فى الصميم

رفح.. والجنون الإسرائيلى!

جلال عارف
جلال عارف

العالم كله سئم من الهوس الإسرائيلى.. حتى أقرب حلفاء الكيان الصهيونى لم يعودوا قادرين على تحمل التكاليف الفادحة لدعمهم مذابح إسرائيل وجرائمها النازية. الإيقاف الفورى لحرب الإبادة التى تشنها إسرائيل فى غزة هو مطلب شعوب العالم كلها. الجهود تتواصل من أجل «هدنة» تفتح الباب لوقف إطلاق النار بصورة نهائية والتغلب على كل العقبات التى مازالت تعرقل الاتفاق.

ووسط هذا كله، يعود الهوس الصهيونى فى التحرك، ويطلق «نتنياهو» آخر تصريحاته الحمقاء مهدداً مرة أخرى باقتحام «رفح» ومؤكداً أن موعد الاقتحام قد تحدد «!!» وتسارع واشنطون إلى إعلان أنه لم يكن هناك أى تشاور معها حول ما أعلنه «نتنياهو» مؤكدة أنها مازالت تعارض أى «عملية عسكرية كبيرة» فى رفح مع وجود أكثر من نصف سكان قطاع غزة فى المدينة.

فى نفس اليوم كان الرئيسان ماكرون والسيسى والملك الأردنى عبد الله ينشرون مقالاً مشتركاً فى الصحف الفرنسية حول الحرب فى غزة. وكان المقال يحمل دعوة حاسمة لإنهاء الحرب ووقف القتال وعودة الأسرى والرهائن.

وكان الموقف واضحاً فى رفض اقتحام «رفح» الذى سيؤدى حتماً إلى كارثة إنسانية، كما سيؤدى إلى تصعيد خطير وتوسيع للحرب وتهديد لاستقرار المنطقة كلها.. ولاشك أن موقف فرنسا هنا يعبر عن موقف معظم حكومات أوروبا التى تدرك الآن أكثر من أى وقت مضى طبيعة الكيان الصهيونى العدوانية والعنصرية، والتى تعرف حجم الخطر من التصعيد الإسرائيلى المستمر الذى لن تكون أوروبا بعيدة عن آثاره.

قد يكون تهديد نتنياهو الجديد بهدف قطع الطريق على محاولات التهدئة، وقد يكون لطمأنة حلفائه «بن غفير وسيرتريتش».. لكن الخطر حقيقى فى كل الأحوال مادام الموقف الأمريكى مازال يركز على الجوانب الإنسانية، ولا يريد ـ حتى الآن ـ الالتزام بإنهاء حرب الإبادة بصورة فورية ونهائية وإلزام إسرائيل بذلك.