مكالمة من الزوج في ألمانيا.. أصابت الزوجة بالشلل بالقاهرة‎

صورة موضوعية
صورة موضوعية

رن جرس الهاتف فأسرعت الزوجة بكل اللهفة والأشواق إلى سماع صوت زوجها الذي امتد به الفراق لسنوات، حيث يقيم في فرانكفورت بألمانيا.

 

وبلهجة باردة صادقة قال لها.. أنه تزوج من فتاة ألمانية على جانب كبير من الجمال، وانه سيحضر بها إلى القاهرة، وطلب منها أن تكون في استقبالها وأن تحسن ضيافتها ولا تثير المشاكل حتى لا يطلقها.

مصطفى أمين.. أزمات عبقري خلف القضبان

انهارت الزوجة فوق أقرب مقعد، واسودت الدنيا في عينيها، بعدما أصابتها المفاجأة بالذهول، ودارت بها الارض، حيث ماسمعته من زوجها اكبر من أن تتحمله اعصابها، ومر عليها وقت لم تشعر به وهي جالسة فوق مقعدها.

 

فقدت وعيها.. وعجزت عن التفكير في كلمات زوجها التي كانت تدوي في اذنيها كقرع الطبول.. أم هو كابوس.. أم حلم مزعج.. او مداعبة سخيفة.

 

وعندما استعادت وعيها، وارادت القيام من فوق الكرسي لم تستطع فقد أصيبت بالشلل في نصفها الاسفل، وقدميها لم تستطع الوقوف.

 

ونقلت إلى المستشفى تتساقط الدموع من عينيها بغزارة، يجول بخاطرها وقوفها إلى جانبه ومجابهته على الحلوة والمرة، وقصة الحب العنيف التي جمعت بينهما، وابنتها التي تركها وسافر، وطال بعده عنهما.

 

قررت العودة إلى بيت اسرتها بعدما جاء الزوج بزوجته الثانية إلى القاهرة، وقضي معها اجازة في احد الفنادق الكبرى، ثم صحبها إلى بيت الزوجية الذي تركته الزوجة الاولى، ولم يكلف نفسه بالسؤال على طفلته.

 

وبعد أيام تلقت الزوجة اعلانا يدعوها إلى الحضور إلى محكمة الاسرة، حيث أقام الزوج دعوى يطلب فيها ضم ابنته إليه ليحافظ عليها ويرعاها، وقد سقط حق امها في حضانتها، وأصبحت من حقه بعد أن بلغت أقصى سن الحضانة وخدمة النساء.

 

وبصوت يشوبه ألم وغصه قالت الأم أن الزوج هجرها وعاش بعيدا عنها في اوروبا، وتركها وطفلتها تعاني الحرمان، ويريد أن يحرمها من طفلتها التي عاشت لها ومن اجلها وهي ماتبقى لها في الحياة، وهي تعيش قعيدة على كرسي متحرك.

 

وقال محام الزوجة أنه من المقرر شرعا وقانونا بأن الأب يسقط حقه في حضانة أولاده اذا كان يقيم في بلد لاتستطيع الأم رؤية اولادها وعودتها في نفس اليوم، والأب يقيم في ألمانيا والأم تقيم في القاهرة ويتعذر سفر الأم لرؤية ابنتها والعودة في نفس اليوم، فضلا عن أنه تركها في رعاية اهلها ولم ينفق عليها حتى بلغت الثالثة عشرة من عمرها وهي مريضة أيضا بالتهاب الكلى وفي حاجة الى حنان امها.

 

وجاء حكم المحكمة برفض دعوى الأب لعدم أمانته على ابنته، والزامه بنفقة شهرية لها وللزوجة تكفي لمعيشتهما عيشة محترمة.