للتخلص من سموم المنصات فى رمضان

«الصيام الرقمى».. عطلة من السوشيال ميديا

الصيام الإلكترونى فرصة للتخلص من ادمان السوشيال ميديا
الصيام الإلكترونى فرصة للتخلص من ادمان السوشيال ميديا

﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنََاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ  فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾.. هل أصبح يتحقق كلام الله عز وجل فى كتابه العزيز بفضل صوم شهر رمضان أم جاء طوفان السوشيال ميديا ليضيع منا كل هذا الثواب الكبير والتخلص من ذنوب عام بالكامل فى ٣٠ يوما فقط.. فقد أمرنا الله عز وجل بالصيام فى شهر رمضان والتقرب إليه والبعد عن كل ما يفطر أو يحملنا ذنوبا، ولكن هل يحدث ذلك مع وجود مواقع التواصل الاجتماعى وكيف يمكننا التغلب عليها واستغلالها للأفضل وليس لتضييع الوقت فقط. 
ويجمع خبراء فى علم النفس على ضرورة ممارسة الصوم الإلكترونى من قبل المدمنين على الإنترنت من البالغين والراشدين، ومن قبل المدمنين على ألعاب الفيديو، وتحديدا الأطفال وصغار السن.
إحصاءات وأرقام 
 د. وليد هندى استشارى الصحة النفسية يرى أن صيام شهر رمضان اختلف عن قديم الأزل، حيث كان لديهم الوقت والتفرغ للعبادات فقط ليس مثل أيامنا الحالية ومع التطور التكنولوجى وكثرة المسلسلات الدرامية فأصبح لدينا مصطلح جديد وهو «الصيام الإلكتروني» وهو أنه أصبح شهر رمضان ليس للصيام والعبادات فقط ولكنه أصبح شهرا اجتماعيا وشهرا يحدث به التواصل الانسانى الذى اتسع فى العالم الموازي، وهذا نتيجة احصائيات كثيرة تقول إن استخدام العرب للسوشيال ميديا زاد فى رمضان بمعدل ٥٧ مليون ساعة، بالإضافة إلى أن احصائية فيسبوك تقول إن مستخدميه ٢٠٠ مليون منهم ٨٥ % يستخدموه للمعايدات فى الشهر الكريم، كما أن هناك ٦٨ % يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى بكثرة فى شهر رمضان عن الأيام الأخرى ، ويزداد نسبة تحميل تطبيقات وصفات الطعام بنسبة ٣٦ % فى رمضان.. وأضاف هندى أن مساحة التسوق الإلكترونى زادت بنسبة ٢٠ % فى شهر رمضان فى الفترة من ١٢ بعد منتصف الليل إلى وقت الفجر، وهذا يعنى أنهم فى وقت ما بين الافطار والامساك للصيام يضيعونه فى التسوق. 


جدول زمني
وينصح استشارى الصحة النفسية دائما بوضع السوشيال ميديا فى آخر أولوياتك فى الشهر الكريم، ونقوم بوضع جدول زمنى لختم القرآن والصلاة مع الأطفال، والتركيز على عمل درامى أو اثنين فقط لمشاهدتهما مع عائلتك، ومساعدة السيدات فى أعمال المنزل وشراء المستلزمات التى يطلبونها مما يجعل لدينا انشغال حقيقى بروحانيات شهر رمضان، والتعرف على الفقه والعبادات وتجويد القرآن وتعزيز العادات الغذائية السليمة، والمشاركة فى مجموعات الخير للمساهمة فى تحقيق صيام الجوارح وليس صيام الطعام فقط. 
كما يمكننا استخدام السوشيال ميديا فى تعريف الأطفال على قصص الأنبياء بطريقة سهلة ومبسطة، والاشتراك فى مسابقات دينية والبعد عن محذورات السوشيال ميديا مثل تطبيقات التعارف وكتابة التعليقات غير اللائقة على مواقع التواصل الاجتماعي.
سلاح ذو حدين 
أما عن الجانب المظلم من السوشيال ميديا فى رمضان فقد أوضح الدكتور جمال النجار أستاذ الاعلام جامعة الأزهر، أن أصبح الاعلام التافه هو المسيطر على العقول فى الأونة الأخيرة، وأن السوشيال ميديا هى سلاح ذو حدين يمكنها أن تضيع الوقت فى التفاهات وارتكاب الذنوب والمعاصى فى الشهر الكريم، ويمكنها أن تعطى المعلومات الدينية والثقافية الهامة، ولكن هذا ما يحدده الشخص المستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي، مثل الفيديوهات غير اللائقة التى ينشرها الشباب والسيدات على «تيك توك» فهى تفطر الصائم وتضيع ثوابه، لأن الصيام ليس صيام الطعام والشراب فقط ولكنه صيام عن المعاصى أيضا.