القارئ محمد محمد محمود الطبلاوى: أحلم بالإذاعة.. وأبى اكتشف جمال صوتى بالصدفة

الشيخ الطبلاوى--  الشيخ الطبلاوى كان سعيدًا بقراءتى.. وقال لى: «أرى فيك شبابى»
الشيخ الطبلاوى-- الشيخ الطبلاوى كان سعيدًا بقراءتى.. وقال لى: «أرى فيك شبابى»

يملك أداءً شبيهًا بوالده حدّ التطابق، مع فوارق طبيعية فى جودة الأداء تكشف الفارق الضئيل بين الأصل والتقليد، بين الجذر والفرع، لكنه يسعى بقوة ليُثبت أنه امتدادٌ لوالده القارئ الكبير ونقيب القراء؛ يقلده فى الوقفات، وفى هيئته أثناء التلاوة، وفى نبرة الصوت التى تنزلق مباشرة إلى قلب المستمعين، وحتى فى اختيار الآيات التى اشتهر بها والده.. إنه القارئ الشاب محمد محمد محمود الطبلاوى، قارئ مسجد الفتح برمسيس، الذى عقد عليه والده آمالًا كبيرة لإكمال رحلته القرآنية، وأذكر أننى سألت الشيخ الطبلاوى فى حوار قديم عن أبنائه وهل فيهم قارئ، فأخبرنى بأن ابنه محمد يملك صوتًا جميلًا.. وفى هذا الحوار يتحدث الشيخ محمد عن علاقته بوالده ومستقبله فى التلاوة:     
بالصدفة!

يقول الشيخ محمد الطبلاوى: أنا حاصل على بكالوريوس تجارة، ومع هذا فقد تفرغت لتلاوة القرآن الكريم التى ورثتها عن والدى، رحمه الله، وأنا عضو بنقابة القراء، وقارئ فى مسجد الفتح برمسيس؛ وقد أتممت حفظ القرآن الكريم فى العاشرة من عمرى على يد والدى أنا وشقيقى أحمد، واكتشف والدى جمال صوتى قبل ذلك، عن طريق الصدفة، حيث كنت أستمع لأذان الشيخ محمد رفعت فى التليفزيون وأردت تقليده، وذهبت لوالدى ليستمع إلىَّ، ومن هنا أدرك موهبتى وحلاوة صوتى، كما أننى كنت أقرأ القرآن فى الإذاعة المدرسية منذ المرحلة الابتدائية؛ ورغم أننا 13 أخًا فأنا الوحيد الذى أراد الله أن أسير على درب والدى، ولى شقيقى أحمد صوته عذبٌ، لكنه لم يسلك نفس طريقنا، وقد كنت أحب الذهاب مع والدى فى الليالى والحفلات التى يُحييها وينقلها التليفزيون، وكنت أؤذن للصلاة فى وجوده وأنا فى سن الخامسة عشرة، ووالدى هو قدوتى بعد سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حيث تأثرت به منذ الصغر ووجدت نفسى أنتمى لمدرسته القرآنية المتفردة الأصيلة والتى تميزت بالرصانة والأداء المتزن فى التلاوة.

أول أجر!

ويشير نجل الشيخ الطبلاوى إلى أن أول مواجهة له مع الجمهور كانت فى سرادق عزاء قرأت به بدعوة رسمية، وفى عمر 14، فى منطقة باب الشعرية، وكنت مدعوًا مع الوالد، وتقاضيت وقتها 40 جنيهًا عن تلاوتي؛ وكان أبى دائمًا ما يوصينى بالالتزام بقراءة القرآن الكريم، والالتزام بالمواعيد، والتواضع مع الناس، وألا أتعالى على أحد؛ وفى الحقيقة كانت أسعد لحظات حياتى حينما يستمع والدى إلى تلاوتى، ويقول لى: «أنا أرى فيك شبابى»؛ وغير الشيخ الطبلاوي، أحب الاستماع إلى الشيخ راغب مصطفى غلوش، والشيخ شعبان الصياد، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوى؛ والقراء مثل الفاكهة كلها حلوة، ولكن بعضنا يحب المانجو وآخر يحب العنب، ومثلما لكل فاكهة طعم ورائحة مميزة، فلكل قارئ صوت ونغم يُميزه عن غيره، ورغم أنه حاليًا لا توجد مدارس جديدة فى التلاوة، ووالدى آخر مدرسة فى مدارس التلاوة؛ لكننى أحب الاستماع إلى الشيخ حجاج الهنداوى، والشيخ طه النعمانى.

حلم الإذاعة

ويضيف الشيخ الطبلاوى: الحلم الذى راودنى منذ الصغر هو الالتحاق بالإذاعة ولم يأت هذا الحلم من فراغ، لكنه بطبيعة الحال كان تأثرًا بوالدى حيث كنت أتابع تلاواته بالإذاعة، وكنت أرى وأتابع زملاءه القراء الذين كان لى الشرف أن أراهم دائمًا معه، وألتقى بهم وأستمع إليهم عن قرب وكلهم إذاعيون، كل ذلك كانت ترجمته حلمًا كبيرًا بالنسبة لى هو الالتحاق بالإذاعة؛ كما أعمل على اتخاذ قرار بعمل مسابقة للقراء الجدد بهدف توفير الفرصة لكل واحد منهم لكى يمارس هوايته وموهبته مع التأكيد على حفظ كتاب الله بأحكامه ومتشابهاته والعمل على إرساء قواعد القرآن ونشرها بين الشباب؛ وربما لا يعرف الكثيرون أننى أهوى الإنشاد والابتهالات، إلى جانب قراءتى للقرآن الكريم، وأمارس تلك الهواية من آنٍ لآخر خلال رحلتى مع القرآن الكريم.

نقابة القراء

ويُتابع الشيخ محمد الطبلاوى أن القراء فى مصر يحتاجون إلى نقابة قوية توفر لهم كل الخدمات اللازمة، مع معاش مناسب، وعلاج لائق بالحاملين لكتاب الله؛ والحقيقة أن النقيب الشيخ صالح حشاد وأعضاء المجلس يقومون بدور كبير لتحقيق هذه الأمور، ولكننا ننتظر منهم المزيد خلال الفترة المقبلة.