نهار

أمنيات خطرة!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

ولأن النهايات تلهمه عادة...يبدأ الكاتب الشاب أحمد المرسى خطوط رواياته (مقامرة على شرف الليدى ميتسي) الصادرة عن دار نشر (دون)..يبدأ من صورة فوتوغرافية قديمة، ملتقطا التماس بين الأمنيات وسباق الخيل أو المراهنة(الأمنيات كالخيل،كلاهما حر وجامح).

٤ شخصيات مهزومة محطمة،محور الرواية..

٤ شخصيات،يجرون خيباتهم فى مضمار سباق الخيل، بحلم أو وهم تحقيق الأمنيات الخطرة.. شخصيات خاسرة، جميعهم يعانون الوحدة والغربة والأسي،أخذ الفقد من روحهم...سليم أفندى ضابط السوارى المفصول من الخدمة، لتأييده سعد زغلول١٩١٩.. يجد نفسه بعد أن نفدت موارده، عاجزا عن علاج زوجته،لتكون المقامرة خلاصا وأمنية!!...السيدة ميتسى الإنجليزية(مالكة الفرس)مات وحيدها،وتعتقد أنه سيعود حين يفوز الفرس فى السبق!!..

مرعى أفندى سمسار الخيول الفهلوى المتآمر، والوحيد منذ فقد زوجته وفقد صوابه!!..  وفوزان الصبى البدوي(الجوكي) فقد الأمان منذ قتل أباه وسرقة خيوله!!....

خيبات ويأس وهزائم...خواجات وأفندية وبدو  وحانات وسكاري...مؤامرات وصراعات داخل مضمار السبق..مساحة ثرية للإطلالة على مصر العشرينيات، قبل ١٠٠ عام وأكثر.

ولأن اليائسين هم أكثر الناس إدراكا لمعنى الأمل..يربط أحمد المرسى بين مراهنات الخيل وأمانى شخصياته.. لكنها الأمانى الخاسرة كحياتهم، أو هكذا لابد أن تنتهى المقامرة  بالأمل!!

  لا تنطوى الرواية على حمولة فكرية أدبية عميقة...لا يشغلنا كثيرا السؤال، قدر انشغالنا، ببراعة السرد...رواية تنبض بالحياة، لغة معيشية حية،تنتمى لشخوصها فى تنويعاتهم الطبقية،وتنتمى لزمنها...صورة دقيقة محكمة  وبحث متقن فى تفاصيل المكان والزمان..صاغ  خلالها المرسى مشهدية مبدعة بتقنيات سينمائية..(رواية سينمائية)كما يصفونها على الغلاف..دون حاجة إلى هذا الوصف والتحديد!