من الآخر

المشاكل الدفاعية.. و«جاباسكى»

د.أسامة أبوزيد
د.أسامة أبوزيد

التنظيم الرائع الذى خرجت به النسخة الأولى من كأس العاصمة ساهم بشكل كبير جدًا أن تبقى هذه البطولة ثابتة فى أرض الكنانة كما هو مخطط لها على مدار الأعوام القادمة وكذلك تحقيق الانتشار الواسع لها وتثبيت قواعدها ضمن الأجندة الدولية لسلسلة فيفا، وكان سيبقى جميلا أن نفوز بلقب البطولة التى صنعت فى مصر لو فزنا على كرواتيا فى النهائى ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى سفينة حسام حسن ورفاقه.

أمر طبيعى فى عالم كرة القدم أن نخسر من كرواتيا ليس فقط لأنه مدجج بالنجوم العالميين ولا لتصنيفه فى فيفا أو سابق فوزه بمراكز متقدمة فى المونديال ولكن لأن منتخبنا يمر بمرحلة تجديد دماء وشكل ومضمون مع جهاز فنى جديد ما زال يحاول أن يضع يده على مواطن القوة والضعف فى صفوفه لإحداث تغييرا جذرى فى المستقبل يمكن الفراعنة من استعادة الهيبة القارية والانطلاق نحو العالمية.

المشاكل الدفاعية التى ظهرت فى المنتخب خاصة أمام كرواتيا والتى تسببت فى وصول أى مهاجم لمرمى أبوجبل من أقصر الطرق يجب أن يتم علاجها على الفور لأن الواضح أننا نعانى من أزمة كبيرة فى الانسجام والتحرك والوقوف ومقابلة المنافس والتمركز داخل منطقة الجزاء وهذا الأمر حدث أيضًا فى بطولة الأمم بكوت ديفوار مع الخواجة فيتوريا واستمراره يعنى أننا لم نأت بجديد.

بدون شك أن مهمة العميد وجهازه المعاون شاقة وصعبة وعليه أن يتدارك الأمور بسرعة وأن يبحث وينقب عن وجوه جديدة تستطيع إعادة الانضباط والشكل المطلوب لمنتخبنا..وبلا شك أن غياب المدافع القوى محمود حمدى الونش من الأسباب التى أدت الى هذا الترهل الدفاعى وأحدثت دربكة فى الخط الخلفى للفراعنة خاصة أنه سواء لعب مع حجازى أو عبدالمنعم يكون الشكل أفضل وكانوا من أسباب ظهور الفراعنة بشكل متميز ايام كيروش.

عودة الجماهير من أهم إيجابيات تنظيم مصر لكأس العاصمة خاصة أن وجودها فى المدرجات بهذا الشكل الرائع وتشجيعها لمنتخبنا أعطى صورة جملية عن مصر الجديدة، والمؤكد أن وجود اسم حسام حسن يزيد من الشعبية، وبالتالى عادت الجماهير لترى ماذا سيفعل العميد لإعادة الانضباط الفنى للفراعنة خاصة أن غياب الجماهير أيام تواجد البرتغالى فيتوريا كان لغزا محيرا يبحث عن إجابة.

المباريات الودية القوية ستجعل الرؤية واضحة أمام الجهاز الفنى للمنتخب قبل الدخول فى معمعة مباريات تصفيات أفريقيا المؤهلة للمونديال التى لا بديل فيها عن الفوز لأنها مباريات خادعة وطموح جميع المنتخبات المشاركة بها الوصول الى العرس العالمى بعد تطور الكرة فى بلدان افريقيا صغيرة بشكل رهيب لم نكن نسمع عنها قبل بضع سنوات لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة ولكن الآن تغير الوضع وأصبحت الأسماك الكروية الصغيرة تلتهم بسهولة القروش والحيتان وهو ما شاهدناه فى أمم الأفيال الأخيرة والعبرة بالعطاء والجهد المبذول فى الملعب وليس للتاريخ والأسماء الرنانة فى عالم الساحرة المستديرة.

ننتظر منتخبًا يعيد الهيبة للكرة المصرية ويحقق الطموح والفرحة للجماهير وهذا حق طبيعى ومشروع للمصريين.

عندما شاهدنا «جاباسكى» حارس مرمى المنتخب والأهداف التى دخلت مرماه الجميع تذكر على الفور محمد الشناوى الغائب للإصابة لأنه بالفعل الحارس الأول فى مصر، لم يكن غريبًا أن يمنح حسام حسن الفرصة لمحمد أبوجبل لحراسة عرين الفراعنة لأنه الأكثر خبرة بين الموجودين فى المباريات الدولية ولكن جاباسكى الذى شاهدناه ليس هو ذلك الحارس العملاق الذى قادنا لنهائى أمم أفريقيا 2021 خاصة تصديه الرائع لركلات الجزاء والمؤكد أنه افتقد كثيرًا برحيله عن الزمالك أو عدم اللعب للاهلى الذى فاوضه فى الفترة الأخيرة لأن الضغوط الجماهيرية وجودة اللاعبين فى التمرين ليست كما هى الحال عليه فى البنك الأهلى.

مستقبل حراسة مرمى الفراعنة موجود فى حسابات العميد والدليل اختيار مصطفى شوبير حارس الأهلى القوى والواعد ولكنه مازال يحتاج لمزيدا من الخبرات والإحتكاك وهذا سيأتى قريبًا إذا ما واصل العطاء مع فريقه الأهلى فى المعترك الأفريقى ليكون امتدادا لحراس مرمى مصر الكبار من إنتاج القطبين أمثال ثابت البطل واكرامى وشوبير ونادر السيد وعصام الحضرى ومحمد الشناوى.

تعبنا من «اللت والعجن» فى قصة ابتعاد النجم العالمى محمد صلاح عن المنتخب ومحاولة النفخ فى نيران الخلاف بينه وبين حسام حسن.. المؤكد أن هذه القصة « البايخة» يجب أن تنتهى سريعًا ويعرف كلاهما «مو والعميد» أن اللاعب لاعب والمدرب مدرب وأن التعامل مع نجم بحجم وقيمة محمد صلاح العالمية يجب أن يكون مختلفًا و«التنبيط» والتجاهل ليس حلًا لأن الخاسر الوحيد فى هذا الأزمة هو المنتخب نفسه.

ليس عيبًا أن يجتمع مجلس الزمالك مع جوميز مرة وإثنين وثلاثة للتأكيد عليه أن الجماهير لن ترضى عن الفوز بالكونفيدرالية بديلًا وهذا لن يحدث إلا بعبور محطة فيوتشر الصعبة لأنه فريق قوى ويضم لاعبين متميزين وتقوده إدارة محترفة برئاسة د.وليد دعبس.

هناك صفقات كثيرة أبرمها المجلس لم تظهر حتى الآن لأنها لم تقنع الخواجة جوميز بقدراتها وهذا إن دل فيدل على أن اللجنة التى اختارت العناصر بحثت عن الكم وليس الكيف والجودة وهذا هو الفارق بين ما يحدث فى الأهلى حيث يتواجد الخطيب ومحسن صالح وزكريا ناصف وبالتالى كان الناتج مروان عطية وإمام عاشور اللذين أعادا لوسط الأهلى قوته وبريقه، وهذا لا يعنى أن أحمد سليمان وحسين السيد ومن يعاونهما من المجلس لا يعرفان طرق الاختيار السليم ولكن التدقيق والبحث عن صفقات تحدث الفارق هو الفيصل فى النهاية بدلًا من الاستعجال ومحاولة إرضاء الجماهير والسلام.