من الآخر

د. أسامة أبوزيد يكتب: فوز الفرحة والثقة

د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد

الفوز فى القمة له فرحة وطعم خاص عند جماهير القطبين.. نتيجة المباراة تظل في الأذهان وتكتب في التاريخ.. والخسران يتعرض للتحفيل «أبو دم تقيل» وهو موضة جديدة لم تكن موجودة زمان.. وبلاشك فإن فرحة جماهير الزمالك لا يستطيع أحد أن يوصفها لأن الأبيض فاز على الأهلي.

قبل مباراة القمة الأخيرة كانت برامج الفضائيات تحلل كل كبيرة وصغيرة.. والحوار بين الإعلامى اللامع سيف زاهر والنجم السابق الموهوب خالد الغندور، كان ساخن وشيق جداً.. وقبل النهاية استطاع سيف أن يحصل على توقع الغندور الخاص بنتيجة المباراة.. الرد لم يكن مباشر ولكن بعد فترة من التفكير.. قال الغندور إن الزمالك سيفوز 2/1 وسوف نتقابل الأسبوع القادم.
ضحك سيف زاهر.. وقال تبقى تقابلنى!!

سبحان الله.. جاءت توقعات الغندور فى محلها.. وتحققت أمنيته بفوز الزمالك ناديه الذى لعب فيه وتألق وأجاد وكان أحد نجومه وفاز الأبيض أبوخطين حمر بهدفين مقابل هدف.
لا يستطيع أحد فعلاً التنبؤ أو التوقع بنتيجة القمة أو أى مباراة فيها قطبين كبيرين.. نعم المؤشرات أحياناً تتجه نحو أحد على حساب الآخر.. لكن فى النهاية لا يوجد صدق فى التوقع أبداً.

هذه المباراة كان لها ظروف خاصة.. كانت فقيرة جداً فنياً.. ربما كان هناك من يرى أن الزمالك هو الأفضل لوجود مجموعة من اللاعبين فى الخطوط.. بعكس الأهلى الذى كان يعانى من نجوم أصحاب عيار ووزن ثقيل.. وبالتالى ورقياً كانت التوقعات تشير إلى أن الزمالك «يكسب» ويشارك كولر كسبب أساسى فى خسارة فريقه لتشكيلة الفريق الغريبة جداً خاصة فى وسط الملعب!!

المباراة مرت بأوقات غريبة.. وتقدم الزمالك بهز الشباك منحه الفرصة فى الفوز.. والجزيرى صاحب الهدفين يعد نجم الشباك وهو المهاجم الأول فى ميت عقبة.. وربما خروج زيزو للإصابة بعد مرور ربع الساعة.. كشف عن وجود لاعب مميز جداً فى صفوف الزمالك.. موتيابا.. لمسات جميلة وانطلاقات بطابع الحرفنة.. وكذلك ناصر ماهر أحد الأوراق الفنية الراقية فى صفوف القبيلة البيضاء وكذلك دونجا مسمار وسط الملعب.

المباراة لم يكن لها شكل منظم من الجانبين.. الأهلى اختلف تماماً فى الشوط الثانى بعد التعديلات التى أجراها كولر المدير الفنى.. فكان هناك استحواذ هجومى ونشاط وفاعلية لخروج موديست الذى لم يكن موجوداً على الإطلاق!!

المؤكد أن فوز الزمالك يعد بمثابة عودة الثقة الغائبة منذ سنوات.. فلم يفز الأبيض فى الدور الأول بالدورى على الأهلى منذ موسم 2003.. وبالتالى فإن البطولة ستزداد إثارة وربما تكون النقاط الثلاث على الأهلى بمثابة المنافسة الجديدة ورسم تاريخ أبيض جديد حيث إن النتائج المتتالية بين الفريقين كانت من نصيب الأهلى.

كان الله فى عون إبراهيم نورالدين حكم المباراة.. لا الأهلى راضى عن وجوده.. أو الزمالك راضٍ.. وقبل المباراة ومنذ إعلان اسمه والهجوم لا يتوقف لدرجة أن هناك من ضرب «بومبة» وقال إن إبراهيم اعتزل.. وهذه المباراة تكريم لمشواره.. وكأن أهمية المباراة غير موجودة!!

لعب إبراهيم ومساعديه مباراة جيدة.. ولم يخف عندما سمع كلام الڤار وألغى ضربة الجزء التى احتسبها لصالح سيف الجزيرى من عرقلة رامى ربيعة.

وظهر إبراهيم نورالدين بشكل ثابت وكان يكشر عن أنيابه وينفعل فى وقت اللزوم وحتى لا تضيع المباراة.. ولم يكن سيعاقبه أحد فى حالة طرد محمد عبدالمنعم لاعب الأهلى عندما ضرب الجزيرى!!

استحق الزمالك الفوز.. وعانى الأهلى من بعض الغيابات المؤثرة.. والدورى أصبح ساخناً جداً.

وسيستمر الصراع حتى النهاية.

هذا الفوز سوف يلعب دوراً مهماً على الأداء الأبيض فى المشوار الأفريقى.. وعلى انطباع و«نفس» مجلس الإدارة الزملكاوى فى المرحلة المقبلة.. لأنه فعلاً كان فى حاجة لهذا الفوز الذى انتظره الزملكاوية طويلاً.

;