الإعلان عن غرق السفينة تيتانيك بعد اصطدامها بجبل جليدي في المحيط الأطلسي

سفينة تيتانيك
سفينة تيتانيك

تعد سفينة تيتانيك، أحد أشهر السفن في التاريخ، بعد أن تعرضت للغرق، قبل 112 عامًا، في الوقت الذي تدور التكهنات حول أسباب غرق السفينة الشهيرة، والتي تحولت قصتها لأشهر الأعمال السينمائية، والتي رصدت إبحار السفينة من ساوثهامبتون في جنوب انجلترا في طريقها إلى نيويورك في 10 أبريل 1912، وعلى متنها أكثر من 2200 شخص.

وبعد أيام قليلة، اصطدمت السفينة، التي كانت تعتبر غير قابلة للغرق، بجبل جليدي وغرقت، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شخص.



وتشير التقارير إلى أن السفينة غرقت نتيجة وهم بصري ناجم عن الطقس حال دون تمكن الطاقم من رصد الجبل الجليدي في الوقت المناسب

وتزامناً مع مرور 112 عاما على حادثة غرق السفينة "تيتانيك"، وكشف أن وهما بصريا ناجما عن الطقس ربما قد لعب دورا حيويا في حدوث هذه المأساة الكارثية.

وتشير التقارير إلى أن السفينة غرقت نتيجة ظاهرة بصرية تعرف بالسراب حالت دون تمكن الطاقم من رصد الجبل الجليدي في الوقت المناسب.

وفي 14 أبريل 1912، انتقلت سفينة تيتانيك وركابها وطاقمها البالغ عددهم 2240، من المياه الدافئة إلى المياه الباردة، وكانت قد تلقت بالفعل عدة تحذيرات بشأن الجبال الجليدية في المنطقة.

الانعكاس الحراري:

والآن تشير الأدلة الواردة إلى أنهم أبحروا في «الانعكاس الحراري»، والذي يحدث عندما يغوص الهواء البارد تحت الهواء الدافئ، وفي هذه الحالة جاء الهواء البارد من تيار لابرادور على طول الساحل الكندي، والهواء الدافئ من تيار الخليج، وفي حين أن هذا قد يبدو عاديا إلى حد ما، إلا أن التأثير ليس كذلك، ويمكن أن تتسبب الانقلابات الحرارية في ظهور مجموعة من السراب، بما في ذلك سراب مورغانا فاتا الشهير، حيث يمكن أن تبدو السفن وكأنها تطفو فوق الأفق.

أفق زائف

وفي حالة تيتانيك، يعتقد أن «الانعكاس الحراري» أدى إلى سراب خلق أفقا زائفا، وبالنسبة لأولئك على مستوى سطح البحر، ينحني الضوء فوق الأفق الحقيقي، ما يسمح لهم برؤية أبعد من المعتاد، ولكن في المستوى الأعلى من سطح البحر، يمكن أن تظهر الفجوة بين الأفق الحقيقي والأفق الزائف على شكل ضباب، وهو ما قد يفسر لماذا لم يتمكن أولئك الذين كانوا على متن السفينة، على ارتفاع 30 مترا، من رؤية الجبل الجليدي إلا بعد فوات الأوان، ومن دون السراب، ربما كانوا قادرين على رؤيته في الوقت المناسب لتجنب الكارثة.

ومع ذلك ربما لم يكن السراب هو الذي تسبب في وقوع الحادث فحسب، بل أوقف وصول المساعدة في وقت لاحق، وكانت سفينة «SS Californian» هي أقرب سفينة إلى سفينة تيتانيك عندما وقعت المأساة، لكنها فشلت في تقديم المساعدة.

فخ السراب

وفي حين تم إلقاء اللوم على الطاقم، ولا سيما مشغل الاتصالات اللاسلكية سيريل إيفانز، منذ فترة طويلة لفشلهم في الاستجابة لإشارات الاستغاثة من السفينة، يعتقد مالتين أنهم أيضا وقعوا في فخ السراب، ويعتقد مالتين أيضا أن حدث الطقس الغريب هذا كان من شأنه أن "يشوش" بشكل فعال إشارات مصباح تيتانيك وسفينة «SS Californian»، حيث لم تكن أضواء الاستغاثة التي أرسلتها السفينة الغارقة بمثابة إشارة استغاثة واضحة جراء السراب.



ويتفق الدكتور أندرو يونغ، خبير انكسار الغلاف الجوي من جامعة ولاية سان دييغو، مع جميع الأدلة التي تشير إلى وجود السراب، قائلا: "إن السراب وظواهر الانكسار ذات الصلة، مثل الوهم البصري، ساهمت في الارتباك وقت وقوع الحادث، وأضاف على وجه الخصوص، أثبت مالتين أن طاقمي تيتانيك وSS Californian رأوا إشارات بعضهم البعض ولكنهم لم يتمكنوا من تفسيرها بسبب التأثيرات الجوية التي تعمل على مسافة كبيرة غير متوقعة بين السفينتين".

يذكر أن آر إم إس كارباثيا كانت أول سفينة تصل إلى الموقع، حوالي الساعة 3:30 صباحًا، يوم 15 أبريل، بعد أكثر من ساعة على غرق تيتانيك بشكل كامل، مما ترك الركاب وأفراد الطاقم عالقين في المياه الجليدية، ونجا منهم 705 أشخاص فقط.

ووسط الارتباك الذي سببه السراب، لم يستجب طاقم السفينة SS Californian حتى الصباح، وفي ذلك الوقت كان أكثر من 1500 شخص قد فقدوا أرواحهم.

اقرأ أيضًا | حكايات| أغرب جرائم القتل بالتاريخ قامت بها «ملاك الرحمة»

في ذكرى غرقها.. لقطات نادرة من داخل سفينة تيتانيك |صور

عرض معهد وودز هول" لعلوم المحيطات، لقطات مصورة نادرة لحطام سفينة "تيتانيك" الشهيرة في قاع المحيط الأطلسي، بعد أكثر من قرن من غرقها إثر اصطدامها بجبل جليدي.

"تيتانيك" التي غرقت عام 1912، عثر على حطامها عام 1986، وعندئذٍ التقط فريق من المعهد مقاطع فيديو من خلال أكثر من 11 جولة غطس في مياه المحيط، مستخدما كاميرات يتم التحكم بها عن بعد، من على متن سفينة.

وسبق أن عرضت عدة أفلام وثائقية عن "تيتانيك" لقطات لهذا الحطام، كما تم بث بعض المقاطع القصيرة لعمليات الغطس، لكن هذه المرة هي الأولى التي يعرض فيها مقطع غير منقوص مدته 80 دقيقة.


ويقول وودز إن نشر اللقطات "يمثل المرة الأولى التي تقع فيها أعين البشر على السفينة المنكوبة منذ عام 1912، ويتضمن العديد من المشاهد المدهشة الأخرى".

اقرأ أيضًا| حكايات| على غرار عيد الحب.. «سناجل كوريا» يحتفلون بـ«اليوم الأسود»

في ذكرى غرقها.. السر الخفي والقصة الحقيقية لسفينة "تيتانيك"

بعد تحقيق استمر ست سنوات، يدعي خبير الآن أنه يعرف بالضبط سبب غرق سفية تيتانيك الشهيرة قبل نحو 110 سنوات.

وشكلت الكارثة المدمرة لسقوط السفينة في 15 أبريل 1912، موضوع بحث وتحقيق منذ اصطدامها بجبل جليدي، خلال رحلتها الأولى من ساوثهامبتون، المملكة المتحدة، إلى مدينة نيويورك، وتساءل الكثيرون لماذا لم ير أحد على متن السفينة الجبل الجليدي إلا بعد فوات الأوان.

وأمضى تيم مالتين وهو مؤلف ومؤرخ ومقدم تلفزيوني بريطاني، أكثر من ست سنوات في البحث عن الروايات المباشرة لأولئك الذين نجوا من الكارثة، ورجح أن السفينة غرقت نتيجة ظاهرة بصرية تعرف بالسراب حالت دون تمكن الطاقم من رصد الجبل الجليدي.

وردا على سؤال من Science Digest عن السبب الحقيقي وراء الغرق، أشار مالتين إلى أنه في ذلك الوقت، تم تقديم عدد من الأسباب، وكثير منها فضح زيفها في تحقيقه.

وأوضح: "المثير للدهشة هو أنه كان هناك عدد من الأسباب التي تم تقديمها في ذلك الوقت، قال الناس إن الكابتن سميث كان مخمورا، لذلك قمت بالتحقيق في ذلك ووجدت أنه لم يشرب في البحر أبدا، لذلك أنا أفكر، لم يكن الأمر أن الكابتن سميث كان مخمورا، ولم يكن الأمر لأن الدفة كانت صغيرة جدا، ولم يكن الأمر يتعلق بعدم وجود مناظير، ولا بأن المسامير لم تكن قوية بما فيه الكفاية، ولم يكن الحريق هو الذي تسبب في مثل هذا الضرر الذي غرق بعد ذلك".

وكان الدليل الرئيسي الذي لاحظه من جميع الشهادات هو أن العديد من الركاب والضباط وصفو زمن الرحلة بأنه أوضح ليلة في التاريخ، وهو ما يتناقض مع المراقبين الذين سجلوا "ضبابا" حول الأفق.

وتابع: قادني هذا إلى اكتشاف وجود ضباب، وكانت أوضح ليلة في التاريخ لأن هناك شيئا يسمى ضباب السراب، الذي يشبه الضباب ولكنه ليس ناتجا عن قطرات الماء مثل الضباب العادي. إنه ناتج عن كمية الهواء التي يمكنك رؤيتها في ليلة صافية حقا، وأضاف: إذا كان بإمكانك رؤية 80 ميلا بينما يمكنك في العادة رؤية 20 ميلا، فسيحصلون على تأثير الضباب الذي كان في الحقيقة تشتت الضوء في الجزيئات في عمق الهواء الذي يمكنهم رؤيته من خلاله.

ويقال إن هذا الوهم حدث عندما كانت السفينة في جزء معين من المحيط الأطلسي حيث التقت المياه المتجمدة لتيار لابرادور بالتيارات الدافئة لتيار الخليج، وهذا يخلق ظاهرة تعرف باسم الانعكاس الحراري، حيث يوجد الهواء الأكثر دفئا من تيار الخليج على قمة الهواء شديد البرودة بالقرب من الجبال الجليدية، ما يؤدي بشكل أساسي إلى حبس الهواء البارد لأسفل، وبسبب الانعكاس الحراري، عمل الهواء البارد بالقرب من البحر كعدسة تعمل على ثني الضوء لأسفل، ويعتقد أن هذه الظاهرة البصرية سمحت لضباط تيتانيك برؤية مسافات طويلة جدا في تلك الليلة.

وأضاف مالتين أن هذا الضباب الخفيف من المحتمل أن يكون له نفس لون الجبل الجليدي القاتل، ما يقلل من "حجم القطر الزاوي (هو القطر المرئي للجسم من موقع معين مقاسا كزاوية) للجبل الجليدي"، ويقدر أن المراقبين كان لديهم أقل من دقيقة للرد منذ أن رأوا الجبل الجليدي إلى اتخاذ تدابير مراوغة.

وأطلق على السفينة اسم تايتانيك كونها "غير قابلة للغرق" لأن مصمميها حرصوا على أن يتكون الجزء السفلي من السفينة من 16 قسما (مقصورة) لا يمكن أن ينفذ منها الماء، وحتى لو غمرت المياه على سبيل المثال أحدها، فإنه يمكن لقائد السفينة أن يحجز المياه داخل هذا الجزء بمفرده ويمنعه من غمر باقي الأجزاء.

لكن مالتين يكشف أن نقطة الضعف في تصميمها كان أن السفينة لم تستطع أن تطفو بعد غمر خمسة منها بالمياه، وغرقت ببطء بعد أكثر من ساعتين، وكان على متن سفينة الركاب البريطانية ما يقارب 2400 راكبا عندما اصطدمت بالجبل الجليدي قبل منتصف الليل بقليل.

وشهد الحدث المدمر مقتل أكثر من 1500 شخص في واحدة من أكثر الكوارث البحرية التجارية فتكا في التاريخ الحديث، ويقع حطام السفينة تايتانيك، الذي اكتشف في 1 سبتمبر 1985، في قاع المحيط الأطلسي، على بعد نحو 4 آلاف متر تحت الماء، فيما يحذر الخبراء من أنه يتفكك بسرعة ويمكن أن يضيع قريبا إلى الأبد.