«روشتة علاج».. قصة قصيرة للكاتب سمير عبدالعزيز

قصة قصيرة للكاتب سمير عبدالعزيز
قصة قصيرة للكاتب سمير عبدالعزيز

يخبرها الصيدلي بقيمة الدواء الذي وصفه الطبيب وتضمنته روشتة العلاج.. بعد فترة صمت قصيرة تفتح حافظة نقودها... تحصى ما بها من نقود ثم تغلقها في حركة بائسة يائسة فما بداخلها لايكفى لشراء صنف واحد من الدواء.

تغادر الصيدلية وقد غمرها شعور طافح بالمرارة وقلة الحيلة... تتوارد إلى ذهنها صورة أبيها وهو يتألم من شدة المرض .. تساءلت في عقلها و الحيرة تقضمها  قضما : ماذا أفعل؟

تمضي دون أن تدري أو تعرف لها وجه.. خطر لها خاطر أن تستوقف المارة وتطلب مساعدتهم أو أن تذهب لإحدى زميلاتها في الكلية ولن يتأخرن عن مد يد العون لها أو تطرق أبواب الجيران لعلهم يساعدونها.. دفعت عن نفسها هذا الخاطر فهي خجولة بطبعها وتستحي أن تفعل ذلك والجيران في غالبيتهم فقراء بالكاد يوفرون قوت يومهم.. واصلت السير حتى خارت قواها ووهنت خطواتها وسكن الشحوب وجهها وبدت أكبر من عمرها.

الشمس تتوسط كبد السماء .. تتوقف لتلتقط أنفاسها.. تشرع بعبور الطريق.. تصدمها عربة مسرعة وتفر هاربة.

داخل سيارة الإسعاف تراءت لها مشاهد كثيرة محفورة في جدران ذاكرتها مع أبيها.. على سرير بقسم الطوارئ بالمشفى تلفظ شهقتها الأخيرة.