بـ ..حرية !

وحشتينى

محمد عبد الحافظ
محمد عبد الحافظ

والله وحشتينى اوي، محتاج اسمع صوتك، محتاج نصيحتك.

صحيح انا كبرت واشتعل الرأس صلعا وشيبا، لكن مازلت احتاجك اكثر بجانبى.

نعم، اعيش على رحيق حنانك، واسير بخطى واثقة انت من رسمها لى، واتعبد بآيات انت من لقنها لي، واكتب كلمات انت من علمها لى ودربنى كيف اروضها، واحيا بمخزون اكسچين حبك، واسكن بيتا انت من بناه لى، وأحب بمشاعر واحاسيس انت من غرسها فى.

نعم اراك فى كل ساكن ومتحرك، اراك فى الجبال الرواسى، اراك فى طوق نجاة ينقذ غريقا، اراك فى زهور تتفتح، وفى نخل باسقات يلقى على الناس بأطيب الثمر، أراك فى شجرة طيبة جذورها ضاربة فى الأعماق وفروعها شامخة تظلل كل من يستظل بها وسند لمن «يسند ظهره» عليها، اراك فى ضحكة طفل بريئة، اراك فى جدول عذب يروى كل عطشان ولا يمنع ماءه عن احد عدوا كان ام حبيبا.

نعم اسمعك فى الاذان الذى ينادى الناس الى الصلاة وعبادة الواحد القهار، اسمعك فى زقزقة عصفور يغرد، اسمعك فى صوت كروان يقول المُلك لك ياصاحب المُلك .

نعم اشعر بك تمنعينى عن المعاصى، وما حرم الله، اشعر بك تشدين ازرى فى الشدائد .

فمن أجلك احببت واحترمت كل نساء العالم، فأنت اول من احبنى، وأول وجه رأيته وأول من ضمنى الى صدره، ومن اعطتنى بلا حدود ودون مقابل.

تعودت ان اكتب لك فى كل «عيد ام»، ولن امتنع عن ذلك ما حييت، اعلم انك فى مكان افضل من الذى نعيش فيه، يقينى برحمة الله وفضله انك فى الفردوس الاعلى مع الصالحين، فالجنة جعلت للصالحين القانتين العابدين والركع السجود، واشهد انك كنت من هؤلاء.

سبع سنوات عجاف مرت على فراقك، مرت وكأنها ٧ آلاف سنة .

امى تركتنى بعد ان علمتنى كيف اعيش ولم تعلمينى كيف احيا بدونك .
يارب عيدك دائما فى الجنة.

رحم الله من ماتت من الامهات، وحفظ الاحياء منهن ومتعهن بالصحة العافية.