الياميش يحسن عمل المخ.. وتكفى حفنة صغيرة يوميا

تركيز الطلاب في رمضان.. «ثمنه غالي»!

صورة موضوعية
صورة موضوعية

◄ الفول السوداني «غذاء الدماغ».. والزبيب يحفز الانتباه

◄ الشراء بالجرامات.. حيلة الأمهات لتوفيره للأبناء

يعتبر التركيز عاملا أساسيًا لنجاح الطلاب في مسارهم الدراسي، ما يدفع الكثير من الأمهات لتوفير الأجواء المناسبة للأبناء لتحقيق أقصى استفادة من وقتهم فى الدراسة، لذا يبحثن عن طرق لتعزيز التركيز لديهم خاصةً فى شهر رمضان، وهنا يبرز الياميش، رغم ارتفاع أسعاره، كوسيلة فعالة لمنح الجسم الطاقة اللازمة للمذاكرة والسهر.

تحدثنا مع عدد من الأمهات عن تجاربهن فى توفير الياميش بكميات مناسبة لأطفالهن خلال شهر رمضان، مع التعرف على فوائده الصحية والكميات المسموح بتناولها يوميًا.

هناء أم لطفلين فى المرحلة الابتدائية تعمل على تعويدهما على الصيام وتحاول إمدادهما بكل ما يحتاجه الجسم من طاقة وفيتامينات، وتقول إنها اعتادت توفير كميات من الياميش لأسرتها كل عام، لكن بعد ارتفاع أسعاره، أصبح توفير ياميش رمضان تحديا بالنسبة إليها، حيث بدأت بالتخطيط مسبقًا لشراء كميات صغيرة كل أسبوع، وكانت دائمًا تبحث عن العروض والخصومات، حتى استطاعت توفير كمية مناسبة تكفى طوال شهر رمضان.

أما ياسمين فهى أم لطفلين فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وترى أنها يمكن أن تعوض تناول الياميش هذا العام بتوفير بعض البدائل كالفول السودانى والتمور والفواكه الطازجة والمجففة للتنويع فيما تقدمه لأسرتها يوميا.

◄ فوائد بالجملة
ومنى أم لأبناء فى مرحلة الثانوية العامة، لذا فهى تعمل على توفير كل ما يحتاجونه لمساعدتهم على التركيز، ورغم ارتفاع سعر الياميش، فإنها قررت شراء كميات بسيطة لا تتعدى الـ100 جرام من كل نوع ثم قامت بتكسيرها قليلا ودمجها سويا لتشكل كمية مناسبة لاستخدامها فى أطباق الخشاف والحلوى التى تصنعها لأسرتها يوميا.

من جانبها، تؤكد الدكتورة أسماء عامر، الباحثة بمعهد بحوث الصناعات الصيدلية والدوائية بالمركز القومى للبحوث، أن الياميش له فوائد عديدة للجسم عموما وللمخ بصفة خاصة، حيث يتكون من مجموعة من المكسرات والفواكه المجففة الغنية بالعناصر الغذائية الهامة كالدهون الصحية والبروتينات والنشويات والفيتامينات والمعادن التى تقوى الجهاز المناعى وتدعم صحة الجهاز الهضمى، كما تسهم فى خفض نسبة الكوليسترول والسكر فى الدم، لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف التى تبطئ عملية الامتصاص، ما يمنع ارتفاع السكر بالدم، كما تخفض نسبة الكوليسترول وتعمل كملين طبيعى، بالإضافة لاحتوائها على نسبة وفيرة من الكالسيوم الذى يساعد على تقوية العظام وأيضا البوتاسيوم الذى يحمى عضلة القلب وينظم ضغط الدم المرتفع، كما أن الياميش يساعد على علاج فقر الدم لاحتوائها على الحديد وتعمل على تحسين حالات الإجهاد الذهنى لدى الطلاب وتنشيط خلايا المخ.

◄ اقرأ أيضًا | هل يوجد خطر عند تناول المكسرات؟.. خبيرة التغذية تجيب

◄ الكمية المناسبة
وأشارت إلى أنه من أفضل أنواع المكسرات التى ينصح الطلاب بتناولها تتمثل فى اللوز وعين الجمل، وأيضا الفستق لاحتوائه على نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة وفيتامين E والذى يحافظ على صحة الجلد ويحتوى أيضًا على فيتامين B6 المساعد فى تصنيع الهيموجلوبين للوقاية من فقر الدم ومشاكله الأخرى، وأخيرا البندق لاحتوائه على فيتامين E بنسبة عالية وغنى بالدهون غير المشبعة والألياف التى تساعد على تنظيم عملية الهضم.

وتؤكد الدكتورة أسماء أنه يجب تناول كمية قليلة من المكسرات بحيث تحتوى على أنواع مختلفة من اللوز وعين الجمل والبندق، وكلما زاد نشاط الجسم كان تناوله بكمية مقبولة، منوهة بأنه يفضل تناولها قبل صلاة العشاء والتراويح حتى يعطى الجسم طاقة يستخدمها فى الصلاة، ويمكن تناوله يوميًا تبعًا لمقدار الحركة، كما نصحت بتجنب تناوله فى فترة ما بين الإفطار والسحور، ويمكن تناول المشمش المجفف والقراصيا مع السحور للحد من العطش.

◄ أهم البدائل
وفى السياق ذاته، تؤكد الدكتورة رشا مصطفى حسن، أستاذة الكيمياء الحيوية والتغذية العلاجية بجامعة عين شمس، أن أهمية تناول الطلاب للمكسرات والياميش ترجع إلى تحسين القدرات العقلية وتنشيط وظائف الدماغ، وكذلك زيادة قدرة الفرد على التركيز، ولا يشترط تناول الأنواع المرتفعة الثمن فقط وإنما يمكن الحصول على نفس الفوائد من خلال الأنواع المناسبة لكثير من الفئات ومنها اللوز، كونه يمد الجسم بالعديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية الهامة مثل فيتامين E، وفيتامين B3 ،B2 ،B1 الزنك وحامض الفوليك والألياف الغذائية والكالسيوم والبوتاسيوم والماغنسيوم الذى يساعد على تنشيط الدماغ وكذلك تقوية العظام، ولكن أثبت دوره الفعال فى تنشيط وتقوية الذاكرة، وكذلك عين الجمل الذى يحتوى على نسب مرتفعة من فيتامين B5، فيتامين B1 - الثيامين وفيتامين B6، كما أنه يعد مصدراً طبيعياً للميلاتونين الذى يساعد على تحسين المزاج، وزيادة الطاقة، وتحسين الذاكرة ووظائف الإدراك.

أما الزبيب فهو مصدر غنى بمعدن البورون الذى يحفز قوة الانتباه، والذاكرة، والقدرة على التنسيق بين العين واليد، ولأنه مصدر مهم لفيتامين ب، فإنه يحسن وظيفة الجهاز العصبى، وبالتالى عمل الدماغ والذاكرة، ويمكن تدعيم العديد من الأغذية بالزبيب وأيضا متاح صنعه منزليا بأبسط الطرق الممكنة، وأخيرا الفول السودانى والذى يطلق عليه «غذاء الدماغ» لأنه يحتوى على فيتامين B3 أو النياسين الذى يحسن أداء الدماغ ويعزز الذاكرة، كما أنها تحتوى على فلافونويد وهى مواد هامة تساعد فى تحسين تدفق الدم إلى خلايا المخ.