فى الصميم

الغضب وحده لا يكفى..!

جلال عارف
جلال عارف

أخيراً غضبوا!!.. المذبحة هذه المرة لا يمكن تجاهلها. قصفت إسرائيل سيارات المنظمة العالمية (المطبخ الدولى) التى تتحمل عبئاً كبيراً فى توفير المساعدات الإنسانية فى غزة. قتلت سبعة من العاملين المتطوعين من بريطانيا وبولندا واستراليا وأمريكا إلى جانب الفلسطينيين.

أعلنت هذه الدول غضبها من الجريمة البشعة. الرئيس الأمريكى كانت لهجته هى الأكثر تشدداً فى إعلان الغضب، ومع ذلك ظل الحديث فى نطاق "تقصير إسرائيل" فى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات!!

كل الحقائق تقول إن الأمر أكبر وأخطر من "التقصير"، إسرائيل قتلت العاملين فى المنظمة الدولية بدم بارد. سياراتهم كانت تحمل العلامات المميزة بوضوح، والتنسيق بشأن تحركهم كان كاملاً مع الجيش الإسرائيلى. والجريمة ليست أكثر من امتداد لجرائم مستمرة استهدفت كل المنظمات الدولية التى تعمل فى الإغاثة وقتلت المئات من العاملين فيها، لينضموا لعشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين الفلسطينيين ضحايا المجازر المستمرة منذ ٦ شهور!!

الغضب مشروع وضرورى من المجزرة الأخيرة، لكنه لا يكفى. ليس مقبولاً أن يستمر "الغاضبون" فى الوقوف أمام شعوبهم وأمام الرأى العام الدولى، وأن يتجاهلوا القوانين الدولية ويستمروا فى إرسال السلاح لإسرائيل، وليس مقبولاً أن يستمروا فى اتباع "المعايير المزدوجة" لحماية إسرائيل وعدم محاسبتها على جرائم الحرب التى ترتكبها يومياً. وليس مقبولاً أن يتهربوا من مسئولياتهم عن استمرار الحرب وعن "العمى السياسى" المقصود حتى "لا يروا" فى كل ما تفعله إسرائيل حرب إبادة لشعب بأكمله!!

السؤال الحقيقى الذى يفرض نفسه على الجميع وأولهم "الغاضبون الجدد" هو: ألم يحن الوقت لفرض العقوبات الرادعة على دولة الإرهاب الإسرائيلى وفتح الباب أمام المحاكمة الدولية العادلة لمجرمى الحرب الإسرائيليين؟!

وحدها العقوبات التى تتضمن وقف الدعم السياسى والاقتصادى والعسكرى، ومنع تصدير السلاح لإسرائيل ومنع التعامل معها فى كل المجالات، هى التى توقف الإرهاب الإسرائيلى وتنقذ العالم من جرائمه، والغضب وحده لا يكفى!!