أصل الحكاية | زكاة الفطر: فريضة إسلامية لرعاية الفقراء

صورة موضوعية
صورة موضوعية

زكاة الفطر تعتبر من الفرائض الإسلامية الهامة التي يجب على المسلمين إقامتها خلال شهر رمضان المبارك. فهي تمثل تطهيرًا للصائمين من الأخطاء والأوساخ الصغيرة التي قد تكون قد وقعت خلال صيامهم، كما تعتبر مساعدة للمحتاجين والفقراء ليتمكنوا من الاحتفال بعيد الفطر بكرامة وفرحة.

كما تأتي "زكاة الفطر" كتعبير عن الرحمة والتضامن الاجتماعي، ويتم تحديد مقدار "زكاة الفطر" بناءً على مقدار من المواد الغذائية الأساسية المعتادة في المنطقة، كما أكده د. حسين عبد البصير عالم الآثار المصرية ومدير متحف الآثار مكتبة الإسكندرية . 

- زكاة الفطر فريضة دينية :

أضاف عبد البصير ، أن زكاة الفطر تعد فريضة دينية تقدم في نهاية شهر رمضان المبارك، وهي مفروضة على كل مسلم يمتلك ما يكفي للعيش عند طلوع شمس يوم عيد الفطر، تتمثل زكاة الفطر في إعطاء مقدار من المال أو الطعام للفقراء والمحتاجين، وتهدف إلى تنقية الصيام من الأخطاء والزلات، وإطعام المحتاجين في العيد.

تُعد زكاة الفطر فريضة واجبة على كل مسلم قادر على دفعها، وهي واجبة على الشخص نفسه وعلى مَن يعوله من الأسرة، تعد زكاة الفطر واحدة من شروط قبول الصيام، ويعد إهمالها إثمًا بحسب الفقه الإسلامي.

وأشار عبد البصير الي أن زكاة الفطر تهدف إلى توفير وجبة غذائية للفقراء والمحتاجين، وتقديم الدعم المالي لمن هم في حاجة إلى المساعدة في نهاية شهر رمضان. كما تعد زكاة الفطر أيضًا وسيلة لتطهير الروح وتطهير الصيام من الأخطاء والسيئات التي قد تكون قد ارتكبت خلال شهر رمضان.

يحدد مقدار زكاة الفطر بناءً على قيمة مواد غذائية معينة، مثل القمح أو الشعير أو التمر أو الأرز، ويعتمد ذلك على العادات والتقاليد في كل بلد. وعادةً ما يُحسب مقدار زكاة الفطر بواحدة من هذه المواد لكل فرد يُعول في الأسرة.

توزع زكاة الفطر عادة قبل صلاة العيد المبارك بيومين أو ثلاثة، ويتم توزيعها على الفقراء والمحتاجين في المجتمع المحلي، يتم توزيعها بشكل عادة في صورة طعام، ولكن يمكن أيضًا تحويلها إلى قيمة نقدية لتلبية احتياجات الفقراء.

تُعد زكاة الفطر فرصة طيبة لتعزيز التضامن والتكافل الاجتماعي في المجتمعات الإسلامية وغيرها، توفر زكاة الفطر فرصة لتقديم المساعدة المالية أو الغذائية للفقراء والمحتاجين في المجتمع، يعزز هذا التضامن بين أفراد المجتمع ويخفف من حدة الفقر والحاجة، ومن خلال زكاة الفطر، يشارك الأفراد ذوو الدخل الجيد في توزيع الثروة بشكل عادل، حيث يتبرعون بجزء من ثروتهم للمحتاجين والفقراء. 

وعندما يشارك الأفراد في تقديم زكاة الفطر، يُشعر الفقراء والمحتاجون بدعم المجتمع واهتمامه بأوضاعهم، يعزز هذا الروابط الاجتماعية ويقوي العلاقات بين أفراد المجتمع. 

وتشجع زكاة الفطر على الكرم والعطاء، حيث يتبرع الأفراد بجزء من أموالهم دون أي مقابل مادي مقابل الله ولإعانة الفقراء والمحتاجين، وتسهم زكاة الفطر في زيادة الوعي الاجتماعي بين أفراد المجتمع بشأن مشكلة الفقر والحاجة، وتشجع على التفكير في سبل مساعدة الأشخاص الذين يعيشون في الفقر والحاجة، وبهذه الطرق، تُعد زكاة الفطر فرصة مهمة لتعزيز التضامن وبناء مجتمعات أكثر عدالة وتكافلًا اجتماعيًا.