«المسجد العباسي» شاهد على تاريخ الإسماعيلية وبه تتجلى روحانيات رمضان

المسجد العباسي بمدينة الإسماعيلية
المسجد العباسي بمدينة الإسماعيلية

كتب فتحي البيومي
كان من أول المساجد التى تم تأسيسها بمدينة الإسماعيلية، وكان له الفضل في إحياء المنطقة المحيطة به إذ كان السبب الأول فى تجمع قاصدي مدينة الإسماعيلية للتمركز في هذه المنطقة بل وممارسة تجارتهم في محيطه وذلك كونه المسجد الوحيد في هذه المنطقة مما ساعد في جعل منطقة المحطة الجديدة هى أول منطقة تجارية بمدينة الإسماعيلية.


"بوابة أخبار اليوم" تفتح ملف المساجد الأثرية بمدينة الإسماعيلية وترصد تاريخ كل مسجد منها وشهادته على ما مر بهذه المدينة الباسلة من أحداث وذكريات.
روحانيات رمضان بالمسجد العباسي.

اقرأ أيضا| محافظ الإسماعيلية يشهد احتفالية الفرنسيسكانيات بمناسبة مرور 150 عام على التأسيس


وعن أجواء شهر رمضان المبارك يقول "جلال عبده هاشم" من أبناء الإسماعيلية ومؤلف كتاب الإسماعيلية أحداث وذكريات، تختلف ليالي رمضان في المسجد العباسي ومنطقة المحطة الجديدة اختلافا واضحا عن بقية أماكن الإسماعيلية حيث أن مسجد العباسي له مريدون كثر من مختلف الأماكن يسعدون بأداء صلوات التراويح به ويشعرون بأن له مذاقا خاصا وتجليات روحانية خاصة، فهذا المسجد العتيق الذي كان شاهدا على بناء مدينة الإسماعيلية والذي كان به أكبر الفضل في إعمار المنطقة المحيطة به وخلق منها أكبر منطقة تجارية في محافظة الإسماعيلية له من المريدين من لا يقبل بغيره لأداء الصلوات وخاصة صلاة التراويح مما يضيف في نفوسهم بهجة رمضانية منقطعة النظير، ذلك فضلا عما يقام به من أنشطة للصغار كمسابقات القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة والتى تجعل من ارتياد المسجد فرحة خاصة في نفوس الأطفال وأسرهم .

تأسيس المسجد العباسي بالإسماعيلية.
 وعن تاريخ المسجد العباسي في مدينة الإسماعيلية يقول "هاشم" يعد المسجد العباسي هو أول مسجد متكامل، وهو أقدم المساجد التي بنيت في منطقة القناة وخاصة منطقة المحطة الجديدة مطلا على شارع محمد علي، وهو أحد أهم المعالم الأثرية الهامة في الإسماعيلية، وقد أمر بالإنشاء الخديوي عباس حلمي الثاني عام ١٨٩٢.
ويضيف "هاشم" ويقول المؤرخون أن العارف بالله الشيخ أبو الحسن استغل زيارة الخديوي إسماعيل للإسماعيلية ونقل له مطالب جموع العاملين المقيمين بحي العرب والمحطة الجديدة منها لإقامة مسجد كبير يليق بالإسماعيلية كمدينة ، ولمس الخديوي إسماعيل عناء ومشقة المسلمين للوصول إلى المسجد فأصدر على الفور أوامره إلى ديوان الأوقاف بسرعة بناء مسجد جديد يليق بالإسماعيلية وتم بعد ذلك وضع حجر الأساس لهذا المسجد ، واحتفل بافتتاحه للصلاة في مايو ١٨٩٨ وأطلق عليه الجامع العباسي.

دور المسجد العباسي في إحياء التجارة بالمنطقة.
وعن أهمية المسجد العباسي ودوره في ازدهار التجارة في محيطه يقول "هاشم" لم يقتصر دور مسجد العباسى بعد الافتتاح على أداء الصلوات الخمس وخطب يوم الجمعة فحسب، ولكن تم استغلال الأعداد الكبيرة من المصلين ورواد الجامع من مختلف البلاد المجاورة، لإنشاء السوق التجارى الأول من نوعه داخل المحافظة، والذي يقصده التجار من جميع البلاد حاملين البضاعة والمنتجات التجارية، محملة على "الجمال"، فتأخذ طريق القنطرة شرق وغرب محافظة الإسماعيلية ومنه لشارع محمد علي وصولا لمنطقة الجامع العباسي بالمحطة الجديدة التابعة لحي أول الإسماعيلية، ليفترش التجار البضائع على جنبات "الجامع" متخذين تلك المنطقة سوقًا تجاريا ، فتصبح هذه المنطقة أحد أول وأهم "محطة تجارية" بمحافظة الإسماعيلية، ومن هنا جاءت تسمية المنطقة بحى المحطة الجديدة، فقد كان من المعروف محطة للسكك الحديد هي المحطة الوحيدة داخل المحافظة، قبل ولادة المحطة.