بسبب بلاغات عائلتها.. محاكمة الأم الأرستقراطية بتهمة بيع أطفالها فى السوق السوداء ببريطانيا

مثول كونستانس مارتن امام القاضي
مثول كونستانس مارتن امام القاضي

 محاكمة من نوع خاص، سيدة يصفها الاعلام البريطاني بالأم الارستقراطية التي تحمل خبايا واسرارًا عديدة دفعتها لتصبح متهمة أو بطلة لسلسلة محاكمات اقرب إلى المسلسلات الدرامية التي تكشف حقيقتها جلسة وراء الاخرى في قضية مثيرة يتابعها الرأى العام باهتمام.

مثلت المتهمة كونستانس مارتن (36 عامًا) وصديقها مارك جوردون (49 عاما) أمام محكمة اولد بيلي البريطانية؛ بتهمة قتل طفلتهما الخامسة، وهنا انكشفت المزيد من الاسرار حين طرحت هيئة المحكمة العديد من التساؤلات حول الابناء الاربعة السابقين للزوجين، سرعان ما ادعت المتهمة مارتن بتعرضها للظلم الكبير؛ لتشير إلى سرقة أبنائها الاربعة من قبل الأخصائيين الاجتماعيين وإبعادهم عنها لإيداعهم في مراكز رعاية الاطفال الاجتماعية، وزعمت أن عائلتها اتهمتها بإنجاب أطفال لبيعهم في السوق السوداء، وأخبروا هيئة المحلفين أنها وصديقها خططا لتهريب ابنتهما الرضيعة إلى الخارج وهربا في يناير الماضي عن الانظار لمنع الخدمات الاجتماعية من أخذ ابنتهما الخامسة بعيدا؛ حيث عارضت عائلتها علاقتها واستأجرت والدتها وشقيقها محققين خاصين لمراقبة كونستانس وصديقها بسبب شكوكهما في افكارهما ونواياهما.

احداث سابقة

تناولت المحكمة تفاصيل القضايا السابقة التي قادت الزوجين إلى جريمة القتل الأخيرة؛ حيث اكد المدعون أن الطفلة الرضيعة ماتت بسبب شدة البرودة التي تعرضت لها عدة اسابيع بسبب تخييم والديها في اماكن شديدة القسوة والبرودة هربا من عائلة الام، وحين فوجئ الزوجان بوفاة ابنتهما قاما بإخفائها في حقيبة خوفا من محاكمتهما، انكشفت تفاصيل التحقيقات؛ ليكتشف اعضاء هيئة المحلفين تاريخ الام المتهمة حين تم استدعاء الشرطة عندما ذهب الزوجان إلى المستشفى لإنجاب طفلهما الأول في عام 2017، وفي المستشفى تحدثت مارتن بلكنة أيرلندية مزيفة، وادعت انها في زيارة مؤقتة إلى بريطانيا وليست من سكانها وليس لديها ارقام هواتف للاتصال بهما، تنكر الزوجان بأسماء مستعارة، وهنا سجلت المستشفى الام كحالة طارئة غير معروف بياناتها؛ حيث لم تحصل الأم على رعاية ما قبل الولادة من هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وأخبرتهم مارتن أنها كانت تعيش في شاحنة صغيرة، هنا اصدر مركز الخدمات الاجتماعية تنبيهًا للمستشفى الوطني بسبب الاشتباه في حاجة الام الى الحماية أو الدعم.

تلقى الزوجان عددا كبيرا من النصائح للتعامل مع طفلهما الاول إلا أنهما اختفيا تماما عن الانظار وأنجبا أربعة أطفال في تتابع سريع، اثار الشبهات نحو الزوجين واخفت الامر عن مركز المتابعة وكشف مركز الخدمات الاجتماعية وقوع حوادث عنف منزلي بناءً على شكوى عائلتها الارستقراطية؛ حيث كان  لديهم الكثير من المال والنفوذ والاتصالات لهم؛ ليمثل الزوجان امام محكمة الاسرة التي قررت ابعاد الاطفال عن والديهما بعد اتهامهما بإنجاب الاطفال السريع لبيعهم في السوق السوداء، واشارت الاسرة إلى إدمانهما المخدرات وتواصلهما مع شبكات بيع الاطفال الرضع باستمرار، وبمجرد تقييم الأدلة، أمر قاضي محكمة الأسرة بسحب رعاية الأطفال الأربعة من والديهم وايداعهم في مراكز رعاية الاطفال الاجتماعية، ومازالت محاكمات الزوجين مستمرة حيث يواجهان أربع جرائم منها القتل غير العمد للطفلة الخامسة فيكتوريا، القسوة على اطفالهما وإخفاء ولادة اطفالهما والتسبب في وفاة الطفلة الاخيرة وإفساد مسار العدالة بإخفاء الجثة.

بيع سريع

آلاف القصص، تتناولها التقارير العالمية؛ لتعرض حالات واقعية حول ضحايا بيع الاطفال في السوق السوداء واشهرها حالة ام قررت بيع طفلها حديث الولادة مقابل 250 جنيه إسترليني واكتشف الجميع ان السبب وراء تلك الواقعة هو عدم قدرة الام على توفير احتياجات أطفالها الثلاثة الآخرين، فقررت شراء الحلويات والملابس لهم بمجرد بيع شقيقتهم الرابعة، وخضعت الام وهى عاملة نظافة روسية الاصل تدعى تشيتشينا، 30 عاما، لتحقيق جنائي بتهمة بيع طفلها حديث الولادة في السوق السوداء، وبالفعل اعترفت الام امام المحققين ببيع طفلهما سريعا بمجرد لقائها بالمشترين وهما زوجان ليس لديهما اطفال، رغبا في شراء الطفل بمجرد ولادته حتى يصبحان كوالديه الحقيقيين، حيث اتفقا على البيع والشراء في الاسابيع الاخيرة قبل ولادة الطفل لامتلاكه بمجرد ولادته، الا انهما تراجعا عن ارسال باقي المبلغ واختفيا دون رد على اتصالات الام لطلب المزيد من الاموال وحين انكشفت القضية خضعت الام للإقامة الجبرية لتتمكن من رعاية أبنائها الثلاثة الأكبر سنا وتواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 15 عامًا بمجرد إدانتهما بموجب قوانين الاتجار بالأطفال في روسيا.

انفصال الاشقاء

تناولت وسائل الاعلام الأمريكية قضية التبني والشراء من السوق السوداء؛ لتكشف انها السر وراء اكتشاف الاشقاء والتوائم بعد مرور عشرات السنين وهو ما تناوله برنامج دكتور اوز من قبل بعد فتح تحقيق حول الاشقاء الذي اتحدوا في اواخر اعمارهم بسبب بيع احدهم بمجرد الولادة، واكدت اغلب تلك الحالات أنهم ضحايا عملية بيع غير مشروعة للأطفال منذ ولادتهم، وتشتهر العديد من المدن الامريكية بتلك التجارة السوداء، ويدير بعض اطباء التوليد التجارة السوداء حيث يخفون المواليد ويقومون ببيعهم دون معرفة الاب والام، وتمر الجريمة بسهولة في حالة التوائم حيث يخفي الاطباء احد الطفلين التوأم ويدعي وفاته ويبيعه دون اخبار الوالدين وهو السبب وراء تكرار حالات عثور التوائم على بعضهم البعض بعد مرور عقود عديدة من انفصالهم دون علم آبائهم.

اقرأ  أيضا : تقرير خطير: 30 مليار يورو سنويًا ينفقها الأوروبيون فى سوق المخدرات

;