أمهات الشهداء: «مايغلوش على مصر»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أمهات للأبطال، فقدن فلذات الأكباد فى معارك العزة والشرف، وضحين بأعز وأغلى ما يملكن ليحيا الوطن فى أمن وأمان، إنهن أمهات أبطال الجيش والشرطة، اللواتى أكد عدد منهن فى تصريحات لـ«آخرساعة»، أن فلذات أكبادهن «ما يغلوش على مصر»، وتحدثن عن بعض الذكريات وشكل الاحتفال بعيد الأم من قبل الأبطال قبل استشهادهم، وقدمن الشكر للدولة والقيادة السياسية على الدعم والرعاية والتكريم والحرص على مشاركتهن بمختلف المناسبات.

◄ والدة النقيب محمود أبوالعز: لا طعم للحياة بعد استشهاده

«مفيش احتفال بعيد الأم أو طعم للحياة بعد استشهاد ابنى حبيبى»، بهذه الكلمات تحدثت معنا والدة الشهيد النقيب محمود أبوالعز، وقالت: «ابنى كان يعمل بقسم شرطة مصر القديمة، واستشهد فى مطاردة مجرمين قتلة فى 2013، أثناء عودته من تأمين أحد البنوك على النيل حيث وجد مجموعة بلطجية يقتحمون أحد الأماكن، فطاردهم فأطلقوا عليه النار فاستشهد فى الحال، وهو أصغر أشقائه، والده توفى وهو فى الصف الثانى الابتدائى، وكان محمود محباً لعمله لدرجة أنه دائما يفضل العمل فى الفترة المسائية لملاحقة المجرمين وقطاع الطرق، وكان ينفق أمواله على المحتاجين».

وتضيف: «الحمد لله إن أولادنا سبقونا للجنة وربنا يجمعنا بهم فى الجنة يا رب، ابنى كان بيقول لى تحبى يا ماما أجيب لك إيه فى عيد الأم، وبنت عمه والدها كان توفى وأنا خطبتها له وكان زواجه فى شهر يونيو واستشهد فى شهر مارس قبل زفافه بـ3 أشهر، ووالده كان من مصابى حرب أكتوبر، والحمد لله كرمنى الرئيس عبدالفتاح السيسى فى احتفالية الأم المثالية».

◄ والدة النقيب محمد أنور: واحشنى وفرحانة إنه شهيد

بصوت منخفض، ودموع ممزوجة بالألم تقول والدة الشهيد النقيب محمد أنور جمعة: «ابنى استشهد أثناء سير إحدى المأموريات الأمنية بطريق (الحسنة - صدر حيطان) بشمال سيناء، بعد انفجار عبوة ناسفة على جانب الطريق». وتابعت: «ابنى واحشنى، هو سر فرحتى وسعادتى، وماكنش بيفوت عيد الأم بدون ما يقدم لى هدية، اليوم دا بستناه من السنة للسنة، لأنه كان يسيب أى حاجة تانية ويجى يقضى اليوم معايا».

وأضافت: «ربنا يصبرنى على فراقه، أنا عشان ربنا كرمه واختاره شهيد، ومايغلاش على مصر، ومش هنسى يوم لما الرئيس السيسى، كرمنى لأنى والدة شهيد، رغم أن التكريم المفروض لابنى لكن حسيت التكريم عشانى، عمرى ما هنسى تحرك الرئيس تجاهى لما شافنى ماشية على العكاز، وأخد بإيدى للمنصة وساعدنى فى الصعود».

◄ والدة الشهيد محمد سمير: اشترى «بدلة الفرح» والملائكة زفته للجنة

تقول والدة الشهيد الرائد محمد سمير، البطل كان من أصغر شهداء الشرطة فى فض اعتصام رابعة العدوية المسلح وكان ضابط العمليات الخاصة، حيث التحق بكلية الشرطة عام 2006، وتخرج عام 2010، وكان يتمتع بمواصفات خاصة جعلته يلتحق بالأمن المركزى، وتحديداً العمليات الخاصة، كان يعشق الشهادة، ويداعبنى بقوله «يا أم الشهيد»، وهو أصغر أولادى الأربعة، وقد توفى والده وهو فى السادسة من عمره، وكان رجلاً منذ صغره متحملاً للمسئولية.

وتضيف: محمد اشترى «بدلة الفرح» ووضعها فى شقته تمهيداً لزفافه، إلا أنه عندما جاء موعد فض الاعتصام المسلح برابعة قطع إجازته وأصر على مشاركة زملائه فعاد لكنه لم يعد لـ«بدلة زفافه»، حيث زفته الملائكة إلى جنة الرحمن شهيداً، منذ استشهاده اسودت الدنيا فى عينى، فالإرهاب حرمنى منه برصاصتين فى صدره، وكان يحرص على تقديم أجمل الهدايا لى فى عيد الأم.

◄ والدة الشهيد تامر العشماوي: شرفني في حياته ومماته

تتذكر والدة الشهيد المقدم تامر العشماوى، يوم وفاة ابنها قائلة: «لحظة معرفتى بالخبر، كانت أصعب لحظات حياتى، ابنى كان ضمن قوة مديرية أمن شمال سيناء، استشهد مع ستة من رجال الشرطة، بعد قيام مجهولين بإطلاق أعيرة نارية تجاه القوة الأمنية المعينة لملاحظة الحالة بميدان العتلاوى دائرة قسم شرطة ثالث العريش، وأشعر أنه لم يفارقنا، وأراه باستمرار كأنه معى فى كل شىء فى حياتى».

وتضيف: «ابنى شرفنى فى حياته وفى مماته، عاش بطل ومات بطل، لما كنت أقول له خلى بالك على نفسك، كان يقول لى ماتخافيش ابنك بطل، هو فعلا بطل، وكانت روحه حلوة وجميلة، بيحب الضحك ومايزعّلش حد منه، خصوصاً أنا، وهدية عيد الأم كان بيجيبها قبل موعدها، ويقول لى عشان تبقى مفاجأة، وإن شاء الله أولاده هيكملوا مشواره، وكلنا فداء لبلدنا».