فى الصميم

ماذا ستفعل أمريكا.. بعد صفعة نتنياهو؟!

جلال عارف
جلال عارف

ماذا ستفعل أمريكا بعد أن ألقى نتنياهو بكل تحذيراتها ونصائحها وراء ظهره، وأبلغ وزير الخارجية «بلينكن» بقراره الأخير أنه سيقتحم «رفح» سواء وافقت أمريكا أم لم توافق؟!

فى زيارته الأخيرة للقاهرة تهرب «بلينكن» فى المؤتمر الصحفى من الإجابة عن سؤال عن مثل هذا الاحتمال على أساس أنه سؤال افتراضى(!!) الآن لم يعد الأمر كذلك. واشنطن تعرف من البداية أن نتنياهو لن يوقف الحرب إلا مضطراً، وأن مجلس الحرب كله مع اقتحام «رفح».. وتصريح نتنياهو الأخير يعنى انتهاء مهمة «الوفد رفيع المستوى» الذى اتفق مع بايدن على إرساله للتفاوض حول البدائل عن اقتحام رفح قبل أن تبدأ(!!).

حتى الآن.. تبدو واشنطن أسيرة سياستها المنحازة بلا حدود لإسرائيل والتى جعلتها - فى النهاية - شريكة لها فى حرب الإبادة التى يواجهها شعب فلسطين ويستنكرها العالم كله. وزير الخارجية سامح شكرى قال بوضوح فى المؤتمر الصحفى المشترك مع الوزير بلينكن إن ازدواجية المعايير قادت إلى مخالفة القوانين والقرارات الدولية التى كانت تفرض وقف القتال منذ اللحظة الأولى، ثم التفاوض حول الحلول السياسية. بدلاً من ذلك تورطت الإدارة الأمريكية حتى أصبح قرارها رهينة لدى نتنياهو والعصابة التى تحكم إسرائيل!!.

نتنياهو يلعب مع بايدن لعبة الوقت. ما يهمه هو أن تبقى الحرب مفتوحة وأن تبقى العمليات العسكرية مستمرة حتى لو تأجل اقتحام رفح.

الوقت بالنسبة له هو الأهم، والعكس مع بايدن الذى يزداد موقفه حرجاً مع اقتراب الانتخابات، يرسل لبايدن وفداً لمباحثات لم يعد لها جدوى، ويضع العراقيل أمام مفاوضات الهدنة المؤقتة، ويستعد لمخاطبة الكونجرس فى ضربة جديدة لهيبة بايدن واستعراض لنفوذاللوبى الصهيونى فى موسم الانتخابات.

تبقى المباحثات الأهم التى يجريها وزير الدفاع الإسرائيلى فى واشنطن. حيث قضية «السلاح» هى الحاضر الأكبر، ومطالب إسرائيل تتجاوز احتياجات الحرب فى غزة لتشمل احتياجات حروب أخرى محتملة على جبهات متعددة. وأمريكا - حتى الآن - تكتفى بالنصح والإرشاد بينما تبقى مخازن سلاحها مفتوحة أمام إسرائيل!!

تملك أمريكا كل أوراق الضغط، ولكن.. للشراكة أحكام!!