نبض السطور

فتنة الحشاشين!!

خـالد مـيرى
خـالد مـيرى

عندما أصيبت كتائب الإخوان بلوثة الكترونية.. فانطلقوا من كل صوب لمهاجمة مسلسل -الحشاشين- كتبوا بأيديهم شهادة نجاح جديدة للدراما الأهم والأضخم انتاجًا فى  السنوات الأخيرة..


مع الشركة المتحدة.. نعيش شهر الفرحة.. وليمة درامية متكاملة من الأعمال التاريخية إلى عتبات بهجة نجم النجوم يحيى الفخرانى من كوميديا الكبير قوى أحمد مكى وبابا جه أكرم حسنى وفراولة نيللى كريم للأعمال الاجتماعية وامبراطورية ميم لخالد النبوى.. ومن الشباب المتألق فى مسار إجبارى للنجوم اللامعة فى بيت الرفاعى وحق عرب ومحارب والأعمال الرائعة.. ومن الإنتاج الدرامى للبرامج الدينية الناجحة وبرامج الأطفال والحوار.. خريطة تليفزيونية متكاملة.. وقصة نجاح متجددة.


الحشاشين أعاد إحياء دراما التاريخ التى تنير العقول وتفتح أبواب البحث والقراءة.. أبدع الصديق عبدالرحيم كمال فى الكتابة كعادته.. ومباراة التمثيل فى القمة بقيادة اللامع كريم عبدالعزيز.. حدثنى عن عبقرية الموسيقى التصويرية وحركة الكاميرا والمناظر الطبيعية والملابس.. بيتر ميمى مخرج رائع قدم أفضل ما لديه.. وجاء اختيار اللغة العامية ضربة معلم لإزالة الحواجز بين الجمهور والتاريخ.


جماعة الحشاشين ليست أول جماعة مارقة تمارس كل جرائمها تحت شعار الدين البريء منهم.. لكنها الأشهر فى تاريخنا الإسلامى لأنها كشفت عن الوجه القبيح لعمليات الاغتيال المنظمة وللعمليات الانتحارية.. مهدت الطريق لإضعاف الدولة الاسلامية.. حتى جاء جنكيز خان وبعده هولاكو ليقضوا على الخلافة العباسية والدولة السلجوقية ومعهم الحشاشين.


نفهم غضب جماعة الإخوان من -الحشاشين- فهو يكشف للمشاهد أسرار جماعات التجارة بالدين وخطرهم الأكبر على الدول والمجتمعات والبشر.. ألم يمارس الإخوان الاغتيالات السياسية.. ألم يتلقوا الأموال من كل من يدفع.. ألم يوزعوا اتهامات الكفر على كل من هو خارج عن جماعتهم.. الحشاشين والإخوان يدعون زورا الانتساب للإسلام.. ويستحلون الدم والمال والعرض فى سبيل تحقيق أهداف الجماعة.. تاجروا بالدين لتحقيق أهداف سياسية للحكم والسيطرة.
روعة العمل التاريخى أنه يدفعنا للبحث والتفكير.. صحيح أن التتار أحرقوا كتب الحشاشين مع قلعة ألموت.. ولكن سيرتهم ومسيرتهم كجماعة اغتيالات سياسية مازالت حية فى كتابات كثيرة.. جماعة أثارت الرعب بالاغتيالات وأضعفت الدول الإسلامية.. فكأنها كانت تمهد الطريق ليأتى التتار ويبيدوا الجميع.
ليس غريبا أن يحاول بعض المستشرقين الادعاء أن الحشاشين جماعة ثورية.. فكأنه الأمس القريب عندما احتضنت المخابرات الإنجليزية إنشاء جماعة الإخوان وتقديمها لنا تحت نفس شعار الثورية.
شكرا لعقول الشركة المتحدة اللامعة.. شكراً على وليمة درامية متكاملة الإبداع وعمل تاريخى كامل الأوصاف.. هذه قوتنا الناعمة تستعيد بريق الماس، تدخل بيوت كل العرب من المحيط للخليج.. وتصل للمصريين والعرب فى أمريكا وأوروبا وآسيا.. أعمال فنية تضيف للوعى وترفع درجة الانتماء وتدفع العقل للتفكير وتنشر الابتسامة وتجمع الأسرة.
   
 شكراً لكل مصرى
الفكرة مبدعة.. صور حية قدمتها الشركة المتحدة من المشروعات القومية الكبرى.. وكأنها قطعة الأحجية التى يكتمل بها البنيان الدرامى وتكتمل بها الرسالة.
 تنقل بعينيك بين كل المسلسلات والإعلانات وبرامج رمضان.. كل نجوم وشيوخ وشباب الفن المصرى شاركوا.. الكل حصل على فرصة كاملة للعمل والإبداع..
 ودعنا أيام الرحمة.. ونعيش أيام المغفرة.. ونتحرق شوقا للعشر الأواخر وليلة القدر.. فاللهم اعتق رقابنا من النار.