أقدم الصناعات الثقافية| «كيميت بطرس غالى للسلام» تستشرف مستقبل صناعة الكتاب

عباس والمعلم خلال ندوة «واقع ومستقبل صناعة الكتاب فى مصر»
عباس والمعلم خلال ندوة «واقع ومستقبل صناعة الكتاب فى مصر»

«وسط حضور كبير نظّمت، مساء أمس الأربعاء، مؤسسة «كيميت بطرس غالى للسلام والمعرفة»، ندوة بعنوان «واقع ومستقبل صناعة الكتابة والنشر فى مصر»، بمقر النادى الدبلوماسى بالتحرير».

افتتحت الندوة الدكتورة ليلى بهاء الدين وقدمها ممدوح عباس، رئیس مجلس أمناء المؤسسة، وتحدث فيها المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار الشروق، وحاوره إبراهيم عوض، أستاذ السياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وسط حضور كبير من الشخصيات العامة والكتّاب والأكاديميين بمشاركة الكاتب الصحفى خالد ميرى، رئيس تحرير الأخبار، الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب.

أكد المشاركون فى ندوة «واقع ومستقبل صناعة الكتاب والنشر فى مصر»، التى نظّمتها «مؤسسة كيميت بطرس غالى للسلام والمعرفة»، بالنادى الدبلوماسي، أن مصر هى الأولى بالوطن العربى فى مجال النشر والتأليف والثقافة.

وأضاف المشاركون بالندوة- التى أدارتها المديرة التنفيذية للمؤسسة السفيرة ليلى بهاء الدين- أن «معرض القاهرة الدولى للكتاب» لا يزال الأهم فى المنطقة العربية، خاصة لأنه يتم تنظيمه فى مدينة «القاهرة» العظيمة، ويذهل الجميع كل عام بالإقبال الكثيف من قبل الجمهور الذى يحرص على زيارته أيًا كانت الظروف.

وأوضح ممدوح عباس، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «بطرس غالى»، أن صناعة الكتاب والنشر من أقدم الصناعات الثقافية التى توطّنت واستقرت فى مصر. وأشار إلى أن أول مطبعة أنشئت فى مصر كانت عام ١٨٢٠ على يد محمد على، عندما أنشأ مطبعة بولاق التى عرفت فيما بعد باسم المطابع الأميرية، وأصدرت أول كتبها بعد عامين من تأسيسها.

 وأضاف أنه منذ الربع الأول من القرن التاسع عشر أصبحت طباعة الكتب ونشرها صناعة قائمة فى مصر، وقد مرت هذه الصناعة بمراحل متعددة فكانت أحيانًا مستقلة تمامًا وأحيانًا أخرى تحت سيطرة الدولة الكاملة، وأحيانًا ثالثة تقاسمت دور النشر الخاصة ودور النشر الحكومية أعباء الصناعة، كما عرفت مصر كذلك تجارب مهمة فى تأسيس تعاونيات النشر، كما أن لدينا اتحادًا للناشرين المصريين منذ سنوات عدة.

 وأشار إلى أن مصر عرفت أول معرض للكتاب على يد الدكتورة سهير القلماوى والدكتور ثروت عكاشة فى عام ١٩٦٩، المعرض الذى ما زال مستمرًا إلى الآن والذى يفترض أن يكون مناسبة لدعم صناعة الكتاب والنشر.  وأوضح أن اهتمام الدولة تفاوت بها من فترة لأخرى وتفاوت حجم الدعم الذى تخصصه لها وأسلوبه، وإذا كانت الدولة قد سيطرت على صناعة الكتاب والنشر فى الستينيات فإنه منذ أواخر الستينيات ثم فى السبعينيات والثمانينيات شهدت مصر بداية لعودة دور النشر الخاصة الكبرى وانطلاقتها، ومن أبرزها دار الشروق التى أسسها فى عام ١٩٦٨ الأستاذ محمد المعلم والتى مازالت حتى اليوم من أهم دور النشر فى مصر وفى العالم العربى.

وأكد أن أهمية صناعة الكتاب تختلف عن غيرها من الصناعات الثقافية فى قوة واستمرارية تأثيرها، فالكتاب هو أول وسيلة للثقافة والتعليم، ويشمل كل مكونات الثقافة، واليوم وبعد التغيرات السياسية والاقتصادية والتقنية السريعة تثار العديد من الأسئلة حول واقع صناعة الكتاب والنشر ومستقبلها.

وتساءل عن التغيرات فى الموضوعات التى كانت تنشر بين الأمس واليوم، وما هى الكتب الأكثر مبيعًا اليوم؟ وعلاقة ذلك بأهمية تلك الكتب.

وتناول إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار الشروق، خلال الندوة، موقع صناعة الكتاب والنشر بين الصناعات الإبداعية واتجاهات النشر والقراءة بين الأمس واليوم، والكتب الأكثر مبيعًا، وتأثير التقدم التكنولوجى وثورة المعلومات والاتصالات على النشر، بالإضافة إلى مشكلات القرصنة، تأثير الأزمة الاقتصادية والتضخم على صناعة الكتاب والنشر، وغيرها من القضايا المهمة التى تناولت واقع النشر وأهمية التعليم وتنمية الإنسان.

اقرأ أيضا|«التعليم العالي» تطالب أولياء الأمور والطلاب بمراجعة القائمة السوداء للكيانات الوهمية

وقال المعلم، إن مهنة النشر هى جزء من الثقافة التى هى بدورها جزء من بناء الإنسان، وإنها المفتاح الحقيقى لكل أنواع الثقافة المختلفة، حتى إن العالم الآن أصبح لديه ما يسمى «صناعات ثقافية وإبداعية».