منذ ايام قليلة ظهر رقيب الشرطة المتهم درو والتر بيترسون، 70 عاما، في لقاء تليفزيوني مع المذيعة آشلي بانفيلد ويبدو ان بيترسون اراد أن يطمئن المذيعة بانفيلد لشعورها بالقلق من مقابلته وقال لها مازحًا إنه لن يقتلها لأنها ليست زوجته قائلا: “أعدك أنني لن أقتلك إلا إذا تزوجتني”، وهنا تحول إلى عنوان مثير للجدل للصحف الأمريكية التي استعرضت جرائم بيترسون متهم ولاية إلينوي الامريكية الذي تحمل صحيفته الجنائية تهم محددة على رأسها القتل العمد مع سبق الإصرار لزوجته الثالثة كاثلين سافيو في عام 2004، ارتكب بيترسون جريمته بعد اشهر قليلة من طلب سافيو الطلاق، ولم ينكشف امر المتهم إلا بعد سنوات من ارتكاب جريمته وإخفائها؛ حيث تزوج مرة اخرى من فتاة أمريكية تدعى ستايسي آن كاليس بيترسون، وهى الزوجة الرابعة التي لم يستمر زواجها طويلا حيث انتهى باختفائها تماما لتشتبه الشرطة وعائلة ستايسي في وجود جريمة، لكنه لم يتم العثور على أى ادلة.
قتل واختفاء
ظل لغز اختفاء الزوجة الرابعة سؤالا مفتوحًا يبحث عن إجابة طوال الوقت، وبمجرد البحث عن اسم الضابط تجد محركات البحث تطرح تساؤلات بشأن اختفاء ستايسي وهنا يفترض الجميع مقتلها، على الرغم من عدم العثور على جثتها مطلقًا، ويصر بيترسون على رواية الهرب فقط وتزايدت الشكوك نحو الزوج؛ لتقرر الشرطة فتح ملف وفاة الزوجة الثالثة كاثلين سافيو حيث تم تسجيل وفاتها في البداية كحادث غرق عرضي، وفي عام 2009 اتهم بيترسون بقتل سافيو بعد أن أظهر تشريح الجثة الثاني دليلا على وجود آثار كدمات عنيفة في حوض الاستحمام الخاص بمنزلها، وكانت مصابة بجرح غائر وكبير في مؤخرة رأسها، وكشفت التحقيقات أن الحوض الذي غرقت فيه كان جافًا، وأثناء محاكمته، اكد المدعون أن بيترسون قتل سافيو، 40 عاما، لأنه كان يخشى أن تؤدي تسوية الطلاق المعلقة إلى القضاء عليه ماليا، أرادت سافيو الطلاق وطالبت بنصف قيمة المنزل ونصف معاش بيترسون، وشهد زميل عمل سابق لبيترسون انه عرض عليه 25 ألف دولار لتوظيف قاتل محترف لقتل سافيو، وبالفعل أدين ليتلقى حكمًا بالسجن 
لمدة 38 عامًا في فبراير 2013.
تحريض على القتل
مر عامان على سجن بيترسون ليفاجأ الجميع باستكماله جرائمه؛ حيث حاول التحريض على القتل مقابل أجر للتخلص من جيمس جلاسكو، المدعي العام للولاية الذي تولى محاكمته في قضية قتل زوجته، وتمت محاكمة بيترسون مرة أخرى وإدانته في مايو 2016، وحُكم عليه بالسجن أربعين عاما إضافية، ليصبح مجموع سنوات سجنه 78 عاما أى تستمر عقوبة سجنه حتى عام 2081 ونقل من سجن الإصلاحيات في إلينوي إلى منشأة خارج الولاية لم يكشف عنها.
تكشف التقارير سيرة عمل بيترسون التي تشير اليه كضابط مميز؛ حيث انضم إلى جيش الولايات المتحدة بعد تخرجه الجامعي مباشرة، وبدأ حياته المهنية التي استمرت ثلاثين عامًا مع قوة شرطة بولينجبروك المحلية في عام 1977، ثم انتقل الى فرقة مكافحة المخدرات بمنطقة العاصمة، وحصل على جائزة «ضابط شرطة العام» ثم تقاعد في نوفمبر 2007 وعمره 53 عامًا برتبة رقيب وحصل على معاش يصل الى 80 ألف دولار سنويا وتوقف معاشه التقاعدي بعد إدانته للمرة الثانية بمحاولته قتل المدعي العام الذي ساعد في وضعه خلف القضبان في مايو 2016.
عنف منزلى
أما عن حياة بيترسون الخاصة؛ فقد تزوج للمرة الاولى من كارول براون وانفصلا بعد ست سنوات بعد انكشاف خيانته لها ثم تزوج للمرة الثانية من فيكي كونولي وتم الطلاق في عام 1992 وبعد الاشتباه في مقتل الزوجة الثالثة لبيترسون توالت شهادات الزوجة الثانية كارول التي اكدت وجود تاريخ من العنف المنزلي خلال زواجها الذي دام عشر سنوات، و أخبرت كارول الشرطة أنه خلال زواجهما، هدد بيترسون بقتلها دون أن يتم الاشتباه به ليبدو الامر وكأنه حادث، وبالفعل وقع الطلاق بين الزوجين لتبدأ الزيجة الثالثة مع كاثلين وكشفت السجلات استدعاء الشرطة إلى منزل بيترسون ثماني عشرة مرة بسبب مكالمات إزعاج منزلية الى ان تم العثور على جثة الزوجة غارقة في حوض الاستحمام ثم عرض بيترسون المنزل للبيع بعد تسجيل الوفاة كحادث عارض دون ذكر واقعة وفاة زوجته.
ظهور تليفزيوني
نعود إلى لقاء بيترسون التليفزيوني الاخير حيث توالت تساؤلات المذيعة بانفيلد وسألته عن حقيقة وفاة زوجته الرابعة ليؤكد؛ انه لا يعرف شيئا بخصوص هذا الامر، وأشار إلى تاريخ زوجته العائلي مؤكدًا أن والدة زوجته الرابعة اختفت ايضا ويبدو أن ستاسي اختارت هذا المصير ولكن اشقاء ستاسي اتهموا بيترسون بالقتل واصروا على فتح التحقيق في واقعة اختفائها، وتطرق الحديث إلى جريمة قتل الزوجة الثالثة؛ ليشير بيترسون الى عصبيتها الدائمة ورغبتها في الجدال والصخب طوال الوقت عبر إصرارها الدائم على آرائها، وبسؤاله عن سبب عدم اعترافه بجرائمه واخفائها طوال الوقت، اجاب بيترسون؛ أنه لا يريد أن «يعتقد أطفاله أنه قتل أمهاتهم لتجيبه المذيعة «يبدو أنك فعلت ذلك ولا تريدهم أن يعرفوا» في اشارة الى قتل الزوجة الرابعة، وتحدث بيترسون في لقائه التليفزيوني عن تفاصيل حياته في السجن مؤكدا إنه أصبح صديقًا للقتلة والمتحرشين بالأطفال الا أنه وأصدقاؤه لا يتحدثون عن جرائمهم وليس لديه معلومات حول حقيقة تورطهم في ارتكاب جرائمهم، ومن المقرر أن يحصل بيترسون على إطلاق سراح مشروط في عام 2047، وعمره وقتها 93 عامًا.
اقرأ أيضا : أسبوع مطاردة العصابات في اوروبا
