من وحي فنون الحضارة الإسلامية| «رمضانيات».. لوحات تستلهم جماليات الشهر المُبارك

إحدى اللوحات
إحدى اللوحات

■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب

أجواء رمضان فى مصر لها دلالاتها المليئة بروح التراث وتجلياته، من ثم تكون لها انعكاسات بارزة على نتاج الفنان، إذ تمثّل مصدرًا لعطائه ومخزونه البصري، ولذلك تعددت المعارض التى تتناول مظاهر فرحة رمضان، ومشاهد يومية من أجواء الشهر الكريم.

يحفل شهر رمضان بالعديد من معارض الفن التشكيلي، حيث شارك 50 فناناً في المزج بين جماليات الفن الإسلامي والتراث الشعبي المصري في أكثر من 150 عملاً ضمن معرض بعنوان «رمضانيات» في جاليري «دروب» بوسط القاهرة، المستمر حتى 7 أبريل.

تناولت اللوحات موضوعات متنوّعة، تدل على تفاعل الفنانين مع الأجواء الروحية التي يتميز بها رمضان بمظاهره الراسخة في وجدانهم.

واللوحات المشاركة في المعرض غنية بالروحانيات والطقوس الرمضانية المعبرة عن الأجواء المميزة للشهر الكريم، وحاول الفنانون التعبير عنها بشكل مميز ومختلف في كل لوحة عن الأخرى، فحاول كل فنان التعبير عن تأثره بأجواء رمضان في مصر التي لا مثيل لها، فجاءت الأعمال تجسيداً فنياً مستلهماً من جماليات الحضارة الإسلامية والنصوص القرآنية، فتظهر اللوحات، الرموز والمفردات اللونية، مثل المآذن والمساجد والأسواق الشعبية والزخارف الإسلامية، والشعائر الدينية والصوفية، فضلاً عن أعمال الخطّ العربي التي تقيم حواراً بين ثنائية المادة والروح.

تتميز لوحات الخطّ العربي بأشكال معاصرة تشمل الأنماط الهندسية التجريدية والزخرفية التي تحاكي أجواء الشهر بأنساق جمالية مختلفة، للفنانين صلاح عبدالخالق، وجمال محمود، وحسن حسوبة، وعلي حسن، وعبده الجمال، ومحمد حسن.

وجاءت مشاركة الفنان عبدالفتاح البدري بلوحات تجسد مشاهد لأبناء الجنوب في أسوان والنوبة، حيث فنون التحطيب وطقوس الأفراح والموالد، ويغلب عليها التلخيص الأقرب إلى «المدرسة التجريدية»، فتخاطب الأشكال والتكوينات الهادئة غير المزدحمة بالتفاصيل والرموز المتلقي البسيط أو غير المتخصص.

ويشارك الفنان إبراهيم البريدي بـ5 أعمال تدور حول الطفولة في رمضان من خلال مشاهد اللعب، وتزيين الشوارع، وبائع الكنافة، وفرحة الصغار بالشهر الفضيل، تتسم اللوحات بالروح الشعبية لمصر الجميلة، وتعكس صوراً من أجواء رمضان ولياليه.