جدا منها، لكن هذا من الخطوط الحمراء التى تضعها سوريا لتحظر أى ضربة لإسرائيل من أراضيها رغم ضربات العدو المتكررة لمطارى دمشق وحلب وإخراجهما من الخدمة ثمانى مرات منذ السابع من أكتوبر وكان الرد السورى المأثور كل مرة «سوريا هى من تقرر الزمان والمكان الذى ترد فيه». وعدت من تمنياتى للانتقام الإيرانى لشهداء غزة لأتذكر أن إيران نفسها لم تنتقم لاغتيال إسرائيل لعشرات من علمائها النوويين.

نقطونا بسكاتكم أفضل.