بدون تردد

الفصائل الفلسطينية

محمد بركات
محمد بركات

أحسب أنه لا خلاف على الأطلاق على صحة القول، بأن الحقيقة المؤكدة، التى يجب على كل أبناء الشعب الفلسطينى إدراكها بوعى كامل، والإيمان بها تحت كل الظروف وفى كل الاحيان والأحوال،...، هى أن قوتهم فى وحدتهم، ووقوفهم جميعًا صفًا واحدًا ويدًا واحدة فى مواجهة الاحتلال، سعيًا للاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وفى المقدمة من هؤلاء الذين يستوجب عليهم إدراك هذه الحقيقة، والالتزام الكامل بها والعمل الجاد والصادق والأمين على الوفاء بها، هم قادة الفصائل وكل أعضاء وكوادر المنظمات المختلفة والمتعددة العاملة فى الأنشطة السياسية والعسكرية، والرافعة لراية المقاومة سواء كانت فى فتح أو حماس أو الجهاد أو غيرها وغيرها.

وفى هذا الإطار أحسب أن الضرورة والواجب يحتمان على هذه الفصائل وتلك المنظمات، أن ترتقى إلى مستوى أمال وتطلعات الشعب الفلسطيني، الذى ضحى ويضحى فى كل يوم فى مواجهة قوى الاحتلال،...، وأن يسعوا بجدية كاملة وبكل الأمانة والصدق لإنهاء خلافاتهم وتوديع انشقاقاتهم.

وأن يسعوا بكل الإخلاص والجدية للوصول معا إلى وحدة الصف والهدف، والعمل الأمين والجاد لتحقيق طموحات الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة، فى التحرر الوطنى وإقامة دولته المستقلة على أرضه المحتلة فى الضفة وغزة وفقًا لحدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس العربية.

وعلى هؤلاء جميعًا مهما تعددت ولاءاتهم وتنوعت انتماءاتهم أو معتقداتهم، الإدراك الواعى بأن ولاءهم جميعا وانتماءهم جميعًا، يجب أن يكون لوطنهم، وتحقيق أهداف شعبهم، الذى لن يغفر لهم هذه الفرقة وذلك الانقسام والتشرذم، إذا لم يستطيعوا السيطرة عليه والخلاص منه.
أقول ذلك وكلى أمل أن تستطيع «فتح» و«حماس»، تجاوز الخلافات المثارة بينهما حاليا، حول طبيعة وشكل المرحلة القادمة فى غزة، وهى الخلافات التى طفحت على السطح خلال اليومين الماضيين، فى بيانات صادرة عن كل جانب تحمل انتقادات حادة للطرف الآخر.
ويبقى سؤال.. ألا يكفى سقوط أكثر من مائة ألف شهيد ومصاب من أبناء الشعب الفلسطينى لوضع حد للخلافات وتوحيد الكلمة بين جميع الفصائل؟!