قريباً أنتهى من تسجيل القرآن كاملاً بروايتى «حفص» و«ورش»

القارئ ياسر الشرقاوى: أستاذى الشيخ مصطفى إسماعيل ولى اتجاه خاص فى التلاوة

 القارئ ياسر الشرقاوى
القارئ ياسر الشرقاوى

أ. عبدالهادي عباس

يُسميه محبوه «سلطان القراء»، و«خليفة هبة الله»، وفى الاحتفالات يُلحون عليه ليقرأ نوادر الشيخ مصطفى إسماعيل: «قال عفريت من الجن»، «مسلمات مؤمنات»، «ولما ورد ماء مدين»، وغيرها من الآيات التى يحفظها المستمعون عن ظهر قلب؛ إنه القارئ الشاب ياسر الشرقاوى، عضو مجلس نقابة القراء، الذى يشقّ طريقه بقوة فى دولة التلاوة المصرية؛ ويبحث عن اتجاهٍ خاص به، رغم أنه كثيرًا ما يفتخر بأنه قد تخرّج فى مدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل.. وفى هذا الحوار يكشف الشيخ ياسر الشرقاوى عن الكثير من آماله المستقبلية فى خدمة كتاب الله:

كيف اكتشفت موهبتك فى تلاوة القرآن الكريم؟
أحمد الله سبحانه وتعالى أن جعل نشأتى فى بيت يخدم القرآن الكريم، فسيدى الوالد هو عالم القراءات وعلوم القرآن الكريم الذى زرع فينا حُب القرآن الكريم، وسلك بى وبإخوتى الطريق لحفظ القرآن الكريم، فأتممت الحفظ دون الثانية عشرة وتعلق قلبى بالقرآن الكريم وبتلاوته، خاصة مع اكتشاف نعمة الله عز وجل لى بأن وهبنى صوتًا حسنًا منذ الصغر، حيث كنت أقرأ لزملائى بالدراسة أثناء اليوم الدراسى مما جعلنى أبحث عن السماع، خاصة لوالدى الذى كان أيضًا قارئًا للقرآن الكريم.

اقرأ أيضاً| القارئ محمد محمد محمود الطبلاوى: أحلم بالإذاعة.. وأبى اكتشف جمال صوتى بالصدفة

من القارئ الأقرب إلى قلبك والذى تسعى إلى أن تكون مثله؟
هبة الله مولانا الشيخ مصطفى إسماعيل، صاحب ورائد المدرسة الفريدة فى تلاوة وترتيل القرآن الكريم، وأسأل الله دائمًا أن أسير على دربه فى خدمة القرآن الكريم.

اتجاه خاص
ما رأيك فى مسألة تقليد الكبار، ولماذا لا يكون لك اتجاه خاص بك؟
التشبه بالفلاح فلاح، والقراء الكبار هم الذين أسسوا ووضعوا بصمة خاصة لعالم التلاوة، فالمعلوم لدى الجميع أن القرآن قُرئ فى مصر رغم نزوله بمكة المكرمة والمدينة المنورة؛ فتقليد الكبار درب حسن ومحاكاتهم فى التلاوة شيء عظيم؛ ولكن لى اتجاهًا خاصًّا بى يتناسب وطبيعة الصوت الذى وهبنى الله إياه فأخذت منهم القواعد بكثرة سماعى لهم، وقرأت القرآن الكريم بصوتى وبالإحساس الذى يشعر به قلبى، وأتعايش مع جمال وجلال القرآن الكريم.

كيف ترى أداء نقابة القراء فى الفترة الأخيرة، وما الذى ترجوه لها مستقبلًا؟
بصفتى عضوًا بمجلس إدارة نقابة القراء، فإننا نسعى جاهدين للحفاظ على دور النقابة الريادى الذى يتناسب مع قدسية القرآن الكريم ويتحقق بوضعنا أمام أعيننا دائمًا قول الله عز وجلّ: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، لإيماننا الكامل أن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله عزّ وجلّ؛ وأرجو للنقابة مستقبلًا تكثيف البحث عن المتقنين المجيدين لقراءة القرآن الكريم ومعلمى القرآن الكريم، خاصة معلمى علم القراءات الذين عكفوا على أنفسهم ببلادهم وقراهم معلمين للطلاب والتلاميذ والنهوض بحالهم، للحفاظ على قيمة علم القراءات وعلى علمائه المخلصين.

تجربة فريدة
ازدانت المساجد بعودة المقارئ النموذجية.. كيف نتوسع فى هذه التجربة الفريدة؟
حقا إنها تجربة فريدة، وتجلت وزاد دورها مؤخرًا بعد رعاية وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة، ونقيب القراء الشيخ صالح حشاد، وبتوجيهات الرئيس السيسى، وذلك لخدمة كتاب الله عزّ وجلّ، وبالفعل توسعت وازدادت ووصلت إلى كل ربوع مصرنا الحبيبة بين مقرأة مرتلة ومجودة ومقرأة للقراءات كمقرأة الإمام ورش، وفى الطريق للتوسع بباقى الروايات والقراءات الأخرى، وهذا من عظيم خدمة كتاب الله عزّ وجلّ.

إذن هل أنت متفائل بمستقبل مصر فى تلاوة القرآن الكريم؟
نعم، متفائل جدا، خاصة من أصحاب الأصوات الذين يراعون أحكام التجويد والحفاظ على جلال وقدسية القرآن الكريم.

ولكن هناك من يعتقد بوجود منافسين قد يسحبون البساط منا فى الفترة المقبلة؟
ربما، لكن تبقى مصرنا هى صاحبة الريادة فى التلاوة، والتجويد، وخدمة القرآن الكريم، فوجود الأزهر الشريف ومعاهد القراءات يجعلنى أكثر اطمئنانًا وأكثر سعادة ببقاء مصرنا إلى يوم الدين هى الأم فى تعليم القرآن الكريم وخدمته قراءة وكتابة.

كيف يتم استقبال القارئ المصرى فى الدول الأخرى؟
هذا من عظيم فضل الله عزّ وجلّ أن يتم استقبال القارئ المصرى بكل حُب واحترام لقدسية ما يحمل فى صدره من القرآن الكريم، ولقد سافرت إلى العديد من الدول، وكنتُ أرى منهم استقبالًا باهرًا ينشرح له الصدر، وأدرك جيدًا أن هذا هو بفضل الإخلاص فى خدمة كتاب الله عز وجل.