نبرة «الهدنة القصيرة» تتصاعد بين حماس وإسرائيل

شاب فلسطيني يلقي نظرة الوداع على طفل شهيد في غزة
شاب فلسطيني يلقي نظرة الوداع على طفل شهيد في غزة

عواصم- وكالات

تواصلت مفاوضات التوصل إلى «هدنة غزة» بين إسرائيل وحركة حماس فى القاهرة، لليوم الرابع أمس، فى ظل مساع مصرية قطرية وضغوط أمريكية  للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول شهر رمضان.

ويكثف وسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أسابيع مساعيهم للتوصل إلى هدنة لمدة ستة أسابيع فى غزة قبل رمضان، بما يتيح الإفراج عن محتجزين فى غزة مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وتشترط حماس خصوصًا «الوقف الشامل للعدوان وللحرب وللاحتلال من قطاع غزة والبدء بعمليات الإغاثة والإيواء وإعادة الإعمار»، بحسب ما أكده عضو القيادة السياسية للحركة باسم نعيم لوكالة الأنباء الفرنسية.

فى المقابل، ترفض إسرائيل هذه الشروط مؤكدة نيتها مواصلة هجومها حتى القضاء على «حماس» وتشترط أن تقدم لها الحركة قائمة محددة بأسماء المحتجزين فى قطاع غزة.

وتحدثت تقارير عن مقترح قدمه الوسطاء على إسرائيل يتبنى «هدنة قصيرة» فى غزة لكسب الوقت وبالتالى التوصل إلى وقف إطلاق نار أطول، وفق ما نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.

ووفق الصحيفة الأمريكية فإن المفاوضين يدفعون باتجاه وقف إطلاق نار قصير يستمر لبضعة أيام، قد يثبت لكلا الجانبين «أى إسرائيل وحماس» أن الطرف الآخر جاد بشأن اتفاق أطول أمدا.

لكن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية زعمت فى تحليل لها أن رئيس حركة «حماس» يحيى السنوار يسعى إلى إحباط أى وقف لإطلاق النار لضمان انتقال المواجهات إلى القدس والضفة الغربية، إلا أنها تساءلت: «إلى أى مدى زمنى يستطيع السنوار وبنيامين نتنياهو تجاهل الوضع المزرى الذى يعيشه السكان المدنيون فى غزة؟».

ونبهت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن واشنطن سارعت إلى صياغة اقتراح ينهى الأعمال العدائية على الجبهة اللبنانية، تزامنًا مع توجيه إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن نداءها الأخير للتوصل إلى اتفاق لهدنة غزة قبل أيام من حلول شهر رمضان.

وألقى بايدن ليلة أول أمس الثلاثاء الكرة فى ملعب حماس، بقوله إن «إسرائيل استجابت بشكل إيجابى للاقتراح الذى قدمته الولايات المتحدة ومصر وقطر، والآن يتعين على حماس أن تفعل الشيء نفسه... سنعرف فى غضون يومين».

وحذر بايدن من أن الفشل فى التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة قبل بداية شهر رمضان «قد يكون خطيرًا للغاية»، حيث ظل الجانبان ثابتين على مواقفهما علنًا.

وترى «هآرتس» أنه عندما يتحدث بايدن عن «حماس»، فهو يتحدث بشكل أساسى عن زعيمها فى قطاع غزة، يحيى السنوار، موضحة أن الاتصالات بين السنوار والعالم الخارجى متقطعة فيما باءت جميع الجهود الإسرائيلية لتحديد مكانه بالفشل حتى الآن.

وبحسب التقرير نفسه فإن مؤسسة الدفاع الإسرائيلية أصبحت تشك فى أن السنوار قد تبنى استراتيجية جديدة أقل اهتمامًا بالتوصل إلى اتفاق ويعتمد بدلاً من ذلك على تصعيد إقليمى مع بداية شهر رمضان.