ما طار طير وارتفع إلا وكما وقع، هكذا حال الإخوان حاليا يشعرون بحالة من التيه، التشتت، رغم أنهم يحاولون إظهار أنفسهم متماسكين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأكاذيب يتناولها ذبابهم الإلكتروني إلا أنهم على أرض الواقع منهارين إداريا ومعنويا ونفسيا، لم يكن ذلك الانهيار على مستوى القيادات ولكن أيضا بين عناصرهم، فالواقع يحاصرهم بفرضيات صعبة، فجميع أكاذيبهم على السوشيال ميديا وقنواتهم المزعومة بمرور الوقت تتكشف وتتضح للجميع بأنهم مجموعة من المرتزقة والمدعين، يلوون الحقيقة وفقا لمصالحهم، ضربات متتالية تقصم ظهر الجماعة الإرهابية بعد ثورة 2013، ولأنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، ضربت الجماعة من الداخل صراعات عديدة تحولت فيها القيادة إلى جناحين متناحرين، كما انتشر الفساد داخل الجماعة، وتحولت قيادة الجماعة الإرهابية إلى رأسين ثم ظهر جناح ثالث من الشباب، وانتشر الفساد، واصطدم الشباب مع تخلي قيادات الجماعة عنهم، ولأن الجماعة لا تعترف بالأوطان وتعشق السير في الطريق الحرام وتسعى دوما لمصالحها وتمارس إرهابا متعدد الجوانب منه المسلح وآخر معنويا يعتمد على الكذب عبر السوشيال ووسائل الإعلام كان لابد أنها ان تدخل نفقا مظلما تسير فيه إلى الآن، فها هي بارجواي تنضم لدول أخرى وتصنف الإخوان جماعة إرهابية، وذلك للجوئها للعنف وتهديدها للاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب، ومع كل هذه الضربات المتتالية ولى التنظيم الإرهابي وجهه شطر بريطانيا التي اعتبرها العاصمة الثانية له والأب الروحي له وفقا لاعتبارات تاريخية تقضي بذلك، لتفتح ذراعها لقيادات وعناصر الجماعة الإرهابية الفارين من أحكام قضائية جراء تورطهم في جرائم بالعديد من الدول العربية، وها هي بريطانيا الحاضنة الأم لجماعة الإخوان الإرهابية تحصد نتائج سياساتها بتزايد جرائم الكراهية، مما دفعها للتحرك ضد الجماعات المتطرفة و»الإسلاموفوبيا» الوجهان لعملة رديئة، وفي القلب من ذلك جماعة الإخوان الإرهابية، بعد تقديم الحكومة البريطانية تعريفا أكثر صرامة للتطرف يهدف إلى مكافحة ما وصفه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بانه «سم للديمقراطية»، الخطوة البريطانية جاءت متأخرة وفي سياق المضطر بعد تزايد جرائم الكراهية، وعلى الرغم أنه لا يمكن لحكومة سوناك التحرك بشكل كامل ضد التنظيم الإخواني الإرهابي وجماعته إذ أنها تتعامل وفقا لمصالحها، كما أن إقدامها على هذا القرار يمكن وصفه بخطوة لتهدئة بعض دوائر اتخاذ القرار بعد المظاهرات الأخيرة في لندن التي رفعت شعارات تهدد السلم العام البريطاني.
لندن تدفع فاتورة رعايتها للجماعات المتطرفة، فقد سبق واحتضنت كل الجماعات الإرهابية وسمحت لها بالإقامة على أراضيها، ووفرت ملاذات آمنة للإخوان ولكل الجماعات المتطرفة، وبعد أن اكتوت بنيرانها وأفكارها المتطرفة، دفعها لتحجيم تلك الجماعات المتطرفة وتوقف حرية نقل الأموال للجماعة الإرهابية.
الضربات المتتالية لجماعة الإخوان الإرهابية يمكننا من القول بوضوح بأن التنظيم الإخواني قارب على النهاية لأن دول كثيرة في أوروبا أصابتها المخاوف من التنظيم الإرهابي ومثيلاتها في أمريكا الجنوبية وباقي القارات، لهذا فإنهم يعيشون مرحلة يمكن وصفها بأنها «السيئة في تاريخ الجماعة» فهم أشبه بمطاريد الجبل أو المشتتون في الأرض، وستظل هكذا لأن الإخوان بدون مبدأ ويظهرون غير ما يبطنون، فهم أصحاب نوايا خبيثة، دون منهج واضح وصريح، الإرهاب والعنف والتدمير مبدأهم ووسيلتهم لفرض سياستهم، ولهذا فإن الجماعة تقترب من نهايتها.