يحدث في مصر الآن

يوسف القعيد يكتب: قادة مصر والأردن وفرنسا وفلسطين

يوسف القعيد
يوسف القعيد

إنه حدث فريد أن يُنشر مقال فى صحفٍ مصرية وعربية وفرنسية وأمريكية. هذا التجمع العالمى يطالب العدو الإسرائيلى بوقف إطلاق النار فورًا فى غزة. صحيح أن مصر لها موقف يختلف عن الآخرين.

فمنذ بداية المحنة ومعبر رفح تنطلق منه سيارات مُحمَّلة بما يحتاجه الفلسطينيون. أيضًا فالمعبر يستقبل فلسطينيين أُصيبوا فى العمليات العدوانية وجاءوا إلى مصر لطلب العلاج.
الدول التى وقفت مع فلسطين: مصر وفرنسا والأردن مصممون على مواصلة تكثيف الجهود لتلبية الاحتياجات الإنسانية والطبية والصحية للسكان المدنيين فى غزة بالتنسيق مع الأمم المتحدة والفلسطينى البطل. وأكدوا تصميمهم على تكثيف جهودهم المشتركة لتنفيذ حل الدولتين بشكل فعَّال باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام حقيقى.

طبعًا لا يمكن مقارنة ما فعلته مصر بما قام به الآخرون. ففى كل لحظةٍ تمر يستقبل ميناء رفح البرى مئات من الفلسطينيين الذين فى أمس الحاجة للعلاج. ومؤخرًا تم إدخال 247 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية متنوعة لأشقائنا الفلسطينيين فى قطاع غزة الذين يتعرضون لعدوانٍ لم يسبق له مثيل من قبل من العدو الإسرائيلى.

كل هذا يجرى فى حين أن المسئولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين يُعلنون فقط تأجيل الهجوم الذى هددت به إسرائيل على رفح. ويحضرون جلسات محادثات وقف إطلاق النار فى القاهرة وكأنه إجراء روتينى يقومون به. فخططهم مستمرة رغم المظاهرات التى نشاهدها يقوم بها المئات من الإسرائيليين يطالبون نتانياهو بوقف الحرب.

وإن كانوا يدركون قبل المظاهرات وبعدها أن نتانياهو راضٍ بمواصلة الحرب بكثافة. وإن كان يتم ذلك بقدرٍ من الهدوء لإطالة أمد الصراع لأن هذا هو الضمان الأساسى لاستمرار نتانياهو فى السلطة.

هل يُعقل أن الاحتلال الإسرائيلى يستخدم الطعام كسلاح ضد المدنيين؟ والدنيا كلها تعرف أنها جريمة حرب. وهل من المقبول القصف المتكرر لمعبر رفح لتعطيل وتقييد دخول المساعدات وأن تستقبل مصر المصابين الفلسطينيين للعلاج فى مستشفياتها؟

أليس غريبًا هذا الصمت الذى تتعامل به أوروبا وأمريكا مع ما يجرى فى فلسطين؟ فها هو العدو الإسرائيلى يُجبر الفلسطينيين على ترك منازلهم والتوجه من الشمال إلى الجنوب وهى عملية بالغة الخطورة أدت لاستشهاد عدد كبير جدًا من الفلسطينيين. بل إن المصابين يواجهون صعوبات لا نهاية لها عندما يقررون التوجه إلى مصر لتلقى العلاج.

إن السؤال أمام هذه الشهادات الحية: أين القانون الدولى؟ وأين الأمم المتحدة؟ وأين الغرب من هذا التواطؤ الغريب تحت سمع وبصر الدنيا كلها؟ فها هو العدو الإسرائيلى يُجبر سكان غزة على التكدس على الحدود المصرية فى جنوب غزة ويُدمر المنازل ويُزيل مناطق بأكملها بهدف تهجير الفلسطينيين.

أين ضمير العالم إذن؟!