شد وجذب

توطين الصناعة ورؤية الصناع

وليد عبد العزيز
وليد عبد العزيز

نتحدث عن توطين الصناعة داخل السوق المصرى ونتحدث ايضا عن كيفية إحلال المنتج المحلى ليكون بديلا للمستورد.. تجارب الدول الصناعية الأقرب إلى أوضاعنا مثل كوريا الجنوبية وماليزيا وإندونيسيا وغيرها من الدول النامية وضعت خططا قصيرة ومتوسطة الأمد وبدأت فى تحسين جودة المنتجات المحلية وبعد ذلك قررت ادخال منتجات جديدة للأسواق بفكر يضمن المساهمة الأكبر فى نسبة المكون النهائى للمنتج .. هذه الدول قدمت حوافز غير مسبوقة للمستثمرين والصناع لتشجيعهم على التواجد داخل الأسواق وساعدت المنتجين على فتح الأسواق الخارجية لتضمن استمرارية الانتاج وتحقيق عائد جيد يضمن تحقيق الربحية للمستثمر مع مراعاة متطلبات المستهلك سواء من حيث جودة المنتج أو السعر .. د مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء قام بزيارة مؤخراً لبعض مصانع مدينة العاشر من رمضان ومعظمها تنتج سلعا كهربائية وبعث برسائل طمأنة إلى الصناع مضمونها أن الدولة تساند الصناعة ومستعدة لتقديم حوافز إضافية لتشجيع توطين الصناعة داخل السوق .. نعم هناك منتجات جديدة تظهر فى الأسواق بعلامات تجارية مشهورة ولكن هناك ايضا نسبة واردات عالية جدا فى العديد من السلع الاستهلاكية وجميعها مستوردة .. مثال على ذلك إطارات السيارات داخل السوق المحلى كلها مستوردة تقريبا وقطع الغيار لجميع أو لمعظم الأدوات

الهندسية والكهربائية وأشياء كثيرة نتمنى أن يكون المنتج الوطنى بديلا لها ..بطاريات السيارات تجد أنواعا كثيرة جدا إلا المنتج المصرى رغم أننا كنا نغطى احتياجات الأسواق المحيطة بالمنتج الوطنى لسنوات طويلة .. توطين الصناعة لا يحتاج إلى الكلام ولكنه يحتاج إلى خطط مدروسة وواضحة مع وضع خريطة متكاملة يتم عرضها على المستثمرين لان هناك منتجات تحتاج لأكثر من مصنع لتغطى الاحتياجات المحلية أولا قبل ان نفكر فى تصديرها .. اهتمام الحكومة بالصناعة والتأكيد على ان القطاع الخاص هو الشريك الأساسى للدولة فى عملية التنمية يجب أن يكون بداية حقيقية لعودة الصناعة المصرية إلى مكانتها الطبيعية خاصة أن الأزمات أثبتت أن المنتج المحلى هو السند الحقيقى للدولة وأن من يتحكمون فى الأسعار يستغلون المواقف ويصلون بالاسعار إلى الأرقام الجنونية .. الصناعة مفتاح الاستقرار الاقتصادى .. ورفع الضغوط عن الصانع تجعله يعمل بكل جدية لأن مناخ العمل يساعد على زيادة الإنتاج وزيادة الاستثمارات أيضا .. أعتقد أنه حان الوقت لإعادة دوران عجلة الإنتاج فى المصانع المتوقفة عن العمل لأنها ستمثل طاقة إنتاجية إضافية للصناعة المصرية ..المصانع المتوقفة سواء لتعثرات مالية أو فنية أو لأى سبب يجب أن تكون هناك حلول من الحكومة لعودتها للخدمة لنضمن توطين حقيقى للصناعة .. وتحيا مصر